العسكري السوداني يحذر من استهداف المندسين لمليونية 30 يونيو

التظاهرة الأولى منذ فض الاعتصام تتزامن مع جهود وساطة تبذلها اثيوبيا والاتحاد الافريقي بين المحتجين والقادة العسكريين.
تجمع المهنيين السودانيين دعا المحتجين إلى التوجه لقصر الرئاسة
المحتجون يأملون بمليونية من دون انترنت
المجلس العسكري يدعو لإبرام اتفاق "عاجل وشامل"
الاتحاد الأوروبي يدعو الى ضبط النفس

الخرطوم - حذر نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي "حميدتي" من "المندسين والقناصة" الذين يسعون لاستهداف المحتجين وقوات الأمن خلال الاحتجاجات الدائرة ضد المجلس لمطالبته بتسليم السلطة للمدنيين.

ودعا حميدتي خلال كلمة ألقاها اليوم الأحد، أمام حشود بمنطقة شرق النيل إلى إبرام اتفاق "عاجل وشامل" مع قوى الحرية والتغيير التي دعت للتظاهر لمطالبة المجلس العسكري الحاكم بتسليم السلطة للمدنيين.

ولبى المحتجون الدعوة وتظاهر عشرات الآلاف في شوارع الخرطوم الأحد، في أكبر احتجاجات منذ فض اعتصام المحتجين من أمام مقر الجيش في العاصمة، قبل ثلاثة أسابيع.

انتشرت قوات الأمن بكثافة في شوارع الخرطوم قبيل التظاهرات وسط تزايد الدعوات لضبط النفس لمنع أي عملية أمنية جديدة ضد المحتجين.

ولوح المتظاهرون بعلم السودان خلال المسيرة التي أطلقوا عليها اسم "مليونية 30 يونيو" وهتفوا "مدنية.. مدنية" في أنحاء عدة من العاصمة فيما راقبت قوات الأمن الموقف. ونشرت جماعات معارضة لقطات مصورة لما وصفتها بمسيرات في مدن أخرى.

وبالتزامن مع خروج المتظاهرين قال حميدتي "نسعى لاتفاق عاجل وشامل في السودان لا يقصي أي جهة... نحن حراس للثورة ومحايدون من النزاع حول السلطة ونأمل التوصل إلى اتفاق عادل وشامل يمثل الشعب السوداني".

وأضاف "مسؤوليتنا هي حماية المسيرة المليونية، لكن لا نضمن المندسين".

وأوضح أن "هناك قناصين ضربوا 3 من عساكر الدعم السريع ونحو 5 أو 6 من المواطنين أمام السلاح الطبي ومركز الشباب في الخرطوم".

وأضاف "القناصون، الذين يضربون الناس من أول التغيير، وحتى الآن إن شاء الله سنقبض عليهم ونقدمهم للعدالة".

وفي الأثناء أعلنت لجنة الأطباء المركزية سقوط أول قتيل في "مليونية 30 جوان" وقالت إن الضحية عشريني وقتل إثر إصابته بطلق ناري في الصدر في مدينة عطبرة التي انطلقت منها شراراة الاحتجاجات في ديسمبر الماضي.
وفي تصعيد جديد دعا "تجمع المهنيين" المحتجين للتوجه للقصر الرئاسي.

وكان تجمع المهنيين السودانيين قد أعلن في وقت سابق الأحد وقوع عدة إصابات واعتقالات خلال الاحتجاجات التي اندلعت في الخرطوم والولايات.

وأطاح الجيش السوداني بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل/نيسان بعد احتجاجات على حكمه استمرت شهورا.

وواصلت جماعات المعارضة الاحتجاجات في الشوارع للضغط على الجيش لتسليم السلطة للمدنيين.

وانهارت المحادثات بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري وتوقفت الاحتجاجات قليلا بعدما داهمت قوات الأمن اعتصاما خارج وزارة الدفاع في الثالث من يونيو/حزيران. لكن الأيام القليلة الماضية شهدت مظاهرات أصغر، ودعا تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض إلى تنظيم مظاهرة مليونية اليوم الأحد.

وتشكل التظاهرة "المليونية" اختباراً لمنظمي الاحتجاجات بعد العملية الأمنية الدامية التي استهدفت ساحة الاعتصام في الخرطوم وانقطاع الإنترنت الذي حدّ من قدرتهم على حشد المتظاهرين.

وأمس حذر المجلس العسكري من أن التحالف سيتحمل مسؤولية أي خسائر بشرية أو مادية جراء التجمعات.

المجلس العسكري يؤكد حماية المسيرة المليونية، لكن لا يضمن المندسين
المجلس العسكري يؤكد حماية المسيرة المليونية، لكن لا يضمن المندسين

وحذّر نائب رئيس المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو السبت من أنه لن يتسامح مع محاولات "التخريب" التي قد تتخلل التظاهرة. وقال دقلو الذي يقود "قوات الدعم السريع" "هناك مخربون، هناك أناس عندهم اجندة مدسوسة. نحن لا نريد وقوع مشاكل".

وقال أعضاء في تجمع المهنيين السودانيين، أحد أكبر جماعات المعارضة، إن أجهزة أمنية داهمت مقرها مساء أمس السبت خلال تجهيزه لعقد مؤتمر صحفي.

وقالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير أفادت بمقتل أكثر من مئة محتج وإصابة عدد أكبر خلال فض الاعتصام.

ونفى القادة العسكريون إصدار أي أوامر باقتحام مقر الاعتصام وقالوا إنهم كانوا ينفذون حملة ضد مجرمين قرب المقر وإن الحملة امتدت لمنطقة الاعتصام. وأعلن المجلس العسكري اعتقال عدد من الضباط كما أشار إلى أنه لا يزال يعتزم تسليم السلطة بعد الانتخابات.

وتأتي التظاهرة الجديدة، في وقت تُجري إثيوبيا والاتحاد الإفريقي وساطة بين المحتجين والقادة العسكريين. ودعا الاتحاد الأوروبي وعدة دول غربية ومنظمات حقوقية لتفادي العنف.

كما تقدم حزب الأمة المعارض الثلاثاء الماضي، بمبادرة تضم القوى السياسية والمهنية التي صنعت الثورة، لإنجاز اتفاق "سوداني/ سوداني"، بعيدا عن التدخلات الأجنبية.
وأشاد زعيم حزب الأمة الصادق المهدي بالمبادرات الوطنية والأجنبية من أجل تقريب وجهات النظر بين المجلس العسكري وقادة الاحتجاجات، لكن شدد على أن المبادرات الوطنية تبقى الأقرب إلى وجدان الطرفين، داعيا لأن تكون المبادرات الوطنية هي الأساس وأن الجهود الدولية يجب أن تكون داعمة لها.

وقتل العشرات وأصيب المئات بجروح عندما هاجم مسلحون بلباس عسكري ساحة الاعتصام خارج مقر القيادة العامة للجيش حيث أطلقوا النار على المتظاهرين الذين كانوا في المكان منذ 6 نيسان/ابريل وضربوهم.
وتأتي التظاهرة الجديدة التي يتوقع أن تنطلق في منتصف النهار، في وقت تُجري إثيوبيا والاتحاد الإفريقي وساطة بين المحتجين والقادة العسكريين.