العهد يصنع مجد الكرة اللبنانية بأول لقب قاري

النادي اللبناني يخط أسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة اللبنانية ويهدي لخزينتها أول لقب قاري.
لقب قاري أول يحفز الأندية اللبنانية لتطوير أدائها في المنافسات
العهد يدخل الابتسامة على الجماهير اللبنانية التي تعيش احتجاجات بأش الوضع المعيشي الصعب
العهد يكسر هيمنة الأندية الآسيوية التقليدية على المسابقات القارية

كوالالمبور - حقق نادي العهد بطل لبنان إنجازا كرويا تاريخيا الاثنين، بإحرازه لقب كأس الاتحاد الآسيوي للمرة الأولى، وذلك على حساب فريق 25 أبريل/(نيسان) الكوري الشمالي، ليصبح أول فريق من بلاده يتوج بلقب قاري في كرة القدم.

وعلى ملعب كوالالمبور ستاديوم في العاصمة الماليزية، توج العهد بطل الدوري اللبناني في المواسم الثلاثة الأخيرة، مشاركته القوية في المسابقة القارية التي لم يخسر فيها أي مباراة هذا الموسم، بالفوز بهدف دون مقابل، على منافسه الكوري الذي خاض جزءا كبيرا من المباراة بعشرة لاعبين.

وأنهى العهد منافسات كأس الاتحاد هذا الموسم بسبعة انتصارات مقابل أربعة تعادلات، حيث تلقت شباكه ثلاثة أهداف فقط في المسابقة هذا الموسم، لاسيما بفضل الحارس الدولي مهدي خليل الذي اختير أفضل لاعب.

وكان العهد ثالث فريق لبناني يبلغ النهائي بعد النجمة (2005) والصفاء (2008)، في عام شهد إقامته للمرة الأخيرة بنظام الذهاب والإياب. وكانت أفضل نتيجة للنادي اللبناني في المسابقة القارية الثانية من حيث الأهمية، بلوغ نصف نهائي 2016، حيث أقصي على يد القوة الجوية العراقي.

وقال رئيس النادي تميم سليمان "اليوم نتوج مجهودا كبيرا بدأناه قبل خمس سنوات، إذ وضعنا اللقب القاري نصب أعيننا واعترضتنا معوقات كثيرة، لكننا كنا ننهض ونتابع للوصول إلى الهدف بكل تصميم وقتالية".

وأهدى سليمان الفوز "إلى كل الشعب اللبناني الذي يعاني حاليا من ظروف صعبة"، في إشارة للاحتجاجات التي يشهدها لبنان للأسبوع الثالث ضد الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والمسؤولية عن التدهور الاقتصادي.

ورسم نادي العهد اللبناني أسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة اللبنانية التي لم تتوج قبل هذا الإنجاز بأي لقب قاري تزين به خزينتها القارية التي لا تملك في رصيدها لقبا كرويا قاريا واحدا.

وبهذا الإنجاز أمل رئيس نادي العهد في أن يكون فوز فريقه "حافزا للأندية اللبنانية لكي تتحسن، وتطور أداءها في اللعبة التي تحظى بشعبية واسعة، لكنها تعاني من ضعف الاستثمارات المالية وغياب الاحتراف الجدي".

وكسر العهد في الأعوام الماضية هيمنة الأندية التقليدية على المسابقات المحلية، لاسيما الغريمين اللبنانيين التاريخيين النجمة والأنصار.

ولقي إنجاز العهد صداه لدى رئيس الاتحاد القاري البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الذي اعتبر أن "هذا الإنجاز المستحق يعتبر منعطفا هاما في تاريخ الكرة اللبنانية ويعزز مكانتها على خارطة كرة القدم الآسيوية".

ورأى أن العهد "استفاد من خبرته المتنامية في هذه المسابقة التي ترك فيها بصمات إيجابية قبل أن يتوجها في نهائي النسخة الحالية".

