الغنوشي ينجو من محاولة سحب الثقة بشرعية مهترئة

نواب المعارضة يعتبرون تصويت 97 نائبا على لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان رسالة مضمونة الوصول بان شرعيته على المحك.
لائحة سحب الثقة نجحت في الغاء المساحة الرمادية واحداث فرز اما مع الاخوان او ضدهم
الغنوشي سيجد نفسه معزولا في البرلمان مع تنامي حالة الرفض له ولتياره

تونس - نجا راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي وزعيم حزب النهضة الإسلامي من تصويت لسحب الثقة منه اليوم الخميس بعد أن فشل النواب المعارضون له في تجميع الأصوات الكافية لذلك، لكن فوزه بفارق ضئيل سيعزز الانقسامات السياسية في البلاد.
وبينما كانت المعارضة تحتاج 109 أصوات لسحب الثقة، فقد حصلت على 97 صوتا.
وكانت الجلسة العامة شهدت صراعا بين الكتل ما ادى الى رفعها عدة مرات على خلفية التصويت بالاقتراع السري وبدون جلسة مناقشة مسبقة.
وعقب إعلان النتيجة احتفل نواب النهضة وائتلاف الكرامة وهو حليف للنهضة ورددوا النشيد الوطني في مجلس النواب.
واقتراب الأصوات من النصاب القانوني يشير إلى أن النهضة لم تعد في وضعية مريحة وانها ستواجه جبهة معارضة أكبر وهو ما يتوقع أن يعقد جهود تشكيل حكومة.

وبعد إعلان نتيجة التصويت على اللائحة كتب راشد الغنوشي وهو زعيم تاريخي للنهضة على صفحته على فيسبوك "الحمد لله".
وحاول الغنوشي في مؤتمر صحفي ان يظهر بموقف قوي بالحديث عن نجاح الديمقراطية والثورة التونسية في وجه المؤامرات لكن ذلك لا يمنع من ان شرعيته لازالت على المحك وسيلقى في المستقبل معارضة متنامية.
وقالت الكتل المعارضة على غرار الكتلة الديمقراطية وكتلة الاصلاح وكتلة تحيا تونس في مؤتمرها الصحفي بعد التصويت ان الغنوشي فقد أهليته ومشروعيته على رأس البرلمان نظرا لعدد المصوتين مع لائحة سحب الثقة منه.
واكد رئيسة كتلة التيار هشام العجبوني ان الغنوشي تلقى رسالة قوية مفادها انه تحول الى شخصية غير مجمعة وان المعارضة ضده تتصاعد يوما بعد يوم اذا لم يغير من سياساته في المستقبل.
من جهته قال رئيس كتلة تحيا تونس مصطفى بن احمد ان الضغوط التي مورست على النواب لرفض اللائحة كبيرة للغاية متابعا "الغنوشي رغم بقائه على راس المؤسسة التشريعية لكنه سيظل عقبة للوصول الى توافقات.
من جانبه وجه رئيس كتلة الاصلاح حسونة الناصفي رسالة الى الاطراف التي رفضت التصويت لصالح اللائحة قائلا بان التاريخ سيذكر مواقفهم مضيفا عدد من النواب اخلفوا  تعهّداتهم واختاروا أن يختبئوا وأن لا يتحمّلوا مسؤولياتهم.

وتعرضت كتلة قلب تونس لانتقادات واسعة حيث توجهت اليها ولرئيسها نبيل القروي انتقادات واسعة لدعمها بقاء الغنوشي على راس البرلمان رغم ادعاء عدد من نوابها انهم سيصوتون لصالح اللائحة حيث يرى مراقبون ان اللائحة وان لم تمر لكنها مكنت من الغاء المساحة الرمادية واحدثت فرزا بين من هم مع التيار الاسلامي ومن هم ضدهم.
وشنت رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي حملة انتقادات واسعة ضد قلب تونس قائلة بانه تحالف مع الاخوان ضد الدولة التونسية وهو ما يصل الى الخيانة الوطنية.
لكن في المقابل افادت موسي ان التصويت حقق فرزا بين من ينتمون للاخوان وحلفائهم ومن يساند الدولة المدنية البورقيبية مشيرة الى ضغوطات كبيرة مورست على عدد من النواب.
وتحدثت عبير موسي عن خيانة وصفقة تحت الطاولة للابقاء على الغنوشي وانه سيتم الكشف عن هذا التلاعب قريبا.

وتعرض الغنوشي لانتقادات واسعة بسبب اجرائه محادثات مع قادة أجانب رفيعي المستوى، في حين أن الشؤون الدبلوماسية هي من صلاحيات رئيس الجمهورية. وهو يتهم أيضاً بقيادته خطاً دبلوماسياً موازياً مقرباً من تركيا.
ورغم الانتصار العلني في معركة سحب الثقة لكن حركة النهضة ورئيسها يواجهان حالة من التراجع،وهو ما تظهره استطلاعات الراي كما ان الحزب منقسم، وهو لم ينه بعد تحوّله الذي بدأه عام 2016، من حزب ديني إلى تشكيل مدني يعتمد "الديموقراطية الإسلامية" ويعمل فقط في ميدان السياسة.
وجلسة سحب الثقة تأتي وسط أزمة سياسية تعصف بالبلاد بعد استقالة رئيس الوزراء الياس الفخفاخ هذا الشهر بسبب شبهات تضارب مصالح. وكلف الرئيس قيس سعيد وزير الداخلية هشام المشيشي بتشكيل حكومة جديدة في غضون شهر.
وإذا فشلت جهوده في تشكيل حكومة يمكن للرئيس أن يحل البرلمان ويدعو لانتخابات جديدة.