الفرنسية لوانا باجرامي تطلق في مراكش صرخة شباب محبط

المخرجة الفرنسية من أصل كوسوفي تدعو من خلال فيلمها الروائي الطويل 'عالمنا' لمشاركة ثقل الإشكالات السياسية والاجتماعية والثقافية التي يواجهها الشباب.

مراكش (المغرب) - يعد فيلم "عالمنا" للمخرجة الفرنسية من أصل كوسوفي لوانا باجرامي، الذي عرض في إطار المسابقة الرسمية للدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بمثابة صرخة شباب محبط.

وتدعو لوانا باجرامي الجمهور من خلال فيلمها الطويل الثاني "عالمنا" إلى ملامسة ومشاركة ثقل الإشكالات السياسية والاجتماعية والثقافية التي يواجهها الشباب، في إطار تجربة عاطفية يتخطى صداها الشاشة.

ويحكي الفيلم في أكثر من الساعة ونصف الساعة قصة رحلة زوي وفولتا وهما فتاتان غادرتا قريتهما النائية من أجل الالتحاق بجامعة بريشتينا. ومع تصاعد حدة التوتر السياسي والاجتماعي، تواجهان صخب بلد في بحث عن هويته، وترك شبابه كل شيء خلفه.

وأعطت المخرجة الشابة من خلال هذه القصة الواقعية والصريحة ذات المنظور الفريد، الفيلم عمقا وأصالة تأسر المشاهد، مما يجعل كل مشهد فيه استكشافا مؤثرا للواقع المعقد لشباب كوسوفو.

وكشفت باجرامي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنها أرادت من خلال الفيلم إبراز غياب تطلعات الشباب، والحديث عن بلدها الأصلي، مضيفة أنه من المهم جدا بالنسبة إليها التأكيد على الطابع الشامل لهذه القضية التي تكشف عن شباب مفعم بالرغبة في العيش بحرية، وممارسة خياراته الشخصية.

وأوضحت أنه "كان مهما أيضا بالنسبة لي تسليط الضوء على ثقافتي المزدوجة، الفرنسية والكوسوفية، لأنني نشأت منغمسة في كليهما"، مشيرة إلى أن الفيلم هو الأول الذي استفاد من اتفاقية الإنتاج السينمائي المشترك بين فرنسا وكوسوفو.

وأعربت لوانا باجرامي عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لأول مرة، قائلة إنها فخورة بأن فيلمها تمكن من السفر حول العالم والوصول إلى جماهير مختلفة.

ونشأت لوانا باجرامي في كوسوفو قبل أن تعود إلى فرنسا وتبدأ أولى خطوات مشوارها في التمثيل وهي في سن العاشرة متشبعة بثقافة مزدوجة فرنسية كوسوفية، تنقلت من بلد إلى آخر حاملة مشاريعها ويقودها تعاونها مع عدد من السينمائيين.

تعرف عليها الجمهور سنة 2019 من خلال أدوارها في فيلم "ساعة الخروج" لسيباستيان مارنيي وفيلم سيلين شياما "بورتريه فتاة من نار". تعد سينمائية عصامية، كتبت وأخرجت أول فيلم روائي طويل لها في سن الثامنة عشرة بعنوان "التل الذي تزأر فيه اللبؤات" الذي يتحدث عن الشباب ويسلط الضوء على المناظر الطبيعية غير المعروفة في بلدها كوسوفو، وهو الفيلم الذي عرض في فئة "أسبوعي المخرجين" بمهرجان كان سنة 2021. ويعتبر "عالمنا" فيلمها الطويل الثاني.

وإلى جانب فيلم لوانا باجرامي، تشارك في المسابقة الرسمية للدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي تتواصل فعالياته إلى الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، أفلام "المهجع" لنهير تونا، و"بانيل وأداما" لراماتا لتولاي سي، و"مدينة الرياح" لخاكفادولام بوريف – أوشير، و"ديسكو أفريقيا" للوك رازاناجاونا، و"نزهة" لأونا كونجاك، و"كذب أبيض" لأسماء المدير، و"الحصيلة" لكارولينا ماركوفيتش، و"الابن الآخر" للكولومبي سيباستيان كيبرادا.

كما تتنافس على جوائز هذه الدورة أفلام "عصابات" لكمال الأزرق، و"عالمنا" للوانا باجرامي، و"سجن في جبال الأنديز" لفيليبي كارمونا، و"الهدير الصامت" لجوني بارينكتون، و"باي باي طبريا" لمخرجته لينا سوالم، و"يوم الثلاثاء" لداينا أو. بوسيتش.

وتشهد نسخة هذه السنة من المهرجان إلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، كذلك تقديم أفلام أخرى في إطار أقسامه الأخرى، وهي العروض الاحتفالية والعروض الخاصة، والقارة الحادية عشرة، وبانوراما السينما المغربية، وسينما الجمهور الناشئ، علاوة على تنظيم لقاءات مع شخصيات سينمائية عالمية.