العراق يضبط حدوده مع إيران لكبح رؤوس الفساد

الكاظمي يطلق حملة جديدة ضد الفساد في النقاط الجمركية الحدودية انطلاقا من معبر مندلي بعد خسارة البلاد ملايين الدولارات بسبب نفوذ المجموعات المرتبطة بطهران.
ميليشيات ايران اتخذت من المعابر وسيلة لتكديس الاموال وتمويل انشطتها
الكاظمي تعهد بايقاف نزيف المال العراقي في المعابر الحدودية

بغداد - يسعى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لوضع حد لحالة الارتهان لإيران وميليشياتها انطلاقا من المعابر والمنافذ الحدودية التي اعتبرت طوال السنوات الماضية مثالا للتسيب والفساد وغياب القانون عبر مرور السلع والبضائع بلا رقيب او حسيب.
وفي هذا الصدد أطلق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حملة جديدة السبت ضد الفساد في النقاط الجمركية الحدودية، قائلاً إن البلاد خسرت ملايين الدولارات بسبب سوء فرض الضرائب على السلع المستوردة.
وخلال تواجده عند معبر مندلي الحدودي مع إيران، قال الكاظمي رداً على سؤال لوكالة فرانس برس إن الحكومة ستلاحق "الأشباح" التي كانت تنقل شاحنات البضائع عبر الحدود من دون دفع رسوم جمركية.
وأضاف أن "هذه رسالة لكل الفاسدين ومن يحاول أن يبتز المواطنين، أننا اليوم سوف نعيد هيبة الدولة".
وتابع رئيس الوزراء أن "الأشباح الموجودين في الحرم الجمركي يستفزون ويبتزون التاجر الوطني العراقي أو رجل الأعمال".

وطلب، أمام الصحافيين الذين تحلقوا حوله إلى جانب رئيس هيئة المنافذ الحدودية عمر الوائلي، من "رجال الأعمال أن يدفعوا الجمارك ولا يدفعوا للمرتشين".
وكان وزير المال علي علاوي قد أوضح في حزيران/يونيو الماضي أن الضرائب الجمركية يجب أن تكون نحو ستة مليارات دولار سنوياً، ولكن ما يتم تحصيله هو أقل من مليار دولار حالياً.
ووعد الكاظمي السبت بإجراء إصلاحات على "ثلاث مراحل"، ولا سيما من خلال استبدال قوات الأمن العاملة في المراكز الحدودية، ومكننة البيانات والمبادلات المالية.
وكان معبر مندلي افتتح في العام 2014، ومنذ ذلك الحين يسيطر عليه عناصر جهاز المخابرات العراقية وقوات الحشد الشعبي.
ويتهم حقوقيون ورجال أعمال بشكل متكرر، الفصائل المسلحة بقبول رشاوى لإدخال السلع المستوردة أو مواد البناء إلى البلاد.
وتمكنت قيادات الميليشيات المسلحة من تكديس الاموال والثروات ما ساهم في تمويل نشاطات غير المشروعة من قوت وثروات العراقيين وبتحريض من السلطات الايرانية.
ويحاول الكاظمي الحد من نفوذ الميليشيات الايرانية تنفيذا لرغبة المحتجين العراقيين لكنه يواجه بقوة من قبل الطبقة السياسية التي تمنح الغطاء للمجموعات المسلحة المرتبطة بطهران.

اغتيال هاشمي الهاشمي لم يمنع الكاظمي من تصعيد جهوده لمواجهة ميليشيات ايران
اغتيال هاشمي الهاشمي لم يمنع الكاظمي من تصعيد جهوده لمواجهة ميليشيات ايران

ومثل اغتيال هاشم الهاشمي الخبير الامني المقرب من الكاظمي اقوى رسالة تهديد لرئيس الوزراء العراقي بضرورة اعادة النظر في خططه لكبح جماح التدخلات الايرانية.
ولكن رغم تلك التهديدات يصر الكاظمي على المضي في خططه للحفاظ على السيادة الوطنية العراقية التي انتهكت في السنوات الماضية.
وكان معبر مندلي مغلقاً يوم السبت، على غرار المعابر الـ33 التي يتقاسمها العراق مع جيرانه، بسبب الحظر المفروض منعاً لتفشي وباء كوفيد-19.
ويمر العراق الذي تعتمد أكثر من 90 في المئة من ميزانيته على النفط، بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، إذ فشل ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك من تنويع اقتصاد وإيجاد بدائل عن الذهب الأسود.
وما يزيد الطين بلة، هو أن العراق من أكثر الدول فساداً في العالم، وقد خسر بسبب عمليات السرقة والاختلاس ما يقارب 450 مليار دولار خلال السنوات الـ17 الأخيرة.