الفصل المفقود من كليلة ودمنة يفتتح كأس آسيا قطر

جماهير كأس آسيا قطر 2023 تتحول أنظارها إلى استاد لوسيل بالدوحة لمتابعة عرض موسيقي فريد.

الدوحة - يشد حفل افتتاح كأس آسيا قطر 2023 المنتظر، الجمعة، تحت عنوان "الفصل المفقود من كليلة ودمنة"، أنظار العالم إلى استاد لوسيل بالدوحة قطر، حيث ستكون جماهير غفيرة من مختلف أنحاء العالم على موعد مع عرض موسيقي فريد.

وأكد الحساب الرسمي لكأس آسيا قطر 2023 على موقع إكس (تويتر سابقا) أن حفل الافتتاح ليس حدثا عاديا، بل هو احتفال بكرة القدم يبعث برسالة قوية عن التنوع والاحترام والاحتفاء بالثقافات المختلفة، وهو ما يتماشى مع قيم البطولة والدولة المستضيفة.

وأضاف "لا تفوّت العرض الموسيقي الرائع في حفل الافتتاح الفصل المفقود من كليلة ودمنة - وهي حكاية آسيوية ملحمية يؤديها بعض أفضل الفنانين من قطر ومختلف أنحاء المنطقة.. تجسيدهم الحيوي للشخصيات في هذه القصة بارع ومتقن ومبتكر.. إنه عرض يجب أن تحرص على حضوره".

وتابع "في كل قصة هناك حلقة مفقودة قد تستغرق عصورا وأجيالاً لفك لغزها واكتشاف خفاياها.. لا تضيعوا فرصة استكشاف الفصل المفقود من كتاب كليلة ودمنة في حفل افتتاح كأس آسيا قطر 2023!".

ويشارك بالعرض نخبة من النجوم العرب بينهم الفنانة اللبنانية عبير نعمة، الفنان الكويتي حمود الخضر، ومن قطر ناصر الكبيسي، دانة المير، مشعل الدوسري، وغيرهم، ويقوم على الموسيقى والتوزيع والكلمات كل من هبة مشاري حمادة، نادر حمدي، وأشرف عبدالواحد.

وأعربت عبير نعمة عبر حسابها على إنستغرام عن فخرها بالمشاركة في افتتاح كأس آسيا على مدرج لوسيل في الدوحة، قائلة "سعيدة بهذه التجربة الفريدة انتظروني".

وقال الإعلامي العُماني حميد البلوشي في تغريدة نشرها على حسابه بموقع إكس "نهدف كفريق عمل اشتغل على حفل افتتاح كأس آسيا 2023 إلى خلق رؤية فنية مغايرة لأسلوب الافتتاحات الرياضية الجماهيرية.. ستشاهدون عرضا غنائيا ممسرحا قائما على إرث آسيوي متمثل في الاتكاء على كتاب كليلة ودمنة، عرضٌ يحمل عديد الرسائل الإنسانية في إطار حبكة موسيقية".

ويستحضر "الفصل المفقود من كتاب كليلة ودمنة" واحدا من الروائع الأدبية البارزة في التاريخ، الذي نقله إلى العربية في القرن الثاني الهجري عبدالله بن المقفع، ثم توالت ترجماته عبر السنين إلى جميع اللغات، لما له من قيمة وأثر تاريخي وما له من بنية رمزية. استخدم الكتاب الحيوانات والطيور التي ترمز إلى  شخصيات بشرية، وتتضمن القصص عدة مواضيع من أبرزها العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بالإضافة إلى عدد من الحِكم والمواعظ، وفق منشور لرئيس مركز أبوظبي للغة العربية د. علي بن تميم على حسابه بموقع إكس.

ولفت إلى أنه "في ربط للتراث بالمعاصرة، يقدم العرض الموسيقي حكاية الفصل المفقود من كليلة ودمنة كما يرى المعدون، ومن المهم تخيل الفقدان حتى وإن لم يكن، لأن ذلك يساعد على ربط التراث بالحاضر والسعي إلى استشراف المستقبل ومن ثم استئناف الحضارة؛ المصطلح الأثير الذي عززته دولة الإمارات وتأثر من تأثر به حكمة وافتخارا وشرفا".

ويرى بن تميم أن إحياء كتاب كليلة ودمنة مهم في العربية، لأنه إحياء لفن أدبي محوري... إن اختيار هذا الكتاب المرتبط بالثقافة العربية وتاريخها ليستحق الإشادة. ونتمنى أن لا يشوب استلهامه أي ترميز أيديولوجي أو تأويل يشوه مكانته وحضوره في جميع الثقافات وسعيه إلى المحبة والتسامح والتنوع والتعدد؛ فإنه ينبغي أن ننأى بالثقافة والإبداع والأدب والتراث عن التسييس والاستغلال المفرغ من مضمونه لأي غرض كان.

وتنطلق النسخة الـ18 للمسابقة القارية التي تستضيفها قطر، الجمعة، وتستمر فعالياتها حتى العاشر من فبراير/شباط المقبل، حيث من المقرر أن يتنافس 24 منتخبا آسيويا على اللقب الآسيوي ضمن أهم بطولات القارة الأكبر في العالم.

وتم توزيع المنتخبات الـ24 المشاركة في نسخة هذا العام على ست مجموعات، بواقع أربعة فرق في كل مجموعة، على أن يصعد متصدر ووصيف كل مجموعة للأدوار الإقصائية، بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات حاصلة على المركز الثالث.

وقال حساب الكأس على إنستغرام "كل أحلام المنتخبات الآسيوية، وصيحات الجماهير، وأجواء كرة القدم الفَلّة، والمشاعر والذكريات الحلوة، والتجارب داخل الاستادات وخارجها، تجتمع هنا في قطر. كل القلوب عندنا!".

ومن المنتظر أن تعطي مباراة المنتخب القطري المستضيف وحامل اللقب ونظيره اللبناني ضمن المجموعة الأولى، شارة الافتتاح، وذلك على استاد لوسيل المونديالي الذي استضاف نهائي كأس العالم العام الماضي بين الأرجنتين وفرنسا، وتبلغ سعته 80 ألف متفرج.