العراق يضبط أول مصنع في الداخل لإنتاج حبوب الكبتاغون

مسؤول بوزارة الداخلية العراقية يعتبر بعد ضبط مصنع لإنتاج مخدر الكبتاغون في المثنى الحدودية مع السعودية "محاولة من البعض لأن تكون عملية التصنيع في الداخل، فهذه الحبوب تأتي غالبا من خارج العراق".
الاعلان عن ضبط مصنع لإنتاج الكبتاغون يتزامن مع زيارة السوداني لدمشق
السوداني والأسد يتفقان على تعزيز جهود مكافحة تهريب المخدرات
السعودية تعتبر وجهة مستهدفة من تجار المخدرات في سوريا ولبنان

بغداد - أعلنت السلطات العراقية الأحد أنّها ضبطت في جنوب البلاد مصنعا لإنتاج الكبتاغون، في سابقة من نوعها في بلد أصبح في السنوات الأخيرة ممرّا لتهريب هذه الحبوب المخدّرة.

وقال مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية سعد معن في فيديو قصير نشر على مواقع التواصل الاجتماعي "اليوم ربّما لأول مرة يتمّ ضبط معمل لصناعة المواد المخدّرة وخاصة الكبتاغون".

ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تسعى فيه دول خليجية لتطويق تهريب حبوب الكبتاغون إلى أراضيها من سوريا ولبنان، فيما يشير كذلك لاتساع خط التهريب ليشمل العراق وليرسم هذا التطور مسار هذه التجارة الممنوعة والعابرة للحدود.

ويتزامن الإعلان عن تفكيك هذا المصنع مع زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لدمشق والذي بحث مع الرئيس السوري بشار الأسد عدة ملفات من ضمنها تعزيز جهود مكافحة تجارة المخدرات.

ويبدو أن الإعلان مدروس في توقيته ولا يخلو من الأبعاد السياسية لزيارة السوداني لدمشق بحيث يعطي دفعة أقوى لجهود تعزيز العلاقات العراقية السورية ويرسم برنامج انفتاح أوسع على مجال التعاون الأمني الثنائي القائم أصلا في المناطق الحدودية التي تتوارى فيها عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).  

وقال مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية سعد معن في فيديو قصير نشر على مواقع التواصل الاجتماعي "اليوم ربّما لأول مرة يتمّ ضبط معمل لصناعة المواد المخدّرة وخاصة الكبتاغون".

والعراق الذي يمتلك حدودا ممتدة مع سوريا والسعودية والكويت، يُعتبر ممرّا لتهريب هذه الحبوب خصوصا والمخدّرات عموما، لكن في السنوات الأخيرة ازدادت فيه كثيرا نسبة التعاطي.

وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان الأحد إنّ المصنع المضبوط يقع في المثنّى المحافظة الجنوبية الحدودية مع السعودية، بينما يشير موقعه من الناحية الجغرافية إلى مسار محتمل لوجهة الكبتاغون.

وأوضح بيان الداخلية العراقية أنّ "المعمل معدّ لتصنيع حبوب الكبتاغون المخدّرة مع مواد أولية تقدر بسبعة وعشرين ونصف كيلوغرام مع الأختام الخاصة بالحبوب المخدرة".

وتُشكّل دول الخليج وفي مقدّمها السعودية، الوجهة الأساسية لحبوب الكبتاغون التي تُهرّب أساسا من سوريا والشريط الحدودي مع لبنان. وتحوّل تهريب هذه المخدّرات إلى تجارة مربحة يقدّر خبراء قيمتها الإجمالية بأكثر من عشرة مليارات دولار.

ووصف اللواء سعد معن معمل المثنّى بأنّه "محاولة من البعض لأن تكون عملية التصنيع في الداخل، لأنّنا نعلم على الأغلب أنّ هذه الحبوب تأتي من خارج العراق".

وكانت المديرية العامة لشؤون المخدرات العراقية أعلنت الجمعة تفكيك "شبكة دولية للمتاجرة بالمخدرات" وتوقيف ثلاثة من أعضائها وضبط "مليوني حبّة مخدّرة من نوع كبتاغون" في محافظة المثنى.

وبحسب اللواء معن فإنّ "حرب العراق ضدّ المخدرات وصلت إلى نتائج ايجابية، والجهد الذي بذله مقاتلو مكافحة المخدرات في الأيام الأخيرة حقّق نتائج ترفع لها القبعة، من خلال ضبط كميات كبيرة من المخدرات واعتقال رؤوس من التجار"، متعهدا بأن "ينتصر العراق في حربه على المخدّرات".

وحبوب الكبتاغون من المخدرات سهلة التصنيع ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنّها "أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة" وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.

وإضافة لمناطقه الحدودية مع جارته الغربية سوريا، تعدّ مناطق جنوب العراق المتاخمة للحدود مع الجارة الشرقية إيران، معبرا مهما لتهريب المخدرات ولا سيّما مادة الكريستال.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي القبض على رجل كان يصنّع الكريستال في العراق. وقال الجهاز يومها إن الموقوف "تعلّم صناعة الكريستال من إحدى الدول ثم نقل التجربة إلى العراق وقام بصنع كميات كبيرة من مادة الكريستال".

وأحبطت السلطات السعودية في أكثر من مناسبة عمليات تهريب حبوب الكبتاغون إلى أراضيها وكان مصدرها إما سوريا أو لبنان في شحنات فواكه، بينما شكل هذا التهديد الأمني أحد أسباب أزمة دبلوماسية سابقة بين بيروت والرياض التي اضطرت في توقيت ما لوقف الواردات من الأراضي اللبنانية.