'القاريطة' مسرحية تونسية تعكس توق الإنسان للحرية من سجن الروتين

المخرج التونسي محمد الكشو يطرح في العرض المسرحي عدة قضايا بينها قتل التكرار للإبداع ليتحول مكان العمل إلى سجن صغير.

المنستير (تونس) - يطرح المخرج التونسي محمد الكشو من خلال العرض المسرحي "القاريطة" عدة قضايا منها ظروف المساجين في السجن، والعنف المسلط على المرأة عبر جريمة قتل الأم أو الزوجة، والتوق إلى الانعتاق والحرية.

وينفتح العرض المسرحي "القاريطة" وهو من إنتاج شركة مسرح الغسق للإنتاج كغيره من الأعمال، على عدة قراءات حسب الخلفية الثقافية لكل مشاهد وتمكنه من عوالم الفن الرابع وغيره من الفنون والعلوم.

وتظهر في المسرحية معاناة الإنسان وإحساسه بالسجن والتوق إلى الحرية من خلال لقاء بين "الطيب" وهو عون تذاكر غادر السجن بعد قضاء عقوبة سجنية حاملا بداخله للسجن، فهو ظل سجين الماضي وذكرياته داخل السجن، وبين الأمين الذي يعمل حارسا بمحطة قطار، وأصبحت "القاريطة" وهي غرفة الحراسة في المحطة عالمه اليومي الذي يدور في فلكه وبالتالي فهي رمز الحبس.

وكان "الطيب" الذي غادر السجن توجه نحو محطة القطار وظل متلهفا ينتظر وصول القطار الذي لم يصل بعد. وأصيب بالعطش وطلب أن يشرب وكان الساقي حارس المحطة والذي كان يقول وهو يضحك زدني "ديمقراطية".

ويركز المخرج في طرحه للقضايا على فكرة الانعتاق والحرية، إذ كثيرا ما ترددت في المسرحية عبارة "حل الباب"، إلا أن العرض لم يتمكن من فتح قنوات تواصل بين الصراع الداخلي الذي تعيشه الشخصيات والمشاهد، إذ أن هناك بطئا كبيرا في الحركة، ولا يوجد هناك اشتغال كبير على لغة الجسد التي لم يتم توظيفها بالشكل الكافي لتمرر للجمهور الإحساس بعمق وهول المعاناة التي تعيشها كل شخصية.

وعرض العمل، السبت، بدار الثقافة الساحلين بمحافظة المنستير، وذلك ضمن أيام الساحلين المسرحية دورة الفقيد رضا عزيز التي تتواصل إلى غاية 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

ويرى محمد صالح القابسي رئيس جمعية العطاء المسرحي بالساحلين أن "القاريطة" عمل مسرحي طيب يثير مسألة السجن الصغير في مهنة الشخص الذي يتعب في عمله إلى حد أنه يتخيله سجنا، فالتكرار في العمل يقتل الإبداع والموهبة والتوق إلى الأحسن. ويتضح أن هذا السجن كبير ويشمل كل الشعب وبالتالي "لا بد من إيجاد حل وتطوير عملنا ولا بد أن نحب مهنتنا".

وأشار القابسي إلى أن الممثل زياد غناينية يجسد على الركح روح كل من شخصية الأمين والطيب، فهو ليس طرفا في المسرحية بل لعله مرآة تعكس دواخل الشخصيتين السالف ذكرهما. وبذل الممثلون مجهودا في الأداء وهناك اشتغال موفق على الإضاءة والموسيقى.

وقال الممثل رفيق واردة الذي أدى دور "الطيب" في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء قبل عرض مسرحية "القاريطة"، إن الإنسان معرض كي يجد نفسه في السجن ولكن السؤال الذي يطرح هل المنظومة السجنية إصلاحية وقائية أم أنها تدمر الشخص وتدفعه نحو العود؟