الفشل يلاحق مبعوثي الأمم المتحدة لبؤر الصراع

مشهد اخفاقات المبعوثين الأمميين من اليمن إلى سوريا وصولا إلى الصومال يختزل حصيلة مخيبة للآمال في حل الصراعات تضاف لسجلات الأمم المتحدة وتضع مصداقية مبعوثيها على المحك.
دبلوماسي أميركي يخلف مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومال
الحياد مفتاح النجاح والانحياز وصفة سريعة لفشل المبعوثين الأممين
المبعوثين الأمميين لسوريا واليمن أوضح نموذج لسلسلة الاخفاقات

نيويورك - تم تعيين الممثل الخاص السابق للولايات المتحدة في الصومال وسفيرها سابقا لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية مبعوثا للأمم المتحدة إلى مقديشو ليحل محل مبعوث تم طرده قبل أربعة أشهر.

وتسلط هذه التطورات الضوء على مهام المبعوثين الأممين لبؤر الصراع الذين لم يثبتوا في مناصبهم طويلا وان ثبتوا لاحقتهم تهما بالانحياز لطرف من أطراف الصراع على غرار المبعوثين السابقين لسوريا واليمن.

وكان لافتا أيضا إخفاق مبعوثين أممين في مهامهم ففي الأزمة السورية تولى هذا المنصب أكثر من شخصية معروفة بداية بالأمين العام الأسبق كوفي عنان ثم الدبلوماسي الجزائري المخرم الأخضر الإبراهيمي الذي خلفه ستفان دي ميستورا الذي خلفه بدوره غير بيدرسون والذي يواجه بدوره مهمة صعبة قد تدفعه لمصير أسلافه.

غريفيث تحول إلى شخص غير مرغوب فيه بسبب انحيازه للحوثيين
انحياز غريفيث للحوثيين قد يعجل برحيله كونه أصبح جزء من المشكلة لا الحل

وفي اليمن توالى على هذا المنصب أربع مبعوثين أمميين آخرهم المبعوث الحالي مارتن غريفيث الذي يواجه اتهامات بالانحياز للمتمردين الحوثيين وهو اتهام كفيل باثبات فشله في دفع عملية السلام المتعثرة حيث أصبح جزء من المشكلة بدلا من أن يكون طرفا دافعا ومحايدا في معالجة الأزمة وتحديد الطرف الرئيسي المعرقل لعملية السلام.

وفي المحصلة يختزل مشهد اخفاقات المبعوثين الأمميين من اليمن إلى سوريا وصولا إلى الصومال، حصيلة مخيبة للآمال في حل الصراعات تضاف لسجلات الأمم المتحدة وتضع مصداقية مبعوثيها على المحك.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أبلغ مجلس الأمن في رسالة نشرت الخميس أنه يعتزم تعيين جيمس سوان مبعوثا له إلى الصومال.

دي ميستورا غادر منصبه مثقلا بخيبة أمل بعد جهود مضنية لحل الأزمة السورية
دي ميستورا غادر منصبه مثقلا بخيبة أمل بعد جهود مضنية لحل الأزمة السورية

وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق تعيين سوان في هذا المنصب قائلا إنه "دبلوماسي من ذوي الخبرة وصاحب سيرة مهنية دولية طويلة"، متوقعا أن يتولى سوان منصبه في أقرب وقت.

ويحل سوان، الذي كان نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إفريقيا والسفير لدى جيبوتي، محل نيكولاس هايسم الذي أعلنت الحكومة الصومالية أنه شخص غير مرغوب فيه في يناير/كانون الثاني بعدما تحدث عن قلقه حيال حقوق الإنسان.

وهايسم محام جنوب أفريقي ودبلوماسي مخضرم، طلبت منه الحكومة مغادرة الصومال بعدما أبدى شكوكا إزاء قرارها اعتقال منشق عن حركة الشباب كان يخوض الانتخابات. ولم يبق في هذا المنصب سوى ثلاثة أشهر.

وتسعى الأمم المتحدة إلى تعزيز الاستقرار في الصومال حيث يحاول مقاتلو حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة منذ عقد إطاحة الحكومة.

والأسبوع الماضي، كان وزير خارجية صومالي سابق بين خمسة أشخاص لقوا مصرعهم بانفجار سيارة مفخخة في مقديشو أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عنها.