العقوبات الأميركية على مسؤولي حزب الله لن تؤثر على لبنان

بري يعتبر القرار اعتداء على البرلمان وعلى كل لبنان وعون والحريري يعتبران العقوبات مكررة وغير مؤثرة.

العقوبات الأميركية تضيق الخناق على أنشطة حزب الله
واشنطن مستمرة في نهج العقوبات ضد الكيانات المرتبطة بإيران
الرئيس اللبناني يتابع ملف العقوبات مع السلطات الأميريكية المختصة
الحريري يقلل من تاثير العقوبات على العمل النيابي والحكومي

بيروت - اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري حليف حزب الله، العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن على اثنين من نواب الحزب ومسؤول رفيع المستوى فيه، "اعتداء" على البرلمان وكل لبنان.

وجاء في بيان صدر عن رئاسة المجلس النيابي ونقلته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، إن العقوبات "اعتداء على المجلس النيابي وبالتأكيد على لبنان كل لبنان".

وفرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات على كل من رئيس كتلة حزب الله في البرلمان محمد رعد والنائب أمين شري متهمة إياهما بـ"استغلال النظام السياسي والمالي" اللبناني لصالح حزبهما وإيران الداعمة له. وشملت العقوبات أيضا مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.

وهذه المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على نواب من حزب الله وإن كانت فرضت سابقا وعلى دفعات عقوبات على مسؤولين آخرين في الحزب أو على أشخاص تقول إنهم يساهمون في تمويله.

وأضاف بري في البيان "لذا باسم المجلس النيابي اللبناني أتساءل هل أصبحت الديمقراطية الأميركية تفترض وتفرض الاعتداءات على ديمقراطيات العالم؟"، واصفا القرار الأميركي بـ"التصرف اللامعقول".

ويُعد بري الحليف الأبرز لحزب الله. وفاز تحالف حركة أمل التي يرأسها بري مع حزب الله في انتخابات العام 2018 بـ26 مقعدا من أصل 27 تعود للطائفة الشيعية في البرلمان اللبناني.

وابدى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، أسفه للعقوبات الأميركية المفروضة على رموز بـ"حزب الله"، قائلا إن عقوبات واشنطن تتكرر من حين لآخر.

واعتبر عون، الأربعاء، أن "القرارات الأميركية تتكرر من حين إلى آخر وتتناقض مع مواقف سابقة" مضيفا أنه سوف يتابع الموضوع مع السلطات الأميريكية المختصة.
بدوره، قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الأربعاء، إن العقوبات الأميركية الجديدة على "حزب الله" لن تؤثر على عمل المجلس النيابي أو على العمل الذي تقوم به الحكومة في مجلسي النواب والوزراء.
جاء ذلك في كلمة له خلال رعايته حفل تكريم رئيس جمعية المصارف اللبنانية السابق جوزيف طربيه، بدعوة من رئيس الهيئات الاقتصادية، وزير الاتصالات محمد شقير، في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان.
وأوضح الحريري، أن العقوبات "أمر جديد سنتعامل معه كما نراه مناسبا، وسيصدر عنا موقف بشأنه".
وتابع "العقوبات الأميركية الجديدة على حزب الله، هي كسائر العقوبات لكن لا شك أنها أخذت منحى جديدا من خلال فرضها على نواب في المجلس النيابي".
واستدرك "لكن هذا لن يؤثر، لا على المجلس النيابي، ولا على العمل الذي نقوم به في مجلسي النواب والوزراء".
وهذا هو الموقف الأول للحريري من العقوبات، في حين أن "حزب الله" لم يصدر عنه أي تصريح حتى الساعة.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال الحريري، إن بلاده تواجه ضغوطا على مستويات العجز والدين العام والنقد.
وأضاف "أمام هذا المشهد، هناك مشهد مختلف، هو إقرار موازنة 2019 بنسبة عجز 7 بالمئة وبإصلاحاتها، ومشهد موازنة 2020، ومشهد تنفيذ خطة الكهرباء".

وكان النائب في حزب الله علي فياض وصف مساء الثلاثاء العقوبات الأخيرة بأنها "إهانة" للشعب اللبناني، وفق ما نقلت قناة تلفزيونية محلية عنه. وطالب البرلمان والحكومة بإصدار موقف رسمي لإدانته.

ومن المتوقع أن يتطرق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى قضية العقوبات خلال مقابلة مساء الجمعة مع قناة المنار التابعة للحزب.

وشري متهم بأنه هدد مسؤولين في أحد المصارف وعائلاتهم بعدما جمد المصرف حسابات عناصر من حزب الله كانوا وضعوا على اللائحة الأميركية السوداء. كما نشرت وزارة الخزانة صورة له إلى جانب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني المشرف على العمليات الخارجية.

واعتبرت وزارة الخزانة الأميركية أن هذه الصورة "تؤكد عدم وجود أي فارق بين النشاطات السياسية والعسكرية لحزب الله".

وانتخب شري (62 عاماً) نائبا عن بيروت عام 2005، وأعيد انتخابه عام 2018. وهو مقرب من الجهاز الأمني لحزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.

أما رعد فهو رئيس كتلة نواب حزب الله وانتخب نائبا للمرة الأولى في العام 1992 ولا يزال حتى الآن.