العراق يسعى 'لتصفير' مشاكله مع الكويت

عبدالمهدي يبحث مع أمير الكويت تطورات الأوضاع في المنطقة على خلفية الصراع الإيراني الأميركي ويؤكد أن البلدين تجاوزا كثيرا من المسائل العالقة.
بغداد تقول انها تعمل بجد لنزع فتيل الازمات في المنطقة
العراق يخشى من انزلاق المنطقة الى حرب مدمرة
عبدالمهدي يؤكد ان هناك تطابق في وجهات النظر الاوروبية مع العراق حول الازمة بين إيران واميركا
العراق يقول انه لن يدخل في سياسة المحاور والاصطفافات والادانات والاتهامات

الكويت - قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، إن حكومته تعمل على تصفير المشاكل بين العراق والكويت في ظل توجهات بلاده وانفتاحه واستقراره وما يشهده من توقيع اتفاقات ومشاريع عملاقة مع مختلف دول الجوار والدول الصديقة.
جاء ذلك، أثناء اجتماع عبد المهدي مع أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، خلال زيارته للعاصمة الكويتية والتي استمرت ليوم واحد.

وذكر مكتب عبدالمهدي في بيان الخميس، ان الطرفين بحثا خلال الاجتماع، "تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين الشعبين والبلدين الجارين الشقيقين، وتطورات الأوضاع في المنطقة ومختلف القضايا التي تهم البلدين".
وقال عبدالمهدي وبحسب البيان، "اننا في مرحلة تصفير المشاكل بين العراق والكويت وقطعنا شوطا كبيرا وتجاوزنا الكثير من المسائل العالقة ونضع يدا بيد لبناء مستقبل افضل وعلاقات تكامل، ولدينا الكثير من المشتركات والفرص، وبالأخص في مجالات البناء والاعمار والخدمات".
وأشار الى ان "الوفود واللجان المشتركة قطعت شوطا مهما في بحث ملفات التعاون في جميع المجالات ونتطلع الى المزيد".
وأوضح عبدالمهدي، ان "الحكومة العراقية تعمل بجد لخدمة شعبها وتطوير الاقتصاد بالتعاون مع أشقائنا وجيراننا وإبعاد الخطر عن شعوبنا وبلداننا ونزع فتيل الازمات"، مشدداً "نحن نسعى لتجاوز ارث الماضي وازالة جميع العقبات".

نسعى لتجاوز ارث الماضي وازالة جميع العقبات

وأضاف، ان "حكومتنا الآن هي حكومة ترسيخ الاستقرار وحكومة خدمات واصلاح ونريد ان نبدأ بداية مثمرة في علاقاتنا الثنائية في ظل توجهات العراق وانفتاحه واستقراره ومايشهده من توقيع اتفاقات ومشاريع عملاقة مع مختلف دول الجوار والدول الصديقة".
ولفت رئيس الوزراء العراق الى ان "الوضع حساس وخطير ونخشى من انزلاق المنطقة الى حرب مدمرة وعلينا التعاون وتشجيع جهود الاستقرار ونزع فتيل الحرب".
وتابع ان "هناك تطابق  في وجهات النظر الاوروبية مع العراق حول الازمة بين إيران واميركا".
وأكد عبدالمهدي، ان "العراق لن يدخل في سياسة المحاور والاصطفافات والادانات والاتهامات ونرجو ان تخرج المؤتمرات العربية والإسلامية المقبلة بخطاب تهدئة يخدم استقرار المنطقة التي عانت من ويلات الحروب والدمار".
من جهته، قال أمير الكويت، "أننا والعراق ضحايا نظام الحَقَ الأذى بالشعبين والبلدين، ويجب ان نواصل معا جهود البناء والاعمار وتجاوز مخلفات الماضي".
وأفصح الصباح، "عن تقديره لسياسة رئيس مجلس الوزراء في اقامة علاقات مع الجميع ولما يشهده العراق من تطور واستقرار بفضل هذه السياسة"، مؤكدا "استعداد الكويت للمساهمة في جهود الاعمار بمختلف المحافظات العراقية".
وأضاف، ان "الحرب ليست امرا سهلا وتلحق ضررا بالجميع لو وقعت ونأمل بنجاح جهود الوساطة التي تقوم بها العديد من الدول وان تفلح في تحقيق السلام والاستقرار لصالح الجميع".
ووصل رئيس وزراء العراق على رأس وفد رسمي، الكويت، الأربعاء، في زيارة رسمية هي الأولى له منذ تسلمه منصبه، العام الماضي.

