القاهرة والخرطوم تتفقان على تسيير دوريات مشتركة لتأمين الحدود

الاتفاق المصري السوداني يأتي بينما تواجه الدولتان الجارتان إرهابا عابرا للحدود خاصة من ليبيا التي تشهد فوضى وفراغات أمنية منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي أتاحت تحركا سلسل للجماعات الإرهابية على الحدود.

لقاءات متواترة تؤسس لحل الخلافات العالقة بين القاهرة والخرطوم
الاتفاق الأمني بين القاهرة والخرطوم يؤشر لتحسن العلاقات بين البلدين

الخرطوم - قال رئيس أركان الجيش السوداني إن مصر والسودان اتفقا اليوم الأحد على تسيير دوريات عسكرية مشتركة على حدودهما وذلك عقب محادثات بين وزيري دفاع البلدين. ويواجه البلدان تهديدات عبر الحدود من جماعات مسلحة متمركزة في ليبيا.

وتواجه ليبيا صراعا داخليا منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 وفراغا في السلطة مما أفسح المجال لتنامي الجماعات المسلحة المتناحرة.

وقال رئيس أركان الجيش السوداني الفريق أول كمال عبدالمعروف للصحفيين "تم الاتفاق على إقامة دوريات عسكرية مشتركة بين حدود البلدين وإنشاء آليات لضبط الحدود وإنشاء قوات مشتركة في المستقبل على الحدود لمكافحة الإرهاب والجرائم العابرة وضبط الحدود ومكافحة كل مظاهر الانفلات".

وأضاف أن الجانبين اتفقا على "إقامة شراكة للتعاون الاستراتيجي بين الجيش السوداني والمصري في كافة المجالات خاصة التدريب والتعاون الاستخباراتي والعملياتي".

وذكر أنه جرى الاتفاق أيضا على استثمارات مشتركة "وإتاحة الفرصة للجانب المصري لإقامة مشاريع للإنتاج الزراعي والحيواني والاهتمام بالصناعة الدوائية".

وتحسنت العلاقات بين مصر والسودان بشكل ملحوظ خلال السنة الأخيرة رغم التوترات المستمرة بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل.

تعزيزات عسكرية سودانية على أحد المعابر الحدودية مع مصر
تعزيزات عسكرية سودانية على أحد المعابر الحدودية مع مصر

وتعتبر مصر هذا المشروع بمثابة تهديد لمواردها المائية، لكن السودان يؤيده لاحتياجه إلى الكهرباء.

ويدور خلاف أيضا بين البلدين منذ فترة طويلة بسبب النزاع على مثلث حلايب وهي منطقة يطالب كل منهما بالسيادة عليها لكنها تخضع للسيطرة المصرية.

وجدد السودان شكواه أمام الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني مطالبا مصر بتسليم السيطرة على هذه المنطقة الحدودية.

إلا أن اللقاءات بين الجانبين والمباحثات لم تتوقف، معطية إشارات قوية على إمكانية حل الخلافات العالقة بين الجارتين.

وسبق أن تبادلت القاهرة والخرطوم اتهامات بدعم جماعات معارضة ما وتر العلاقات بين البلدين وإلى إجراءات من الجانبين في المعابر الحدودية.

ويبدو أن الاتفاق الأخير بين الجيشين المصري والسوداني يأتي في إطار جهود تحسين العلاقات وطي صفحة الخلافات وحل المسائل العالقة بالحوار.

ويشكل أمن الحدود ومواجهة الإرهاب القادم من ليبيا تحديدا تحديا أمنيا لكل من مصر والسودان.

لكن السودان ذاتها متهمة بتأجيج العنف في ليبيا وبدعم جماعات متشددة، إلا أن الحكومة السودانية نفت مرارا صحة تلك الإتهامات.