العشائر تنتقل إلى حرب العصابات لاستنزاف قسد وإضعافها

شيوخ ووجهاء قبائل موالية لقسد يرون أن الجهات التي تحاول إحياء الفتنة هي إيران وتركيا عبر استغلال التوتر القائم في دير الزور لجرها لفتنة.

دير الزور - شن مقاتلو قوات العشائر العربية هجمات مكثفة ضد مواقع ومقرات قوات سورية الديمقراطية (قسد) بريف ديرالزور، معتمدين على استراتيجية حرب العصابات لاستنزافها بسبب فارق القوة والسلاح ووجود دوريات "التحالف الدولي".
وقال شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الجدعان الهفل، في بيان إن القوات العشائرية غير مرتبطة بأي جهة عسكرية أو فصيل عسكري، وارتباطها الوحيد بالأرض التي تعمل على تحريرها من ميليشيات ومرتزقة "قنديل وقسد"، التي سرقت خيرات البلاد وارتكبت الجرائم بحق الأهالي بدير الزور.

وذكر أنه تم تفعيل كتائب قوات "صقور العشائر الخاصة" التي تعمل على تحقيق الانتصارات على جميع الجبهات، ولفت إلى أن الحرب ضد ميليشيات قسد، كر وفر حتى يتحقق النصر ويتم استعادة حقوق المكون العربي العسكرية والمدنية.

وبحسب ناشطين، فإن قوات العشائر العربية بعد خسارتها لآخر معاقلها في ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، قررت استهداف مواقع "قسد" عبر حرب العصابات وعمليات الكر والفر لتكبد "قسد" خسائر إذ أنها لا تستطيع السيطرة على المواقع التي تدخلها بسبب نقص العتاد مقارنة بـ"قسد" المدعومة من التحالف الدولي.

ونفذت موجة هجمات جديدة استهدفت مقرات "قسد" في ديرالزور كان أعنفها في بلدة أبو حمام (كُبرى مناطق عشيرة الشعيطات) بالريف الشرقي. وشملت الهجمات الريفين الشرقي والشمالي لمحافظة دير الزور وتكبدت قسد خسائر كبيرة.

وكشفت مواقع محلية في المنطقة الشرقية عن استهداف مقر "قسد"، في قرية درنݘ بريف ديرالزور الشرقي، يضاف إليها استهداف آلية على الطريق الخرافي من جهة منطقة رويشد شمال ديرالزور تلاها تطويق الميليشيا لقرية معيزيلة، وسط تصاعد الاشتباكات في ريف ديرالزور نتيجة تصاعد الهجمات العشائرية التي تواجهها "قسد" بالقصف المدنيين والاعتقالات.

دمشق تعيد افتتاح أهم المعابر البرية التي تفصل مناطق سيطرتها عن مناطق سيطرة قسد في ريف حلب بعد إغلاقه لسنوات

وذكر ناشطون أن دورية عسكرية من التحالف الدولي جابت شوارع بلدة الشحيل شرقي ديرالزور لأسباب مجهولة، وأفادوا بتحليق طيران التحالف الدولي في سماء ريف ديرالزور الشرقي.

واعتبر الشيخ الهفل أن الخطوط السياسية إيجابية وتتجه للتفاعل، ووجه  إنذار أخير إلى أبناء العرب المنتسبين إلى "قسد"، داعيا للانشقاق عنها والانضمام لقوات العشائر العربية مقدما ضمانات تتعلق بسلامة العناصر المنشقين.

في المقابل، يرى بعض شيوخ ووجهاء قبائل وعشائر موالية لقسد أن الأحداث الأخيرة في دير الزور بسبب محاولات أطراف خارجية جر المنطقة لفتنة.

وأصدر الشيوخ والوجهاء السبت، بيان ألقوه في ديوان قبيلة البكارة بمدينة الحسكة، وجاء فيه أن “الجهات التي تحاول إحياء الفتنة هي إيران وتركيا محاولين استغلال التوتر القائم في المنطقة لجرها لفتنة من خلال الأحداث الأخيرة الذي حصلت في دير الزور وريفها”.

وجاء البيان خلال اجتماع لوجهاء وشيوخ عشائر عربية وكردية وممثلين عن الأحزاب السياسية والفعاليات الاجتماعية من المكون السرياني والإيزيدي.

وأصدرت قوات سوريا الديمقراطية  بياناً دعت فيه المقاتلين التابعين للعشائر العربية الذين خرجوا من ريف دير الزور الشرقي عقب المعارك بين الطرفين، إلى إجراء “تسوية” لأوضاعهم.
وأوضحت أنها خصصت بالتعاون مع قوى “الأمن الداخلي” التابعة لها أرقاماً للتواصل عبر تطبيق واتساب لاستقبال طلبات “تسوية” مقاتلي العشائر.

وقالت إن حاملي السلاح في ريف دير الزور الشرقي، يجب عليهم تسليم أسلحتهم، والبدء بما وصفته “الإجراءات القانونية اللازمة”، خلال مدة أقصاها 15 يوماً.

وتحدث ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عن محاولات ل"قسد" الحثيثة لبسط سيطرتها على المنطقة، والقضاء على الحراك العشائري ضدها عبر القوة العسكرية و”اتفاقات التسوية” على غرار ما فعلته قوات نظام الأسد، في المناطق التي سيطرت عليها، خلال السنوات الماضية.

وذكرت وكالة سبوتنيك الروسية أن الدولة السورية أعادت افتتاح أهم المعابر البرية التي تفصل مناطق سيطرتها عن مناطق سيطرة قوات "قسد" في ريف حلب بعد إغلاقه لسنوات، ما سينعكس إيجابا على الحركة الاقتصادية والتجارية وتنقل المدنيين بين مدينة حلب وريفها.

ونقلت عن مصادر حكومية سورية، بأن معبر "التايهة" الواقع في منطقة منبج شمال شرقي حلب، والذي يربطها بمركز مدينة حلب والمحافظات الأخرى، يشهد حركة تنقل طبيعية بعد إعلان افتتاحه صباح السبت، استجابة لمطالب شعبية وعشائرية.

وأكد المهندس الشيخ إبراهيم البكوري، أحد وجهاء قبيلة البكارة العربية، بأنه نتيجة المطالبات المتكررة بفتح معبر (التايهة) الواقع في منطقة منبج شمال شرقي حلب، وكان آخرها على لسان أعضاء مجلس محافظة حلب، تم السبت افتتاحه رسميا في خطوة هامة من شأنها تخفيف أعباء السفر وتخفيض أجور التنقل المرهقة على المواطنين.

وللمعبر أهمية اقتصادية وتجارية أيضا وافتتاحه بعد عامين كاملين من إغلاقه سيكون له الأثر الإيجابي الكبير على سكان محافظة حلب والمحافظات الشرقية من سوريا أيضا.

وتنطوي إعادة افتتاح معبر "التايهة" على مدلولات مهمة وخاصة في ظل ترحيب الأهالي بهذه الخطوة، التي ستختصر عليهم الوقت والجهد وتكاليف مالية كبيرة.

وأشار البكوري إلى أن سكان منطقة منبج وريفها يرفضون رفضا قاطعا السياسيات غير الأخلاقية التي تقوم بها قوات "قسد" ضد أبناء القبائل والعشائر العربية في أرياف حلب ومحافظات الحسكة والرقة ودير الزور، وأن أبناء هذه المناطق مستمرون في انتفاضتهم العشائرية في وجه الظلم.