العراق يمر بأخطر مرحلة جفاف منذ نحو قرن
الناصرية (العراق) – يعيش العراق في العام 2022 أسوأ سنوات الجفاف منذ نحو 92 عاماً، وفقاً لما أعلنته وزارة الموارد المائية من أنّ "السنة الحالية من أقسى سنوات الجفاف التي مرت على العراق منذ عام 1930، وذلك بسبب "النقص في كميات الأمطار الساقطة لسنوات متكررة منذ عام 2020 وحتى الآن"، إضافة إلى انخفاض "الواردات التي تأتي من دول الجوار إذ تعد من أسباب النقص الحاد في التخزين المائي".
من جهته، حذّر وزير البيئة العراقي الدكتور جاسم الفلاحي من أن بلاده تتعرض لخسائر كبيرة جراء التغييرات المناخية جراء إرتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة وارتفاع معدلات التصحر وتدهور الأراضي بفعل الجفاف والعواصف الغبارية والرملية.
وقال الوزير في تصريحات صحافية، إنّ العراق يعد من "أكثر البلدان تأثرا في التغييرات المناخية وأن حجم الخسائر التي تكبدها جراء التغييرات المناخية هائلة سواء اقتصادية أو صحية".
وأضاف أن العراق يخسر يوميا نحو 10 مليارات دينار عراقي جراء التغيير المناخي على مستوى النقل وتصدير الموارد النفطية والازدحام غير المسبوق في ردهات الطوارئ وتوفير العلاج لمرضى الجهاز التنفسي والربو والحساسية في المستشفيات فضلا عن ازدياد الهجمات الإرهابية أثناء العواصف الغبارية".
وحذر الفلاحي من أن بلاده تمر حاليا بأخطر مرحلة جفاف جراء انخفاض المخزون المائي الاستراتيجي بسبب تناقص الموارد المائية جراء قلة الأمطار.
كما حذر من أن بلاده تواجه تحديات كبيرة جراء زيادة معدلات التلوث بسبب استخدام تكنولوجيا قديمة تسهم في زيادة معدلات الانبعاثات الكربونية المصاحبة للصناعة النفطية.
ونزحت 1200 عائلة من مناطق أهوار ومناطق زراعية في محافظة ذي قار في جنوب العراق على مدى ستة أشهر، وذلك بسبب الجفاف ونقص المياه، كما أفاد مسؤول محلي الاثنين.
وأدى الجفاف وغياب شبه تام للأمطار خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى تراجع كبير في منسوب نهري دجلة والفرات، فضلاً عن انخفاض مستوى المياه المتدفقة من الأنهار التي تنبع من دولتي الجوار إيران وتركيا إلى العراق الذي يُعد، بحسب السلطات العراقية، بين البلدان الخمسة الأكثر عرضةً لتأثيرات التغير المناخي والتصحر في العالم.
وقال مدير دائرة الزراعة في محافظة ذي قار في جنوب العراق صالح هادي لفرانس برس إن "ما يقارب 1200 عائلة من مربي الجواميس والمزارعين من مناطق الأهوار ومناطق أخرى" في المحافظة نزحت من مناطقها "بسبب شح المياه والجفاف" وذلك "بحثاً عن مصادر عمل وعيش".
وبدأت هذه الهجرة منذ شهر نيسان/ابريل، وفق هادي لا سيما من أهوار الجبايش و قرية المنار في أهوار الحمّار وأهوار أم الودع ومناطق السيد دخيل والإصلاح والطار" الزراعية التي يعتمد سكانها على الزارعة وتربية الجواميس خصوصاً.
وأضاف أن "نصف العائلات المذكورة توزعت بين مناطق أخرى تقع شمال مدينة الناصرية للسكن على شواطئ الأنهار". أما عائلات أخرى فتوجهت نحو مناطق زراعية في محافظات أخرى تتوفر فيها مياه مثل بابل وكربلاء والكوت والبصرة وبغداد.
وفي ظل الانخفاض الحاد في مياه الأهوار، حذرت منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (فاو) في تقرير نشر منتصف تموز/يوليو من أن الأهوار من "إحدى أكثر المناطق تضرراً من تغير المناخ ونقص المياه" في العراق.
وأشارت إلى "آثار كارثية على سبل عيش أكثر من ستة آلاف أسرة ريفية إذ إنها فقدت جواميسها التي تعد مصدر رزقها الوحيد".
وخلال الصيف، اختفت مساحات مائية واسعة جداً من هور الحويزة الواقع على الحدود مع الجارة الشرقية إيران، وهور الجبايش الذي يعدّ مقصداً سياحياً إلى الجنوب، وتحولت هذه المستنقعات أرضا جافة متشققة نبتت بينها شجيرات صفراء.