العراق يعد بموازنة إصلاحية رغم صعوبة تداعياتها السياسية

علي العلاوي يؤكد أن الوزارة سوف تسعى إلى رفع الموازنة الجديدة إلى البرلمان قبل الانتخابات النيابية المبكرة مرجحا إلى صعوبة تمريرها نظرًا إلى ارتفاع قيمة العجز فيها مثلما حدث في الميزانية السابقة.
الوزير العراقي يؤكد أن سعر البرميل في الموازنة الجديدة سيكون 50 دولاراً
يشكّل الفساد أبرز هموم العراقيين الذين يعانون من نقص في الكهرباء والمستشفيات والمدارس
سيطرة حلفاء ايران على المشهد السياسي يضاعف من ماسي وازمات العراقيين

بغداد - أعلن وزير المالية العراقي علي علاوي أن موازنة 2022 التي شرعت الوزارة بإعدادها قبل أيام، ستكون ذات بعد إصلاحي فهي "تختلف عن الموازنات السابقة" وتعكس "واقع التزامات العراق"، في حديث إلى مجموعة صحافيين.
وأوضح الوزير مساء الخميس أن الوزارة سوف تسعى إلى رفع هذه الموازنة الجديدة إلى البرلمان قبل الانتخابات النيابية المبكرة المقررة في تشرين الأول/أكتوبر، مضيفاً أنها ستكون "موازنة إصلاحية لكن ربما ستكون صعبة سياسياً".
وقال إن الوزارة "حاولت في الموازنة السابقة القيام بأمر مشابه" فقد "قدمت الموازنة بطريقة تظهر للمسؤولين حجم التزامات العراق الحقيقية بدون دفعها في زوايا متأخرات فجاء الرقم كبيراً ولم يكن مقبولاً سياسياً فتم تعديله وصدرت الموازنة" بشكلها الحالي.
وألمح الوزير بذلك على الأرجح إلى صعوبة تمرير الميزانية الجديدة نظرًا إلى ارتفاع قيمة العجز فيها مثلما حدث في الميزانية السابقة.
ففي مقترح مشروع قانون موازنة 2021 الذي رفعته الحكومة للبرلمان قدّرت قيمة العجز بنحو 49 مليار دولار. لكن النواب قاموا بسدّ الفارق عبر إلغاء ديون ومستحقات على الدولة مقابل مصادر طاقة من الحساب، لا سيما مستحقات الغاز والطاقة الإيرانية، ودفوعات أخرى للبنى التحتية.
وبلغت قيمة العجز في موازنة 2021 كما أقرها البرلمان 19,8 مليار دولار، مقابل 23,1 مليار في العام 2019، علماً أن العراق لم يقر موازنة 2020 بسبب التوتر السياسي.
وبلغت القيمة الإجمالية للإيرادات في موازنة 2021 نحو 69,9 مليار دولار، احتسبت بناء على تصدير النفط الخام على أساس سعر 45 دولاراً للبرميل، ومعدل تصدير ثلاثة ملايين و250 ألف برميل في اليوم. أما قيمة موازنة 2021، فقد بلغت 89,7 مليار دولار، أدنى بنحو 30% من آخر موازنة أقرت عام 2019.
وأوضح الوزير أن سعر البرميل في الموازنة الجديدة سيكون 50 دولاراً، وهو رقم قابل للتعديل. إلا أن قيمة برميل النفط في السوق حالياً أعلى بكثير وتفوق الستين دولاراً.
ويمر العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، بأسوأ أزماته الاقتصادية. فقد تضاعف معدل الفقر في البلاد في عام 2020 وصار 40% من السكان البالغ عددهم 40 مليوناً، يعتبرون فقراء وفق البنك الدولي، بينما خسر الدينار العراقي 25% من قيمته.
ويشكّل الفساد الذي كلّف العراق ما يساوي ضعفي إجمالي ناتجه الداخلي الإجمالي، أي أكثر من 450 مليار دولار، أبرز هموم العراقيين الذين يعانون من نقص في الكهرباء والمستشفيات والمدارس.
مع ذلك، قال الوزير إن الوضع المالي للعراق شهد تحسناً خلال العام الحالي بسبب "ارتفاع سعر النفط وتغيير سعر صرف الدينار".
وفي الأثناء، يجري العراق مفاوضات مع صندوق النقد الدولي على قرض بقيمة تراوح بين 3 إلى 4 مليارات دولار، كما أوضح الوزير، آملاً التوصل إلى اتفاق مع الصندوق بحلول نهاية العام.
وأوضح أن هذا "الاقتراض ذو طابع نقدي ويمنح مصداقية للإصلاحات" التي ترغب الوزارة بتطبيقها، و"تعتمد نهايتها على وضعنا الحالي وموازنة 2022 إذا ما تمكّنا من تقديمها للبرلمان قبل الانتخابات" النيابية.
ويعيش العراق على وقع صراع سياسي محتدم خاصة مع قرار عدد من الكتل السياسية وفي مقدمتهم التيار الصدري الانسحاب من المشاركة في الانتخابات التشريعية.
وتعمل القوى السياسية الموالية لايران للتحكم تماما في المشهد السياسي وبالتالي ادارة الشان المالي للشعب العراقي الذي خرج مرارا للاحتجاج على سوء وضعه المالي والاقتصادي في دولة غنية بالنفط والثروات الطبيعية.
ويبدو ان الشعب العراقي يدور في حلقة مغلقة فالاطراف السياسية والشخصيات التي خرج الشعب العراقي ضدها للاحتجاج عادت بطريقة او باخرى بسبب الدعم الايراني المستمر.