العصا الغليظة لإخماد انتفاضة طلبة طهران

قوات الأمن الإيرانية تشتبك مع طلاب يحتجون على حادث حافلة أسفر عن مقتل 10 طلبة، فيما تعالت أصوات المحتجين بإقالة مساعد خامنئي.  

طلاب طهران يحتجون على تقادم أسطول النقل وغياب المحاسبة
عمال مصانع ومدرسون ومزارعون وسائقو شاحنات في مظاهرات لا تهدأ
لاريجاني يحذّر من تكرار سيناريو احتجاجات 2009

لندن - أظهرت تسجيلات مصورة على الإنترنت قوات الأمن الإيرانية وهي تشتبك مع طلاب اليوم الاثنين في ثالث يوم من الاحتجاجات بشأن حادث حافلة دام مما يزيد من مخاوف المسؤولين من تهديد الإضرابات العامة المتنامية للأمن القومي.

وأمر الرئيس حسن روحاني بفتح تحقيق في الحادث الذي وقع بجامعة آزاد في طهران الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل عشرة طلاب. واحتج الطلاب على تقادم أسطول النقل، وغياب المحاسبة من جانب السلطات.

وأظهر تسجيل فيديو على تويتر طلابا في حرم جامعي بطهران وهم يرددون شعارات ويطالبون باستقالة رئيس مجلس أمناء الجامعة علي أكبر ولايتي مساعد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي.

ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن عبدالعظيم رضائي نائب حاكم طهران قوله إن الاحتجاجات لم تكن قانونية، مشيرا إلى أن السلطات لم تصدر ترخيصا لأي تجمع. وقال إن الشرطة تبسط سيطرتها الكاملة على الشوارع وإنها لم تحتجز أي شخص.

وشهدت إيران في الشهور الأخيرة مظاهرات بعدة مدن شارك فيها عمال مصانع ومدرسون ومزارعون وسائقو شاحنات احتجاجا على المصاعب الاقتصادية والفساد.

وحذر آية الله صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية الإيرانية اليوم الاثنين من احتمال تكرار احتجاجات 2009 التي تعد أكبر اضطرابات في إيران خلال العقدين الأخيرين.

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن لاريجاني قوله "العمال والطلاب لهم مطالب مشروعة، لكن ينبغي عليهم الحذر من أن يخدموا أهداف الأعداء".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعاد في وقت سابق من العام فرض عقوبات على إيران بعدما قرر في مايو/ايار الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين القوى العالمية وطهران في عام 2015.

وأدى الإجراء إلى انخفاض قيمة العملة الإيرانية الريال، وساهم في ارتفاع التضخم السنوي أربعة أضعافه إلى نحو 40 بالمئة في نوفمبر/تشرين الثاني.

ودفعت ندرة النقد الأجنبي والشحّ في السيولة، المئات من تجار طهران إلى الاحتجاج مطالبين بحل لأزمة النقد الأجنبي التي تسببت في توقف تجارتهم.

لكن السلطات الإيرانية سرعان ما أخمدت الاحتجاجات، لكن مظاهرات أخرى في عدة مناطق كادت تخرج عن سيطرتها في ظل غضب شعبي متنامي.

والأسبوع الماضي حّرت ابنة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني وهي نائبة بالبرلمان الإيراني، من أن الاحتقان الشعبي ينذر بموجة احتجاجات غير مسبوقة، مشيرة أيضا إلى أن النظام بدأ ينهار من الداخل.