العلماء يقتربون من سر إصابة النحاف بمرض الكبد الدهني

حالة المصابين بمرض الكبد الدهني من النحاف قد تتدهور بشكل أسوأ مقارنة بالمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة.

فيرجينيا (الولايات المتحدة) - اكتشف باحثون من معهد "ويستميد" للأبحاث الطبية أن مرض الكبد الدهني يتطور بشكل أكبر عند النحاف، مما يساعد على تطوير علاجات محتملة لهؤلاء المرضى.

ويصيب مرض الكبد الدهني، وهي حالة تتميز بتراكم الدهون في الكبد، ربع سكان العالم. وعلى الرغم من أنه يتطور عادة في الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، فإن العديد من الأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل من 25 كجم/م 2 سوف يصابون بالمرض، بل وتتدهور حالتهم بشكل أسوأ مقارنة بمرضى يعانون من السمنة المفرطة.

وقال البروفيسور جاكوب جورج، الباحث المشارك في الدراسة "إن حالات مرض الكبد الدهني التي تصيب النحاف غامضة حتى الآن، حيث أننا لا نعرف كيف ولماذا يتطور المرض. قام فريق البحث الخاص بنا بمقارنة عملية التمثيل الغذائي، والبكتيريا المعوية والأعراض الوراثية للمرضى الذين يعانون من مرض الكبد الدهني من النحاف وغير النحاف لتحديد العوامل التي تسهم في تطور المرض".

وأضاف "من المثير للاهتمام أن مرضى الكبد الدهني من النحاف لديهم عملية تمثيل غذائي مختلفة مقارنةً بغير النحاف، والتي يمكن أن تفسر بعض الاختلافات التي نراها في تطور المرض".
وأوضح جورج أنه بالمقارنة مع المرضى غير النحاف، كان لدى المرضى من النحاف الذين شملتهم الدراسة مستويات أعلى من الأحماض الصفراوية، والتي تلعب دوراً في هضم الدهون، وبروتين يسمى عامل نمو الخلايا الليفية، وكلاهما يعملان على حرق الدهون، وهو ما يفسر سبب بقاءهم نحيفين.

ويشير هذا الاكتشاف إلى أن المرضى من النحاف ممن يعانون من الكبد الدهني قد يكون لديهم قدرة "مقاومة للسمنة"، والتكيف بشكل أفضل مع الإفراط في تناول السعرات الحرارية.
وقال البروفيسور محمد إسلام، الباحث المشارك في الدراسة أن "الأهم من ذلك أن المظهر الإيجابي للمرضى من النحاف لم يحمهم من تراكم الدهون في الكبد. لقد حددنا أيضًا التغيرات في بكتيريا الأمعاء والجينات الجديدة التي يمكن أن تؤثر على تطور مرض الكبد الدهني لدى المرضى النحاف. فعلى سبيل المثال، اكتشفنا بعض الاختلافات في التركيب الجيني لهؤلاء المرضى في جين يسمى 'تي إم 6 إس إف 2'، والمرتبط سابقًا بمرض الكبد الدهني، وهي تعتبر الأكثر شيوعًا في المرضى النحاف".
وبدون علاج، يمكن أن يؤدي مرض الكبد الدهني إلى تندب الكبد وتليف الكبد وفي الحالات الشديدة فشل الكبد.

وأوضح إسلام أن "آليات التكيف الأيضي في مرض الكبد الدهني عند النحاف تميل إلى الضياع في المراحل المتأخرة من المرض. وهذا يمكن أن يفسر سبب تدهور الحالة الصحية لهؤلاء المرضى بشكل أسوأ مقارنة مع نظرائهم يعانون من السمنة المفرطة. والآن بعد أن عرفنا المزيد عن الملف الأيضي والعمليات وراء مرض الكبد الدهني لدى النحاف، يمكننا العمل على تطوير علاجات أكثر استهدافًا لهؤلاء المرضى".
وأشار جورج إلى أن البحث الآن يركز بشكل أساسي على فهم المزيد عن المرض لمنع تطوره، وتطوير أنظمة علاج أكثر تخصيصًا.