القاعود يعيد إلى الضوء أعلاما منسيين

كتاب "أعلام في الظل" يعيد التعريف بشخصيات بذلت جهودا طيبة ونبيلة لخدمة الأمة والوطن والإسلام، في ميادين عديدة.
الكتاب تعبير عن تقدير متواضع، يقدمه المؤلف للأجيال الجديدة لتتعرف على ما بذله رجال ضحوا في سبيل العلم والكلمة والوطن
رجال بعضهم عوقب على إخلاصه ونبله وجهاده

القاهرة ـ يأتي هذا كتاب "أعلام في الظل" في سلسلة الكتب التي قام المؤلف د. حلمي القاعود من خلالها بالتعريف بالأعلام الذين خدموا الأمة والوطن والدين، وعاشوا في الظل، ولم تسلط عليهم الأضواء لسبب وآخر.
قدم المؤلف من قبل الغروب المستحيل: محمد عبدالحليم عبد الله، ومدرسة البيان في النثر الحديث، والزاهد أنور الجندي، ونجيب الكيلاني في الواقعية الإسلامية والواقعية التاريخية، والمآذن العالية: رجال من ذهب، محمد سعيد النورسي، وجوه عربية وإسلامية، وشعراء وقضايا، والورد والهالوك: شعراء السبعينيات في مصر، وغيرها.
وصفحات هذا الكتاب تأتي في سياق التعريف بالشخصيات التي بذلت جهودا طيبة ونبيلة لخدمة الأمة والوطن والإسلام، في ميادين عديدة تشمل الكلمة والسلاح والمقاومة والسياسة والأداء القرآني.. مصطفى الشكعة، الشيخ حافظ سلامة، محمد رجب البيومي، سعد الدين الشاذلي، أنور الجندي، جابر قميحة، عبدالحميد إبراهيم، عبدالصبور شاهين، الشيخ أبو العينين شعيشع، عبدالحليم عويس، محمد جاد البنا، ياسين الفيل وغيرهم. 
هؤلاء الرجال لم يأخذوا حقهم المعنوي من الاهتمام والتكريم الوطني والقومي بل إن بعضهم عوقب على إخلاصه ونبله وجهاده، ومن هنا جاء اهتمامي بهم ليكون تعبيرا عن تقدير متواضع، أقدمه للأجيال الجديدة لتتعرف على ما بذله رجال ضحوا في سبيل العلم والكلمة والوطن، فضلا عن الدين وتشريعاته وقيمه، احتسابا لوجه الله تعالى، ودون انتظار لمثوبة حكومة أو هيئة أو مجتمع.
يقول المؤلف: عرّفت بهؤلاء الرجال غالبا بعد رحيلهم، وكانت مناسبة الموت حافزا على الكتابة عنهم وتناولهم والتعريف بهم. وهناك من بقي حيا - أطال الله عمره - حتى كتابة هذه السطور، فجاءت الأحداث لتحرك قلمي للكتابة والترجمة.
في كل الأحوال، أتمنى في غمرة الالتزامات العديدة والصحة الواهنة؛ أن أعرّف بمن بذلوا جهودا وجهادا من أجل الوطن والأمة والدين، في ظل مناخ رديء لا يتكلم إلا عن شخصيات مسطحة تتحرك في مجالات هامشية لا تقدم شيئا ذا بال، وتمنحها الدعاية فرصة الظهور والإلحاح على عين المشاهد وأذنه ووجدانه، دون أن يعرف غيرها من أصحاب العطاء الحقيقي والمؤثر.