العلاج بالأشعة يطرد شبح الوفاة عن المصابين بسرطان البروستاتا

دراسة دولية جديدة تبشر بأهمية العلاج بالأشعة في تقليل مخاطر الوفاة لدى الرجال الذين بلغوا مراحل متأخرة من سرطان البروستاتا.

واشنطن - أشادت دراسة دولية جديدة بأهمية العلاج بالأشعة ومساهمته في ابعاد شبح الوفاة عن الرجال الذين يعانون من مراحل متأخرة  من سرطان البروستاتا.
وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن سرطان البروستاتا، يعد ثاني أكثر السرطانات انتشارا بين الرجال بعد سرطان الرئة، على مستوى العالم، إذ يتم تشخيص 1.3 مليون حالة جديدة بالمرض سنويا، ويتوفى بالمرض أكثر من 300 ألف شخص كل عام.
وركزت الدراسة الجديدة التي تضمنت بيانات عن أكثر من 26000 رجل على مدار ثلاثة عقود من مناطق مختلفة من العالم على الرجال المصابين بسرطان البروستاتا عالي الدرجة الذي يمتد خارج البروستاتا أو ينتشر في العقد الليمفاوية. 
ووجد الباحثون العلاج الإشعاعي ساهم في انقاذ حياة مرضى سرطان البروستاتا من موت وشيك.  
وقال الدكتور أنتوني داميكو، رئيس قسم الجهاز البولي التناسلي في مستشفى بريغهام: "لقد وجدنا أن نسبة كبيرة من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا كانوا أقل عرضة للوفاة بعد خضوعهم للعلاج الإشعاعي".
وتوصلت الدراسة الجديدة الى استئصال البروستاتا والأنسجة المحيطة بها لدى المرضى عبر العلاج الإشعاعي قلص من نسبة الوفاة لديهم بنسبة 5٪ وساهم في اطالة امد حياتهم لسنوات، مقارنة بمعدل وفيات 22٪ لدى المرضى الذين لم يخضعوا للعلاج الإشعاعي.
والى جانب العلاج بالأشعة فقد توصلت دراسة اخرى سابقة الى ان عقار "أبلوتاميد" أثبت فاعليته في علاج الرجال المصابين بسرطان البروستاتا المتقدم، وزاد من معدل بقاء المرضى على قيد الحياة.
وأفادت دراسة دولية قادها علماء بمعهد هانتسمان للسرطان وجامعة يوتا الأميركية ومركز فانكوفر للبروستاتا في كندا ان "أبلوتاميد" يعالج سرطان البروستاتا المتقدم دون ترك مضاعفات واثار سلبية خطيرة.
ولاختبار فاعلية عقار"أبلوتاميد"، وتقييم سلامته، تم إجراء تجربة سريرية شارك فيها أكثر من 1000 مريض بسرطان البروستاتا في 230 مؤسسة في جميع أنحاء العالم.
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين تلقوا العلاج بالعقار شهدوا تحسنا كبيرا في معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل عام، مع انخفاض بنسبة 33  في خطر الوفاة بالمرض.
كما تمكن علماء في بريطانيا من تطوير فحص دم بسيط اطلقوا عليه اسم "سي تي اس" للكشف عن وجود سرطان البروستاتا العدواني بكفاءة ودقة.
وأوضح الباحثون أن الكشف عن سرطان البروستاتا يمر بمراحل أولها فحص اختبار مستضد البروستاتا PSA وعند اكتشاف مستوى عال من هذا المستضد في الدم، يخضع المريض لخزعة نسيجية من غدة البروستاتا لاكتشاف الإصابة بسرطان البروستاتا، وهي عملية مؤلمة وتعرض المريض لخطر حدوث نزيف وعدوى.
ورغم الآثار الجانبية لخزعة البروستاتا، أشار الفريق إلى أن غالبية المرضى الذين يعانون من مستويات مرتفعة من مستضد البروستاتا لا يعانون من السرطان، وبالتالي يتعرضون إلى إجراء خزعات غير ضرورية.
وأوضح الباحثون أن اختبارهم يساعد الرجال على تجنب الخزعات غير الضرورية والتشخيص الخاطئ لسرطان البروستاتا، مقارنة بطرق التشخيص التقليدية.
وكشف الاختبار الواعد  الخلايا السرطانية المبكرة، أو خلايا الورم المنتشرة التي تركت الورم الأصلي ودخلت مجرى الدم، ويأتي ذلك عن طريق قياس خلايا السرطان الحية في دم المريض، بدلاً من بروتين مستضد البروستاتا الذي قد يكون موجودًا في الدم لأسباب أخرى غير السرطان.
وأجرى الباحثون الاختبار على 98 مريضا قبل إجراء خزعة البروستاتا، و155 مريضا بسرطان البروستاتا الذين تم تشخيص إصابتهم حديثا بالمرض في مستشفى سانت بارثولوميو في لندن.