العراق يسعى للعودة إلى محيطه العربي عبر السعودية
بغداد - أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم الخميس أن المملكة العربية السعودية شريك حقيقي للعراق، وأن العراق يتطلع إلى بناء علاقات متميزة تستند إلى الإرث العميق للروابط التاريخية التي تجمعهما، وبما يحقق مستقبلا أفضل للبلدين.
ودعا الكاظمي ، خلال استقباله وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ، إلى "أهمية تفعيل مقررات اللجنة التنسيقية بين العراق والسعودية، وبما يؤمّن مصالح شعبي البلدين الشقيقين".
من جانبه ، أكد وزير الخارجية السعودي أن "المملكة تنظر بعين الحرص والاهتمام إلى علاقاتها مع العراق، كما تتطلع إلى تعزيز وتوطيد التعاون المشترك، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين، وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين".
وأوضح أن "المملكة تتطلع الى زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، الى المملكة العربية السعودية".
وبحث الكاظمي مع الوفد السعودي التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتحقيق التوازن في الإنتاج النفطي، بالشكل الذي يخفف العبء الاقتصادي عن العراق وبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، فضلا عن بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة.
ووصل وزير الخارجية السعودي في وقت سابق اليوم إلى بغداد في زيارة رسمية للعراق يلتقي خلالها المسؤولين العراقيين.
ويبحث الكاظمي تطوير علاقات بلاده مع الرياض بعد ان تورطت الميليشيات الموالية لايران في افساد هذه العلاقات ومحاولة قطع صلة العراق بمحيطه العربي.
وقبل الزيارة التي يؤديها وزير الخارجية السعودي وجهت ميليشيات ايران تحذيرات باستهداف الرعايا السعوديين في محاولة لافساد الاجتماع حيث هدد المسؤول الأمني في كتائب "حزب الله" العراقية أبو علي العسكري، الأربعاء، باستهداف رعايا أميركا وإسرائيل والسعودية في بلاده.
وياتي التهديد لإحراج الكاظمي وتوجيه رسالة له بان العراق سيظل رهينة للاجندات الايرانية رغم كل المساعي لانقاذ البلاد من الهيمنة الأجنبية في محاولة لافساد كل الجهود لتحسين علاقة البلد بدول الجوار.
لكن يبدو ان القيادة العراقية تعمل جاهدة لتحسين علاقات بغداد بالدول المحيطة خاصة دول الخليج في محاولة لتحسين الاوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد والتي ادت لاندلاع احتجاجات.
وأطلع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين نظيره السعودي على نتائج زيارة الكاظمي إلى واشنطن، وما تمخض من نتائج عن القمة الثلاثيّة بين العراق ومصر والأردن التي جرت أعمالها في عمّان مؤخرا.
وجاء ذلك خلال زيارة رسميّة للأمير فيصل بن فرحان إلى العراق لبحث العلاقات الثنائيّة بين بغداد والرياض والعلاقات الثنائية"وما وصلت إليه من تطوّر إيجابيّ على الصُعُد كافة"، بحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية.
وأوضح أن "الجانبين اتفقا على تفعيل مُذكّرات التفاهم التي أبرمتها الحُكُومات السابقة وتعميق العلاقات الاقتصاديّة، والاستثماريّة بين البلدين، ولاسيّما في مجال الزراعة، والبتروكيماويات، وتزويد العراق بالطاقة، ومناقشة موضوع ربط الطاقة مع دول مجلس التعاون".
وذكر البيان أن الجانبين تطرّقا إلى "بحث مُستجدّات الأوضاع الإقليميّة ذات الاهتمام المُشترَك، وأهمّية تعزيز الأمن، والاستقرار بالمنطقة".
والاسبوع الجاري اجتمع الكاظمي بالعاهل الاردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في عمان لمناقشة عدد من القضايا الهامة في المنطقة وهو ما اعتبر بانها رسالة قوية الى ايران بان بغداد تريد الانخراط في محيطها العربي للخروج من ازمتها.
وعقد في بغداد اليوم الخميس الاجتماع الاول للجنة الاقتصادية والتجارية الاستثمارية والتنموية والإغاثة المنبثقة عن المجلس التنسيقي العراقي- السعودي برئاسة وزير التخطيط العراقي خالد بتال.
وذكر بيان لوزارة التخطيط أن الاجتماع استعرض النتائج الايجابية التي تمخضت عنها زيارة الوفد العراقي إلى السعودية في تموز /يوليو الماضي وأن لدى الجانب السعودي، رغبة كبيرة في فتح آفاق واسعة من التعاون مع العراق، في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية والصناعية والزراعية، والخدمية.
وطبقا للبيان :" يرحب العراق بالتعاون الايجابي البناء، مع السعودية واستعداده لتوفير أفضل الظروف لانجاحه وأهمية دور القطاع الخاص في البلدين في تحقيق المزيد من الاستثمار المشترك".
وذكر وزير التخطيط العراقي أن هناك عددا من الاتفاقيات التي ستوقع بين العراق والسعودية بعد إقرارها من قبل البرلمان ، لافتا إلى أن الجانب العراقي سيقدم مجموعة من المقترحات إلى الجانب السعودي تتضمن، إمكانية تمويل المشاريع المتوقفة، ومنها، إنجاز المجمعات السكنية، والمشاريع الخدمية، في قطاعات الصحة والتعليم والماء والصرف الصحي .
وجرى خلال الاجتماع مناقشة عدد من القضايا المطروحة على جدول أعماله من بينها، العمل على تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المتفق عليها بين الجانبين، لاسيما ما يتعلق منها بتشجيع وحماية المنتج الوطني، وإنشاء مركز للشركات السعودية في العراق، فضلا عن استعراض الجهود الحكومية الإغاثية والإنسانية وإعادة الاستقرار للنازحين .