العراق يغلق منفذ مندلي في وجه إيران

القرار يأتي على خلفية تقارير أمنية تشير إلى تحول المنفذ إلى ممر لتهريب المخدرات والمواد الممنوعة بعد ان سيطرت عليه مجموعة من الميليشيات المقربة من طهران.
العراقيون سئموا تجاوزات إيران وميليشياتها
تستفيد إيران من الميليشيات العراقية التي تساندها في تخفيف عزلتها في المنطقة
العراقيون يدفعون من صحتهم واموالهم وامنهم تبعات سيطرة الميليشات على المنافذ مع ايران

بغداد - أكدت الحكومة العراقية السبت إغلاق منفذ مندلي الحدودي مع إيران وفق ما أكده مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في بيان.

وحسب نص البيان الذي نشرته سكاي نيوز عربية "موافقة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة على غلق منفذ مندلي، وتحويل كافة الموظفين إلى منفذ المنذرية.

وأشارت مصادر مطلعة ان القرار يأتي على خلفية تقارير أمنية تشير الى تحول المنفذ الى ممر لتهريب المخدرات والمواد الممنوعة والبضائع المسرطنة والاسلحة بعد ان سيطرت عليه مجموعة من الميليشيات المقربة من إيران.

وكانت مواقع عراقية تحدثت الجمعة عن صدور أوامر من القيادة العراقية باغلاق المنفذ حيث اكد موقع "بغداد اليوم" اختلاف الإجراءات والتسمية الرسمية بين العراق وإيران بخصوص المنفذ".

وأكد "الموقع" وفق مصادر ان الخلاف يتمثل في ان طهران تعتبر مندلي "معبرا" في حين تطلق عليه بغداد عبارة "منفذ" وذلك نظرا لغياب "كل ما يشير الى مواصفات المعبر من فحص إلى بنى تحتية إلى نقاط تفتيش قادرة على مواجهة تهريب المخدرات والمواد الممنوعة".

إيران تعتبر مندلي معبرا في حين تطلق عليه بغداد عبارة منفذ

وكانت إيران قررت في مايو/أيار تعليق تصدير البضائع عبر المنفذ حتى اشعار اخر وذلك بطلب من مصلحة الجمارك.

ويشير قرار العراق إغلاق المنفذ الى التجاوزات التي تقوم بها الميليشيات المقربة من ايران وسطوتها وقدرتها على التحكم في المنافذ والمعابر وما يشكله ذلك من خطر على حياة العراقيين وصحتهم.

وتمكنت الميليشيات من جني ملايين الدولارات بسبب الأنشطة غير القانونية مع الجانب الإيراني من تهريب المخدرات والممنوعات وحتى تهريب النفط والبضائع عبر المنافذ والمعابر الحدودية.

تمكنت الميليشيات من جني ملايين الدولارات بسبب الأنشطة غير القانونية مع الجانب الإيراني

وتستفيد إيران من تلك الميليشيات التي تساندها في تخفيف عزلتها في المنطقة بعد تشديد الولايات المتحدة الأميركية لعقوباتها حيث تلجئ طهران الى تلك الميليشيات في تهريب النفط او إدخال بعض السلع.

وكعادتهم يعاني العراقيون من الممارسات الايرانية وممارسات حلفائهم اذ انهم يدفعون الثمن من صحتهم وأموالهم ومن أمنهم وسط مخاوف عراقية متنامية من تأثير التوتر الإيراني الأميركي على استقرار العراق.

لكن قرار العراق إغلاق المنفذ يشير كذلك الى تحولات هامة في السياسات العراقية إذ يظهر ان العراقيين سئموا تجاوزات إيران وميليشياتها واصبحوا يضعون الحدود لمثل تلك التجاوزات والتدخلات غير المنضبطة.

وتحاول الحكومة العراقية الناي بنفسها عن الصراعات التي تحاول إيران جرها إليها ومواجهة الضغوط التي تمارسها الميليشيات المرتبطة بطهران والتي تدفع ببغداد إلى الانجرار قسرا وراء المتاهات والتهور الإيراني في المنطقة.