وقدم العهد أداء قويا على امتداد المسابقة هذا الموسم، وتخطى منافسين أقوياء، لا سيما الوحدات والجزيرة الأردنيين في طريقه إلى النهائي.

وكرّس العهد هيمنة أندية غرب آسيا على اللقب، إذ لم يفلت منها سوى بتتويج جوهر دار التعظيم الماليزي عام 2015، بينما نالت دول وسط آسيا اللقب مرة واحدة أيضاً عبر ناساف كارشي الأوزبكي في 2011.

وبلغ كل العهد و'25 أبريل' نهائي المسابقة في نسختها الـ16 للمرة الأولى.

لكن العهد فرض سيطرته على مباراة خاضها منافسه منذ الدقيقة 26 بعشرة لاعبين بعد طرد حارس مرماه آن تاي-سونغ ببطاقة حمراء مباشرة.

وشهد الشوط الأول من مباراة اليوم سيطرة تامة للفريق اللبناني بفضل اعتماد المدرب باسم مرمر على تشكيلته الاعتيادية، بوجود الثلاثي أحمد زريق وربيع عطايا ورأس الحربة الصريح التونسي أحمد عكايشي، يساندهم صانع الألعاب محمد حيدر إلى الظهيرين حسين دقيق وحسين الزين.

في المقابل، بدأ مدرب '25 أبريل' أو يون-سون اللقاء بتشكيلة دفاعية، حيث احتفظ بهداف الفريق كيم يو-سونغ على دكة البدلاء، وفضل إشراك خمسة مدافعين بغرض إقفال منافذ العهد إلى مرمى الحارس.

وبدأ مسلسل إضاعة فرص العهد مبكراً ومنذ الدقيقة الخامسة عندما انفرد زريق وسدد بقوة إلى جانب القائم الأيسر، تلتها تسديدة قوية من عطايا أفلتها الحارس الكوري ثم صحح الخطأ بإبعاد تسديدة العكايشي في الدقيقة الـ16.

وزادت معاناة الفريق الكوري الشمالي بعدما طرد الحكم السريلانكي ديلان بيريرا، الحارس آن تاي-سونغ لعرقلته زريق المنفرد تماماً اثر تمريرة من دقيق، لينال ركلة حرة سددها نور منصور فوق المرمى بعد نصف ساعة على انطلاق المباراة.

ومع تشديد العهد ضغطه خلّف مساحات في خط دفاعه فدفع المدرب الكوري بلاعبه كين يو سينغ بهدف استثمار الثغرات.

ومن هجمة منسقة وصلت الكرة عن الجهة اليسرى الى زريق الذي مرر كرة الى العكايشي الذي فشل في وضعها في المرمى الخالي قبل 5 دقائق من نهاية المباراة.

وبدا أن الفريق اللبناني يفتقد الى اللمسة الأخيرة، لكن المدرب مرمر حافظ على التشكيلة ذاتها ليستمر إهدار الفرص، فسدد زريق من بعيد كرة قوية علت المرمى (50)، وجرب محمد حيدر بعد خمس دقائق الوصول الى شباك '25 أبريل'من ركلة حرة أوقفها الحارس الكوري البديل سين تاي-سونغ.

ولاقى لاعبو العهد صعوبة في اختراق الدفاع الكوري الشمالي المتكتل في منطقته، الى أن وصلت الكرة الى حسين دقيق الذي لعبها عرضية، خطفها اللاعب الغاني برأسه إلى الزاوية اليمنى العليا للمرمى ليمضي بذلك هدف القب الغالي للفريق البناني في الدقية الـ74.

وحاول الفريق الكوري الشمالي تدارك الموقف من دون أن ينجح لاعبوه في تهديد مرمى الحارس مهدي خليل على نحو جدي، بينما لاحت للعهد فرصة خطرة أخيرة بتسديدة من زريق ارتدت من القائم الأيسر، ووصلت الى البديل حسين منذر الذي أطاحها خارج المرمى (90).