الغنوشي يعزز سلطته داخل النهضة بمنح المناصب لحاشيته

انتخاب عماد الخميري رئيسا لكتلة الحركة في البرلمان يشير إلى وجود نوايا لإبقاء راشد الغنوشي على رأس الحركة في تعارض مع النظام الأساسي الداخلي.
عماد الخميري محسوب على شق رئيس الحركة
مخاوف بين الاسلاميين من انقسام النهضة الى حزبين
النهضة تسير نحو دكتاتورية داخلية بحجة الاستقرار

تونس - مثل انتخاب عماد الخميري القيادي في حركة النهضة(حزب إسلامي تونسي) رئيسا لكتلة الحركة في البرلمان ضربة موجعة للقيادات الرافضة لسيطرة شق راشد الغنوشي على المشهد الحزبي.
وتمكن الخميري خلال الندوة السنوية الانتخابية لكتلة حركة النهضة والتي انعقدت امس الأحد من تحقيق الفوز بأغلبية 3 أصوات ليخلق بذلك نور الدين البحيري الرئيس السابق للكتلة والذي يعتبر بدوره مقربا من رئيس الحركة الغنوشي.
ويعد انتخاب الخميري ضربة موجعة للأطراف الرافضة لهيمنة الغنوشي وشقه على القرارات الهامة في الحزب حيث تمكن الخميري من تحقيق31 صوتا مقابل 21 صوتا لمنافسه من الحركة فتحي العيّادي، المحسوب على الشق المعارض للغنوشي.


ويعتبر العيادي قياديا من بين 100 اخرين وقعوا على وثيقة تطالب الغنوشي بعدم التمديد لرئاسته في مؤتمر الحزب المقرر هذا العام. والذي رد عليها الغنوشي بكل قوة في رسالة اتهم فيها القيادات المعارضة له بانها  تمارس أسلوبا شبيها بالانقلابات على الزعامات.
ورفض الغنوشي شروط القيادات المعارضة واصفا إياها بالاقصائية المسبقة قائلا " إن "الزعماء جلودهم خشنة، يتحملون الصدمات، ويستوعبون تقلبات الزمان، ويقاومون عامل التهرئة".
ويقضي الفصل 31 من النظام الأساسي لحركة النهضة بأنه لا يحق لأي عضو أن يتولى رئاسة الحزب لأكثر من دورتين متتاليتين.
وموقف القيادات ورد الغنوشي يشير الى حالة الانقسام والاختلاف داخل الحركة الإسلامية التي اعطت انطباعا لسنوات بانها منضبطة ومنسجمة.
ويخشى قياديون مخضرمون وسياسيون من الجيل الجديد في الحركة، بأن يبادر المقربون من الغنوشي بطرح مقترح لتعديل الفصل من أجل ولاية جديدة له بعد ولايتي 2012 و2016.
ويرى مراقبون ان سيطرة شق الغنوشي على رئاسة الكتلة في البرلمان سيفتح الباب امام مساعيه للبقاء على رأس الحركة
وطرح البحيري فكرة القبول بفكرة بقاء الغنوشي على رأس الحركة لفترة اخرى رغم انه مخالف للقانون الداخلي مبررا موقفه بان قيادات وقاعد الأحزاب هي التي تختار الابقاء على القوانين الداخلية كما هي او تعمل على تغييرها وفق الأوضاع التي تمر بها.
واعتبر البحيري ان موقفه لا يتناقض مع الديمقراطية قائلا "  الديمقراطية هي حكم الأغلبية المعبر عنها بطريقة شفافة من غير تدليس ومن غير تزييف".

لكن هذا الموقف لم يعجب القيادات الرافضة لبقاء الغنوشي حيث قال النائب عن الحركة سمير ديلو ان ما يسري على الدول يسري على الاحزاب وانه لا وجود لشخص صالح لكل زمان ومكان في إشارة للغنوشي.
وأضاف في حوار عبر إذاعة موزاييك الشهر الماضي في تلميح لشق الغنوشي "أكثر من يضرّ الزعماء هم من يتشبّثون بهم وفي الحقيقة من يمنح دماء للأحزاب هي الأفكار الجديدة والأشخاص الجدد والتداول والتطور".
وياتي هذا الخلاف داخل النهضة في ظل تراجع شعبية الحركة ووسط مخاوف من الاسلاميين من انقسام الحزب الى حزبين مع خروج عدد من القيادات الفاعلة.