العراق يوقع أخيرا عقد بناء ميناء الفاو بعد طول انتظار

العقد الذي وقعه في بغداد ممثلون عن وزارة النقل العراقية وشركة دايو للهندسة والبناء الكورية الجنوبية، ستتولى بموجبه الأخيرة أعمال التجريف والحفر لإنشاء قناة ملاحية وأعمال التشييد التي تشمل بناء خمسة مراس لتفريغ السفن وفناء للحاويات.
2.625 مليار دولار قيمة صفقة المرحلة الأولى لميناء الفاو الكبير
المرحلة الأولى ستسمح للميناء باستقبال ثلاثة ملايين حاوية
شركة موانئ العراق تتوقع اكتمال المرحلة الأولى للميناء في غضون 4 سنوات
ميناء الفاو سيكون أكبر الموانئ المطلة على الخليج العربي والعاشر عالميا

بغداد - اتفق العراق على صفقة بقيمة 2.625 مليار دولار مع دايو للهندسة والبناء الكورية الجنوبية اليوم الأربعاء لبناء المرحلة الأولي من ميناء الفاو للسلع الأولية الذي يخطط له في جنوب البلاد.

ويأتي هذا التطور بعد نحو عقد من وضع حجر أساس للمشروع في ابريل/نيسان 2010 بقيمة تقارب الـ5 مليارات يورو، لكن مشاكل تتعلق بالتمويل عطلت صفقات الانجاز وأثارت جدلا سياسيا في الساحة العراقية.

وبموجب العقد الذي وقعه في بغداد ممثلون عن وزارة النقل العراقية والشركة الكورية الجنوبية، ستتولى دايو أعمال التشييد التي تشمل بناء خمسة مراس لتفريغ السفن وفناء للحاويات.

وقال فرحان الفرطوسي مدير عام الشركة العامة لموانئ العراق على هامش مراسم التوقيع في مقر وزارة النقل إن دايو ستتولى أيضا أعمال التجريف والحفر لإنشاء قناة ملاحية.

وقال الفرطوسي إن المرحلة الأولى ستسمح للميناء باستقبال ثلاثة ملايين حاوية وإن جميع أعمال البناء من المقرر انتهاؤها في غضون أربع سنوات تقريبا.

في حال انجازه واكتماله سيشكل ميناء الفاو الكبير نقلة نوعية لأهميته الجيوسياسية حيث يربط العراق بالعالم ويعيد أهميته كموقع يربط بين الشرق والغرب

وفي الوقت الحالي، يتعين على العراق الاعتماد بشكل أساسي على ميناء أم قصر في الجنوب لاستقبال السفن التي تنقل السلع الأولية وهو الميناء الكائن في مقدمة ممر الخليج المائي الإستراتيجي. وسيكون ميناء الفاو أكثر عمقا وهو ما يسمح له باستقبال أكبر سفن الحاويات.

وطال انتظار هذا المشروع في شبه جزيرة الفاو جنوب محافظة البصرة. وتبلغ تكلفته حوالي 4.6 مليار يورو وتقدر طاقة الميناء المخطط إنشاؤه 99 مليون طن سنويا ليكون واحدا من أكبر الموانئ المطلة على الخليج العربي والعاشر على مستوى العالم. ووضع حجر الأساس لهذا المشروع  في الخامس من أبريل/نيسان 2010.

ويقع ميناء الفاو الكبير في منطقة رأس البيشة على نهاية الجرف القاري للعراق وفي حال انجازه سيشكل نقلة نوعية في أهميته الجيوسياسية لربط العراق بالعالم من خلال إعادته لأهمية الموقع الواصل بين الشرق والغرب.

وتقول مصادر عراقية ودولية إن إنشاؤه سوف يغير خارطة النقل البحرية العالمية ومن المحتمل عند إكمال انجازه أن يصبح أحد أكبر موانئ الخليج العربي حيث تتراوح طاقته الإنتاجية الابتدائية بين 45 و20 مليون طن سنويا. ويعد مشروعا إستراتيجياً يربط الشرق بأوربا عبر العراق وتركيا وسوريا بما يسمى بالقناة الجافة.