إيران تخسر 10 مليارات دولار في سنة

واشنطن تتحدث عن خسائر مالية كبيرة في الايرادات النفطية للنظام في تصريح تزامن مع رفع الإعفاءات عن مشتري النفط الإيراني.
السعودية تؤكد انها ستكون متجاوبة مع طلبات الاسيويين بخصوص توفير النفط
النظام الايراني يقول انه لن يسمح لأي دولة بإحلال مبيعاته النفطية في السوق العالمية

واشنطن - قال مسؤول أميركي الخميس إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران حرمت الحكومة الإيرانية أكثر من عشرة مليارات دولار من إيرادات النفط.

جاء ذلك على لسان برايان هوك الممثل الأميركي الخاص لإيران ومستشار السياسات بوزارة الخارجية أثناء اتصال مع الصحفيين بعد أيام من إعلان واشنطن أنها سترفع كل الإعفاءات المتعلقة بالعقوبات على إيران ومطالبتها الدول بوقف وارداتها من طهران اعتبارا من مايو/أيار وإلا واجهت إجراء عقابيا.

وقال هوك "قبل العقوبات... كانت إيران تحقق إيرادات تصل إلى 50 مليار دولار سنويا من النفط. نقدر أن عقوباتنا حرمت النظام بالفعل من أكثر من عشرة مليارات دولار منذ مايو (2018)".

وعاودت الولايات المتحدة فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية في نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران وست قوى عالمية في 2015 بهدف كبح برنامج طهران النووي. لكن واشنطن سمحت في بداية الأمر لأكبر ثمانية مستوردين للنفط الإيراني مواصلة الاستيراد على نطاق محدود لمدة ستة أشهر.

وأوقف أكبر مشترين للنفط الإيراني، وهم الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا وتايوان واليونان وإيطاليا، الاستيراد رغم حصولهم على إعفاءات.

والصين هي أكبر مشتر للنفط الإيراني وانتقدت إعادة فرض العقوبات الأمريكية.

وقال وزير الطاقة السعودية خالد الفالح الخميس إن الصين لم تطلب "بعد" مزيدا من النفط الخام بعد أن قررت الولايات المتحدة إنهاء الإعفاءات من عقوباتها المتعلقة بواردات النفط الإيرانية والتي كانت تسمح لبكين بالشراء من طهران.

وأدلى الفالح بتصريحات مقتضبة على هامش زيارة إلى بكين لحضور قمة بشأن مبادرة الحزام والطريق الصينية للتنمية الاقتصادية التي تهدف لإعادة بناء طريق الحرير القديم لربط الصين وآسيا وأوروبا وما وراءها. وانتقدت الصين القرار الأمريكي بإعادة فرض العقوبات.

وفي مؤتمر صحفي منفصل بالهاتف، قال مسؤولون أمريكيون اليوم إنهم واثقون من أن الصين تستطيع إيجاد إمدادات بديلة للنفط الإيراني.

ولدى سؤاله عما إذا كان مشترون آسيويون قد طلبوا مزيدا من النفط الخام، أجاب الوزير السعودي "في بداية مايو/أيار سنعرف الطلب بالنسبة لشهر يونيو/حزيران وسنكون متجاوبين".

وقال إن إنتاج المملكة من النفط كان مستقرا تقريبا على ما كان عليه في الشهور السابقة وسيكون في حدود 9.8 مليون برميل يوميا أو "ربما أقل".

وزير الطاقة السعودية خالد الفالح
الفالح يقول ان الصين لم تطلب 'بعد' مزيدا من النفط السعودي الخام

وقبل إعادة فرض العقوبات كانت إيران أحد أكبر منتجي النفط داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بإنتاج يقترب من أربعة ملايين برميل يوميا. وتراجعت صادرات إيران الآن إلى نحو مليون برميل يوميا.

ونتيجة لتشديد العقوبات على إيران وتخفيضات الإنتاج الطوعية التي تطبقها دول أخرى في أوبك منها السعودية، سجلت أسعار الخام أعلى مستوياتها في ستة أشهر في الأسبوع الحالي.

وقبل معاودة فرض العقوبات، كانت إيران واحدة من أكبر خمسة مصدرين في منظمة أوبك إذ كانت تصدر ما يقرب من أربعة ملايين برميل يوميا. وانخفضت الصادرات الإيرانية إلى نحو مليون برميل يوميا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الخميس إن إيران لن تسمح لأي دولة بإحلال مبيعاتها النفطية في السوق العالمية.

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن المتحدث عباس موسوي قوله "جمهورية إيران الإسلامية لن تسمح لأي دولة بأن تحل محل إيران في سوق النفط."

وكان الرئيس الايراني قال الأربعاء إن إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة فقط عندما ترفع واشنطن الضغط وتعتذر في موقف أرجعه مراقبون لحالة العزلة والارتباك التي يعيشها النظام الإيراني بعد القرار الاميركي برقع الاعفاءات عن مشتري النفط الايراني.

وهددت ايران بغلق مصيق هرمز ردا على قرار واشنطن انهاء الاعفاءات حيث قال الأدميرال علي رضا تنكسيري، قائد القوة البحرية التابعة للحرس الثوري إن مضيق هرمز هو ممر بحري وفق القوانين الدولية، "واذا منعنا من استخدام هذا الممر (في نقل النفط) فسنقوم بإغلاقه"، وفقا لما أوردته وكالة فارس الإيرانية للأنباء.

ومضيق هرمز أحد الشرايين الرئيسية حول العالم في نقل النفط، حيث يمر عبره نحو 80 بالمائة من النفط السعودي، والعراقي، والإماراتي، والكويتي، في طريق التصدير إلى دول معروفة باعتمادها العالي على مصادر الطاقة مثل الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، وسنغافورة.