العراق يفكك شبكتين خططتا لتفجيرات في مدينة الصدر

إلقاء القبض على خمسة من المتهمين بالتخطيط لتفجيرات أيام عيد الأضحى، يأتي بعد إعلان الكاظمي القبض على الشبكة الإرهابية المسؤولة عن اعتداء استهدف سوق الوحيلات وتسبب في مقتل 30 شخصا وإصابة العشرات بينهم أطفال.
الكاظمي: لا حاجة لبلادنا إلى قوات أميركية تحارب داعش
العراق يواجه انفلاتا أكبر لعناصر داعش وميليشيات إيران إذا ما انسحبت القوات الأميركية

بغداد - فكّكت السلطات العراقية شبكتين جهاديتين قالت إنهما تقفان خلف التفجير الذي ضرب حي مدينة الصدر في بغداد الاثنين، وكانتا تخططان لتفجيرات أخرى تزامناً مع عيد الأضحى، كما ورد في بيان الأحد لخلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الداخلية العراقية، فيما لا يزال العراق يواجه تهديدات تستهدف أمنه بسبب انفلات الميليشيات الموالية لإيران وبقايا تنظيم الدولة الإسلامية.

كان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي توجه الأحد إلى واشنطن في زيارة رسمية، قد أعلن السبت في تغريدة عن اعتقال جميع أعضاء الشبكة "الإرهابية" التي "خططت ونفّذت" الهجوم الانتحاري الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية وأسفر عن مقتل 30 شخصاً وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح في حي مدينة الصدر ذي الغالبية الشيعية.

وأضاف الكاظمي في تغريدة أن المسؤولين عن الهجوم "سيعرضون اليوم أمام القانون وأمام شعبنا"، في إشارة إلى اعترافات جرى عرضها في وقت لاحق السبت على وسائل الإعلام الرسمية.

ويظهر خمسة من المشتبه بهم، بينهم ثلاثة أشقاء، في صور ومقاطع فيديو نشرتها خلية الإعلام الأمني على مواقع التواصل الاجتماعي، مرتدين سترات صفراء، ويدلون باعترافات تتضمن اسمهم والمكان الذي كانوا ينوون تفجيره.

وستتم محاكمة هؤلاء، وفق بيان خلية الإعلام الأمني الذي أوضح أن الشبكتين اللتين تمّ تفكيكهما في الأنبار وكركوك كانتا تخططان لتفجيرات في محافظات أخرى أيضاً خلال العيد.

وهزّ مساء الاثنين الماضي تفجير انتحاري سوق الوحيلات في مدينة الصدر، أحد أكثر أحياء بغداد فقراً واكتظاظاً، ما أثار غضب العراقيين وأحزنهم، لا سيما وأن غالبية الضحايا كانوا من الأطفال الذين اصطحبوا لشراء ملابس العيد.

وطرحت إثره تساؤلات بشأن قدرة القوى الأمنية على الحد من هجمات مماثلة يقف خلفها تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعلن العراق رسمياً هزيمته في العام 2017، لكنه ما زال يحتفظ بخلايا في الجبال والمناطق النائية.

ويأتي ذلك فيما يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين في واشنطن، في ظل محادثات يجريها العراق مع الولايات المتحدة لوضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي، المطلب الأساسي للموالين لإيران في البلاد.

ويقدّم التحالف الدولي الذي كان صباح الجمعة عرضة لهجوم بطائرة مسيرة في كردستان، الدعم للقوات العراقية في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية.

ومنذ مطلع العام، استهدف نحو خمسين هجوما مصالح أميركية في العراق. ويرى مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون غربيّون في العراق أنّ تلك الهجمات لا تشكّل خطراً على القوات المنتشرة فقط بل تهدّد أيضاً قدرتها على مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

ولا يزال نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقية، من بينهم 2500 أميركي، لكنّ تنفيذ انسحابهم قد يستغرق سنوات.

وأعلن الكاظمي تزامنا مع زيارته لواشنطن، أن بلاده لم تعد بحاجة إلى قوات أميركية لمحاربة داعش، مشيرا إلى أن قوات الأمن والجيش العراقي قادران على الدفاع عن البلاد.

لكن هجمات عنيفة متوالية يتبناها تارة عناصر داعش وأخرى تقف وراءها ميليشيات إيران، تظهر مدى عجز السلطات العراقية عن صد هذه الهجمات وكبح تلك العناصر، بينما يعاني العراق حربا بالوكالة بين طهران وواشنطن وتجاذبات سياسية داخلية وصراعات بين أطراف سياسية سنية والفصائل الشيعية التي تدين بالولاء للجمهورية الإسلامية.

ومن المتوقع أن يفسح انسحاب القوات الأميركية من العراق المجال أمام داعش لترميم صفوفه من جهة وتمادي أكبر للفصائل الشيعية الموالية لطهران من جهة أخرى، كما سيتيح لإيران توسيع نفودها في بلد يعاني وضعا أمنيا هشا وأزمة اقتصادية متفاقمة بسبب انتشار فيروس كورونا واضطرابات أمنية تقف عائقا أمام أي استثمارات أجنبية.