العشائر العربية تعلن حرب تحرير ضد قسد

قسد تتهم المخابرات السورية بدعم العشائر لشن هجمات على مراكزها، فيما تحلق طائرات التحالف الدولي فوق المنطقة.

دير الزور(سوريا) – تشهد دير الزور شمال سوريا تصعيدا خطيرا بين العشائر العربية وقوات سورية الديمقراطية "قسد"، مع اندلاع الاشتباكات وإعلان الأولى رغبتها بتحرير المنطقة، وتدخلت على إثرها طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، استهدفت بالرشاشات مجموعة تابعة لما يعرف باسم "جيش العشائر" في بلدة ذيبان شرقي المدينة، بحسب ما ذكرت مواقع محلية.

وذكر "تلفزيون سوريا" أن "جيش العشائر" شن هجوماً واسعاً على نقاط "قوات سوريا الديمقراطية" شرقي دير الزور، مسيطراً على عدة مواقع، حيث تبادل الطرفان القصف ما أدى لسقوط ضحايا بين المدنيين، وأكدت "قسد" أنها ستواجه هذه الهجمات بكل قوتها.

وبدأ "جيش العشائر" هجومه بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية انطلاقاً من مناطق سيطرة الجيش السوري غربي نهر الفرات، مستهدفاً مقار "قسد" في بلدة ذبيان شرقي دير الزور، لترد الأخيرة بقصف قذائف الهاون وأعلنت في بيان أن الهجمات جاءت بناء على أمر وتعليمات من حسام لوقا رئيس جهاز المخابرات العامة في دمشق.

وبعدها تبادل الطرفات الهجمات في عدة مناطق على ضفة نهر الفرات في بلدة أبو حمام شرقي دير الزور، ونقاط أخرى لها قرب بلدة الطيانة وفي مدينة البصيرة وبلدة الصبحة.

وشهدت أجواء دير الزور تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي، في ظل استمرار المواجهات التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وأصدرت كل من "قوات العشائر العربية" و"قسد" بيانات حادة بعد الاشتباكات المسلحة فيما يبدو أنها ستكون بداية لسلسلة من المواجهات. وقالت "قوات العشائر العربية" في بيان صوتي بلسان قائدها الشيخ ابراهيم الهفل "بيان إلى الرأي العام وإلى أبناء القبائل والعشائر العربية وأبناء الفرات العظيم والجزيرة العربية.. نعلم أن معاناتكم تزداد بسبب احتلال ميليشيات قنديل الإرهابية.. نحن أبناءكم في جيش العشائر لن نترك السلاح ولن نترك الأرض حتى يتم تحريرها وتطهيرها من عصابات قنديل الإرهابية، إننا أبناء هذه الأرض ولدنا فيها وكبرنا فوق ترابها ولن نساوم عليها".

وأردف الهفل "هدفنا تحرير أرضنا ولا نقبل أن نكون تُبّع لأي جهة مثل قسد ... نحن أصحاب حق وقادرون على تحرير أرضنا وإدارة أمورنا عليها". واختتم "لن نخون أهلنا ولن نستبدل محتل بآخر ودماؤنا ليست رخيصة ولا نبذلها إلا في سبيل ديننا وأهلنا وأرضنا العربية .. عاشت عشائرنا حرة أبية حتى يتم تطهيرها من عصابات قنديل الإرهابية".

في المقابل ذكر بيان "قسد" أن "مجموعات من قوات الجيش السوري وأخرى من "الدفاع الوطني شنت بغطاء من المدفعية وقذائف الهاون، هجوما بريا ضد مناطق على ضفاف نهر الفرات شرق دير الزور في ساعات متأخرة من مساء أمس وصباح اليوم". وأشارت في بيانها إلى "نشوب اشتباكات عنيفة بين قوات مجلس دير الزور وهجين العسكريين والمجموعات المهاجمة في محيط قرى ذيبان واللطوة وأبو حمام".

واعتبرت أنه في مواجهة هذا الهجوم "استخدمت قواتنا حقها في الدفاع المشروع عن المنطقة وأهلها وتقوم الآن بملاحقة المجموعات المهاجمة في النقاط التي تسللوا لها، حيث لا تزال عمليات التمشيط مستمرة".

وبدأت مقاطع فيديو التي تتضمن اخبارا ومعلومات عن الاشتباكات بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في موقع كردي

وفي 20 أيلول/ سبتمبر 2023، أعلن شيخ عشيرة العقيدات، إبراهيم الهفل رسمياً عن تشكيل "جيش قوات العشائر العربية" لمحاربة "قوات سوريا الديمقراطية"، وسط الاشتباكات المستمرة بين "قسد" وأبناء العشائر الناقمين في محافظة دير الزور. ودعا أفراد قبيلة العقيدات لتقديم الدعم المالي كما طلب المساعدة من قبيلة البقارة، وهي قبيلة أخرى نافذة في منطقة وسط وادي الفرات.

وسبق للهفل أن انضم إلى انتفاضة العشائر العربية في 31 آب/أغسطس، وأصبح زعيم "قوات العشائر"، مما جعل مدينة ذيبان مركزاً لهذه الثورة.

ولم تقدم "قوات العشائر العربية" بزعامة الهفل الدعم لأحمد الخبيل، المعروف بأبي خولة، مع أن الأخير ينتمي لعشيرة البكير التابعة لقبيلة العقيدات. وفي رسالة صوتية مسربة خلال الانتفاضة، هدد أبو خولة الشيخ إبراهيم الهفل.

وفي عام 2020، دعا الهفل أيضاً إلى نقل الإدارة المحلية إلى عشائر دير الزور، ويرجع ذلك على الأرجح إلى سيطرة قسد على الأرباح التي تحققها حقول النفط.

وذكرت "عملية العزم الصلب" في تقريرها ربع السنوي للفترة من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر 2023 المقدم إلى الكونغرس الأميركي أن مقاتلي القبائل نشأوا كـ"حركة مقاومة كاملة متكاملة" تتلقى دعماً صريحاً من النظام السوري وحلفائه الإيرانيين غرب نهر الفرات، حيث يقوم مقاتلو المقاومة بإعادة الإمداد وإعادة التسليح وشن هجمات عبر النهر في القرى الخاضعة لسيطرة "قسد" على الجانب الشرقي.

في 3 أيلول/سبتمبر 2023، سيطرت "قوات القبائل والعشائر العربية" على مناطق تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في ريفي الرقة والحسكة شمال سوريا وشمال شرق البلاد. وتمكنوا بذلك من السيطرة على قرى المحسنلي والمحمودية وعرب حسن ومنبج، ليستولوا بعد أيام قليلة على قرى الطركي وتل الطويل بالقرب من تل تمر.

وتهدف "قوات القبائل والعشائر العربية" في المقام الأول إلى محاربة "قسد" وتعزيز سيطرة العشائر العربية شرق الفرات. وتقول واشنطن أن الهدف الثانوي هو إحكام قبضة إيران في هذه المنطقة وإخراج القوات الأميركية من سوريا. فوكلاء إيران في ما يسمى بـ "محور المقاومة" لا يستطيعون عموماً الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، وبالتالي فإن الحصول على موطئ قدم في هذه المناطق سيمكّن "الحرس الثوري الإيراني" من إنشاء ممر بري شمالي يؤدي إلى حلب.