العراق يراجع الخطط الأمنية وملف التسلح وسط توتر في المنطقة

مخاوف حقيقية في العراق من إمكانية انزلاق البلاد في أتون حرب محتملة بين طهران وتل أبيب.

بغداد - يعمل العراق على مراجعة خططه الأمنية وملف التسلح على وقع التطورات في المنطقة في إشارة لتداعيات الحرب في قطاع غزة لبنان ومخاوف من توسع النزاع بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة لإيران ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني بداية الشهر الجاري.
وناقش رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وفق بيان نشره مكتبه خلال زيارة إلى مقر قيادة العمليات المشتركة في بغداد " الوضع الراهن والتحديات المستجدة في ظل ما تشهده المنطقة من تداعيات وأحداث".

وهنالك مخاوف حقيقية في العراق من إمكانية انزلاق البلاد في أتون حرب محتملة بين طهران وتل أبيب حيث أن هنالك شكوكا من امكانية أن تشارك القواعد الأميركية في المنطقة بما فيها الموجودة على الأراضي العراقية في مساندة الهجوم الإسرائيلي المحتمل.
كما سيؤدي توسيع النزاع كذلك لتصاعد الهجمات التي تشنها الميليشيات الموالية لطهران ضد القواعد الأميركية فيما تتواصل المشاركات بين واشنطن وبغداد لتنظيم الانسحاب الأميركي من البلاد.
واطلع رئيس الحكومة على سير العمليات الأمنية وطبيعة الخطط التي تعمل عليها القوات بمختلف صنوفها.
وشدد البيان "على أهمية التواجد الميداني المستمر والعمل بروح الفريق الواحد لجميع القوات الأمنية، بالإضافة إلى تعزيز الخطط التكاملية بين التشكيلات المختلفة".
وتم الاتفاق خلال الزيارة على "مراجعة ملف التسليح في ضوء استراتيجية تطوير القوات الأمنية التي تم إقرارها، والمذكرات الثنائية الموقعة مع الدول المتقدمة في هذا المجال، مع إيلاء الاهتمام اللازم لهذا الموضوع الذي يمثل إحدى أولويات الحكومة".
وتوجه العراق نحو تنويع التسليح يأتي للحفاظ على الأمن القومي خاصة وسط مخاوف من أن يكون البلد ساحة لتصفية الحسابات بين ايران وأعدائها الغربيين وكذلك إسرائيل.
ويعتقد أنه منذ الغزو الأميركي في 2003 تحول العراق لساحة خلفية للنفوذ الإيراني وذلك عبر أذرع سياسية ومسلحة باتت تتحكم في المشهد العراقي.
وتسعى الميليشيات للمشاركة بشكل أقوى في الهجمات التي تطال إسرائيل حيث تطلق بين الفترة والأخرى صواريخ باليستية ومسيرات على البلدات والمدن الإسرائيلية كان اخرها محاولة استهداف مدينة ايلات على البحر الأحمر.

وقد تسببت احدى المسيرات في سقوط عدد من القتلى والجرحى الإسرائيليين فيما توعد مسؤولون إسرائيليون على غرار وزير الدفاع يواف غالانت بمواجهة التهديدات القادمة من العراق.
كما صعدت الميلشيات من استهداف القواعد الأميركية في العراق وسوريا وهاجمت بالمسيرات في السابق القاعدة الأميركية في الأردن ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف الجنود الأميركيين.
وفي المقابل تتعالى أصوات متعقلة بضرورة منع انزلاق البلد للحرب لتداعياته المدمرة على الشعب العراقي الذي لا يزال يعاني من الانقسامات والطائفية إضافة للجهود التي تبذل لمكافحة فلول تنظيم داعش.
وكان رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فوزي حريري قال الاحد في تصريح لوكالة شفق نيوز أن الأوضاع الخطيرة في المنطقة تهدد بزج البلاد في أتون حرب شاملة.
وشدد على أهمية التحركات التي يقوم بها رئيس الإقليم نيجرفان برزاني "وهو التنسيق مع بغداد وضمان القيام بما يتطلب لعدم زج العراق في هذه المحرقة".