العراق يستعد لأسوأ سيناريو مع وقف ترامب إعفاءات الطاقة الإيرانية
واشنطن – قالت وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب أنهت الإعفاءات الممنوحة للعراق لشراء الكهرباء من إيران، وذلك ضمن حملة "أقصى الضغوط" تجاه طهران، بينما تستعد بغداد لأسوأ السيناريوهات في الصيف القادم.
وأضافت الوزارة في بيان أن قرار عدم تمديد الإعفاء الممنوح للعراق عند انتهاء صلاحيته "يضمن عدم السماح لإيران بأي قدر من الإغاثة الاقتصادية أو المالية". مشيرة إلى أنه يهدف إلى "إنهاء تهديدها النووي وتقليص برنامجها للصواريخ الباليستية ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية".
وأعاد ترامب فرض سياسة "أقصى الضغوط" على إيران كأحد أول قراراته بعد عودته إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني. وفي ولايته الأولى انسحب من الاتفاق النووي الإيراني وهو اتفاق متعدد الأطراف يهدف إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية.
البيت الأبيض يهدد بإمكانية اللجوء إلى إجراءات عسكرية أو التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع إيران
وتقول الحكومة الأميركية إنها تسعى إلى عزل إيران عن الاقتصاد العالمي ووقف عائداتها من صادرات النفط بهدف إبطاء تطوير طهران للسلاح النووي. بينما تنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية وتقول إن برنامجها سلمي.
وردا على القرار، بعث رئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي عطوان العطواني الأحد، رسالة إلى الحكومة الأميركية تفيد بأن إيقاف استيراد الغاز من إيران سيتسبب بانهيار منظومة شبكة الكهرباء خلال الصيف المقبل في العراق لعدم وجود أية بدائل في الوقت الراهن، في إشارة إلى ضرورة تمديد الإعفاءات الممنوحة إلى العراق في هذا الجانب بعد إيقافها رسميا من قبل إدارة ترامب.
وقال العطواني خلال لقاءه السفير الأميركي لدى العراق دانيال روبنستين أن الاجتماع ركز على مناقشة ملف العقوبات الأميركية ومدى تأثيرها على قطاع الطاقة الكهربائية خاصة في ظل الحديث عن انتهاء مهلة إعفاء العراق من استيراد الغاز الإيراني، وفق بيان للمكتب الاعلامي للنائب.
وأضاف العطواني أن الحكومة العراقية جادة في تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة من خلال العديد من المشاريع الواعدة فيما يتعلق باستثمار الغاز المصاحب، لغرض استخدامه في توليد الطاقة الكهربائية وبما يحقق الاكتفاء الذاتي، إلا أن هذه المشاريع ستدخل الخدمة خلال السنوات المقبلة.
من جهتها، كشفت الحكومة العراقية السبت، عن عدم تلقيها أي إبلاغ رسمي بقرار إلغاء إعفاء بغداد من شراء الغاز الإيراني من قبل الرئيس ترامب، مشيرة إلى استعدادها لما وصفته "أسوأ السيناريوهات" في الصيف القادم.
وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، في حديث خاص لوكالة شفق نيوز العراقية، إن "الحوار والتواصل مستمران بين بغداد وواشنطن، في ظل إدراك الجانبين لأهمية استقرار العراق كعامل رئيسي لاستقرار المنطقة".
وأضاف العوادي، أن "العراق التزم نصاً وروحاً بشروط الإعفاء، وكان من أوائل الدول التي وضعت استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق استقلالها في مجال الطاقة، حيث بدأت بتنفيذ مشاريعها الطموحة في هذا الإطار، إلى جانب دورها في الإصلاح المالي وتعزيز الشفافية وفقاً للمعايير الدولية".
وينتج العراق حالياً 27 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية عبر محطات تعمل غالبيتها على الغاز، ولكن الطاقة الإنتاجية تنخفض في بعض الأحيان إلى 17 ألف ميغاواط.
وهذه الكمية في حالتها القصوى، لا تسد حاجة البلاد من الكهرباء، إذ يحتاج العراق إلى زيادة الإنتاج للوصول إلى 40 ألف ميغاواط من أجل ضمان توفير طاقة على مدار اليوم.
ولحل هذه الأزمة، لجأ العراق إلى استيراد كميات من الغاز الإيراني، وهو ما هدد بتعرضه للعقوبات الأميركية، قبل أن تمنحه الولايات المتحدة إعفاءً يتجدد بصورة دورية.
وأشار العوادي، إلى أن "الحكومة العراقية تتعامل مع أسوأ السيناريوهات في مختلف الملفات، بما في ذلك ملف الطاقة، حيث بدأت اجتماعات قطاعية مكثفة لوضع مسارات متعددة لتجاوز أي أزمة كهرباء بالتعاون مع وزارتي الكهرباء والنفط".
وفرضت واشنطن سلسلة من العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي ودعمها للجماعات المسلحة مما جعل الدول التي تتعامل مع إيران غير قادرة على إجراء معاملات تجارية مع الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جيمس هيويت "كان الرئيس ترامب واضحا في أنه يجب على النظام الإيراني أن يتخلى عن طموحاته للحصول على سلاح نووي وإلا فسيواجه أقصى قدر من الضغوط. نأمل أن يضع النظام مصالح شعبه والمنطقة فوق سياساته المزعزعة للاستقرار".
ومنح ترامب في البداية إعفاءات لعدة مشترين لتلبية احتياجات المستهلكين من الطاقة عندما أعاد فرض العقوبات على صادرات إيران من الطاقة في عام 2018 مشيرا إلى برنامجها النووي وما تصفه الولايات المتحدة بتدخلها في الشرق الأوسط.
وجددت إدارته وإدارة سلفه جو بايدن إعفاء العراق مرارا مع حث بغداد على تقليل اعتمادها على الكهرباء الإيرانية. وكررت وزارة الخارجية الأميركية التأكيد على ذلك مرة أخرى السبت.
وأضافت الوزارة "نحث الحكومة العراقية على إنهاء اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية في أسرع وقت ممكن. إيران مورد طاقة لا يمكن الاعتماد عليه".
وأفادت مصادر لرويترز بأن الولايات المتحدة استغلت مراجعة الإعفاءات جزئيا للضغط على بغداد من أجل السماح بتصدير النفط الخام من إقليم كردستان العراق عبر تركيا. والهدف هو تعزيز الإمدادات في السوق العالمية والحفاظ على استقرار الأسعار مما يمنح واشنطن مجالا أوسع لمواصلة جهودها في تقييد صادرات النفط الإيرانية.
وكانت مفاوضات العراق مع إقليم كردستان شبه المستقل بشأن استئناف تصدير النفط مشوبة بالتوتر حتى الآن.