الغنوشي يدافع عن منصبه وانحيازه في الأزمة الليبية

رئيس حركة النهضة يصف الجيش الوطني الليبي بأنه 'تنظيمات غير معترف بها' ويعتبر اتصالاته بحكومة السراج 'لم تخرج' عن ضوابط الدبلوماسية.
الغنوشي يعطي تعريفا آخر للانحياز: الحياد الايجابي!
رئيس النهضة يكرر تماما موقف تركيا من طرفي الصراع في ليبيا

تونس – دافع رئيس حركة النهضة الاسلامية في تونس راشد الغنوشي عن انحيازه في الأزمة الليبية الى جانب حكومة فائز السراج المدعومة من تركيا ووصف الدعوات الى تنحيته من رئاسة البرلمان وتغيير النظام السياسي بأنها "دعوات فوضى".
وظلت تونس على الحياد من الأزمة الليبية على مدى سنوات، لكن منذ بدء التدخل التركي أخذت حركة النهضة بالاقتراب أكثر من الصراع بين حكومة السراج الخاضعة لهيمنة فصائل اخوانية في طرابلس، والجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر.
وفي مقابلة مطولة مع وكالة انباء الاناضول التركية الحكومية نشرتها الثلاثاء، كرر الغنوشي ما تقوله تركيا عن دعم حكومة السراج باعتبارها "حكومة شرعية" تواجه "تنظيمات غير معترف بها".
وارسلت تركيا جنودا وآلافا من المرتزقة للقتال في ليبيا، وقدمت أسلحة وطائرات مسيرة للفصائل الليبية التي تهيمن على حكومة السراج. 
وفي تفسيره لهذا الانحياز، تحدث الغنوشي عما سماه "الحياد الايجابي. وقال "أمام ما يجري في ليبيا لا يمكن لدول الجوار أن تعيش اللامبالاة فإذا كان هناك حريقٌ لدى جارك لا يمكنك أن تكون محايدا فالواجب والضرورة يقتضيان أن تساهم في إطفاء الحريق".
واضاف "لذلك الحياد السلبي لا معنى له فنحن ندعو إلى الحياد الإيجابي القائم على قاعدة الدفع بكلّ الفرقاء إلى حل سياسي وسلمي."
وقوبلت مواقف الغنوشي من ليبيا بموجة رفض لدى احزاب وقوى سياسية ومدنية في تونس خصوصا بعد الاتصالات التي اجراها مع حكومة السراج وتركيا واعتبرت مخالفة لقواعد الدبلوماسية وتجاوز لصلاحيات رئيس البرلمان.
وردا على ذلك قال الغنوشي في المقابلة "في تواصلنا مع حكومة الوفاق لم نخرج على ضوابط الدبلوماسية التونسية فالدولة ورئيسها في تواصل مع قيادة الوفاق لأنّها الممثل للسيادة وفق الشرعية الدولية".
وأضاف "من يحتجّ على تواصلنا فهؤلاء يقترحون البديل عن الشرعيّة أن نتواصل مع تنظيمات غير معترف بها وهو ما يضرّ بمصلحة الدولة التونسية وشعبها."
من جهة ثانية، اعتبر رئيس حركة النهضة ان الدعوات الى تنحيته وتغيير النظام السياسي تمثل "دعوات فوضى واستقواء بالشارع وركوب على مشكلات حقيقية خاصة بعد جائحة كورونا".
وتطالب قوى سياسية ومعارضة بوقف تدخلات الغنوشي في ليبيا خارج سلطاته كرئيس للبرلمان الذي قرر البحث في ملف مساءلة الغنوشي يوم 3 حزيران/يونيو بسبب اتصاله مع السراج وتهنئته بالسيطرة على قاعدة جوية قرب الحدود مع تونس.