العسكر يعكفون على مراجعة قرارات اتخذوها بعد عزل البشير

قوى الحرية والتغيير تغلق خطا لسكك الحديد يمر وسط ساحة الاعتصام في الخرطوم بعد هلاك محتج سقط من إحدى القطارات فيما لايزال التوتر يخيم على السودان وسط مفاوضات شاقة حول المرحلة الانتقالية.

السودان يلغي تجميد نشاط النقابات والاتحادات المهنية
التوتر لايزال يخيم على السودان وسط مفاوضات شاقة بين المعارضة والعسكر

الخرطوم - قرر المجلس العسكري بالسودان اليوم الأربعاء إلغاء تجميد نشاط النقابات والاتحادات المهنية والاتحاد العام لأصحاب العمل في الوقت الذي أعلنت فيه قوى الحرية والتغيير التي تقود المفاوضات مع العسكر، غلق خط لسكك الحديد عبر ساحة الاعتصام بعد هلاك محتج سقط من القطار.

وأوضح المجلس العسكري في بيان أنه "يعكف على مراجعة القرارات التي تم اتخاذها خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وذلك حفاظا على المصالح العامة والخاصة".

وأضاف "في هذا الإطار تم معالجة، قرار تجميد التنظيمات النقابية في ضوء القوانين المنظمة للعمل النقابي بالبلاد والاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الشأن".

وتابع "تم التوصل إلى ضرورة فك تجميد هذه التنظميات التزاما بالمواثيق الدولية وتثبيتا للمكاسب التي يحققها تقلد السودانيين لهذه المنظمات بمواقع إقليمية ودولية غاية في الأهمية".

وكان المجلس العسكري الانتقالي بالسودان قرر في أبريل/نيسان الماضي تجميد نشاط النقابات والاتحادات المهنية والاتحاد العام لأصحاب العمل.

وجاء قرار المجلس حينها في ظل اتهامات تواجهها هذه النقابات والاتحادات بسيطرة موالين لنظام عمر البشير عليها.

ونص القرار على تكليف عدد من اللجان لحصر وضبط العهد والأصول والمعاملات المالية والقيام بأي أعمال أو واجبات تمليها الظروف تتعلق بالنواحي الاجتماعية والتكافلية والإنسانية لمنسوبي النقابات والاتحادات المختلفة.

ومنذ 6 أبريل/نيسان الماضي يعتصم آلاف السودانيين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم للضغط على المجلس العسكري لتسريع عملية تسليم السلطة في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير كما حدث في دول أخرى، بحسب محتجين.

وفي المقابل أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية اليوم الأربعاء، إيقاف مرور القطارات عبر ساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش وسط العاصمة الخرطوم على إثر مصرع أحد المحتجين نتيجة سقوطه من قطار.

وقالت المعارضة في بيان، إنها اتخذت القرار "نتيجة عدم التزام هيئة السكك الحديدية بمواعيد مرور القطارات المُتفق عليها".

وأضاف "حدثت وفاة أحد المعتصمين الأربعاء رغم الاتفاق المسبق بين لجنة العمل الميداني للمعارضة وهيئة سكك حديد السودان، القاضي بتمرير القطار وحمايته وتأمينه وحماية الثوار الأبرياء"، موضحا أنه بموجب الاتفاق كان يفترض أن لا تعبر قطارات الأربعاء.

وأشار إلى أن أعضاء التأمين والعمل الميداني من الطرفين "أدوا واجبهم خلال الفترة المتفق عليها بما في ذلك التوصية بوقف سير القطارات حتى يتم التحكم في عدم صعود المواطنين إلى أعلى القطار".

واتهمت قوى الحرية والتغيير، إدارة هيئة سكك حديد السودان بـ"الإصرار على عدم الالتزام بالاتفاق"، وحمّلتها مسؤولية حادث الأربعاء.

وتابعت أنها أوقفت مرور القطار عبر ساحة الاعتصام "إلى حين وضع حلول ناجزة حفاظا على أرواح المواطنين".

والسبت الماضي، سمح المحتجون بفتح خط سكة الحديد المار عبر ساحة الاعتصام وسط الخرطوم، بعد أسابيع من إغلاقه بهدف تييسر نقل البضائع ودفع عجلة التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي.

وكانت قيادة الجيش عزلت في 11 أبريل/نيسان الرئيس عمر البشير من الرئاسة بعد ثلاثين عاما في الحكم تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.

وأودعت البشير وعددا من رموز نظامه السجن فيما يخضع الرئيس المعزول لتحقيقات في قتل المتظاهرين وتمويل الإرهاب.