وشهدت العلاقة بين العراق والكويت توترا بعدما انزل أنزل محتجون مساء الأربعاء 2 مايو/ايار علم الكويت من أمام مبنى قنصليتها في محافظة البصرة، جنوبي العراق احتجاجا على ما قالوا إنها إساءة وجهها شيخ قبيلة كويتي لنساء البصرة.

واحتشد العشرات من سكان البصرة أمام القنصلية الكويتية وسط المحافظة ورفعوا لافتات تطالب الحكومة الكويتية بالاعتذار للشعب العراقي ولنساء البصرة.

وكشف مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الكويتية أن ما حصل من تجمّع وتهجّم على مبنى قنصلية البلاد في البصرة "مرفوض وغير مقبول".
ونقلت صحيفة القبس الكويتية واسعة الانتشار عن المصدر الذي لم تكشف عن إسمه، أن خارجية البلاد أبلغت نظيرتها العراقية أن "هذا الأمر لن يمر مرور الكرام ونسعى جاهدين بالتنسيق مع القنصل الكويتي في البصرة الى إعداد تقرير عن الحادثة، وحصر أي أضرار".

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد أدى زيارة الى الكويت في نوفمبر/تشيرن الثاني حيث التقى أميرها صباح الأحمد الجابر الصباح.
وقال وزير الديوان الأميري علي الجراح الصباح في تصريح صحفي، إن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية التي تربط البلدين وتعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات وسبل دعم أمن واستقرار العراق لتحقيق وحدة وسلامة أراضيه.

وانقطعت العلاقات تماما بين البلدين عندما اجتاح العراق برئاسة الرئيس الراحل صدام حسين، الكويت واحتلالها لعدة أشهر قبل أن تخرج القوات العراقية تحت وطأة حملة عسكرية دولية.

واستأنفت بغداد والكويت علاقاتهما في 2003، عقب الغزو الأميركي للعراق وسقوط النظام العراقي السابق.

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي
العراق اراد لعب الوسيط بين ايران واميركا في المنطقة

وتأتي زيارة عبدالمهدي للكويت كذلك بعد تصاعد التوتر في المنطقة نتيجة الصراع الإيراني الأميركي ومخاطره على دول الخليج خاصة العراق.

ويبحث الجانب العراقي في خضم التوتر الأميركي الإيراني المتصاعد عن لعب دور وسيط في الأزمة الراهنة بفعل خصوصية علاقاته مع واشنطن وطهران حليفيه والخصمين في آن فيما يشكل في الوقت ذاته ساحة صراع على النفوذ بين إيران والولايات المتحدة.

وتسعى بغداد لتهدئة التوتر في جهد يأتي دعما على ما يبدو لجهود وساطة تقوم بها سلطنة عمان التي قام وزير خارجيتها يوسف بن علوي بزيارة لطهران نقل خلالها رسالة أميركية للقيادة الإيرانية مفادها استعداد الولايات المتحدة للحرب وللحوار.

ويأتي التحرك العراقي وسط مخاوف من أن تحرك إيران أذرعها في المنطقة ومن ضمنها الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لها ضد المصالح الأميركية.

وسبق أن هددت ميليشيات عراقية موالية لطهران بضرب المصالح والقوات الأميركية، ما دفع واشنطن لسحب موظفيها من العراق.

وفي حال اندلاع مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، سيجد العراق نفسه في قلب الحرب بفعل الوجود العسكري الأميركي على أراضيه ووجود ميليشيات مسلحة موالية لطهران.