القبض على قائد ميليشيا ليبية حاول دخول تونس بجواز تركي

ليبيون ينددون بعمليات الترويع التي مارسها المدعو فراس "الوحشي" ضد المدنيين خاصة في مدينة الزاوية.

تونس - قالت مصادر ليبية إن أكبر قادة مليشيا ليبية في مدينة الزاوية والتي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس حاول الدخول إلى تونس بجواز سفر تركي قبل أن تتمكن السلطات التونسية من إيقافه في مطار تونس قرطاج الدولي.

وقال موقع "الساعة 24" الليبي اليوم الأربعاء إن "السلطات الأمنية في تونس ألقت أمس الثلاثاء، القبض على أحد أكبر قادة مليشيات فائز السراج في مدينة الزاوية، والمطلوب أمنيا لدى الأجهزة الأمنية في ليبيا".

وأضاف الموقع إن  قوات أمن مطار قرطاج في تونس "تمكنت من إلقاء القبض على المدعو فراس الوحشي، أحد قيادات المليشيات في مدينة الزاوية إثناء محاولته الدخول إلى دولة تونس قادما من إسطنبول باستخدام جواز سفر تركي".

وأشار إلى إن "الإرهابي الوحشي مطلوب لدى السلطات التونسية لكونه متهما في قضايا متعلقة بعلاقاته مع شبكات دولية لتجارة الأسلحة والبشر إلى جانب تزعمه لعناصر مسلحة في ليبيا".

وتداولت صفحات ليبية صور "الوحشي" واسمه الرسمي فراس السلوقي، وهو يحمل سلاحا ويشارك في القتال مع عناصر من ميليشيات في مدينة الزاوية الواقعة غرب العاصمة طرابلس بحوالي 48 كم، إلى جانب صور أخرى له خلال تواجده في غرفة عمليات "الفرقة الأولى" بوزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق.

وأثنى نشطاء ليبيون على فيسبوك على الإطاحة بـ"الوحشي" المطلوب أمنيا في ليبيا، منددين بعمليات الترويع التي مارسها ضد المدنيين خاصة في مدينة الزاوية التي أكد عدد من سكانها بطشه والتجاوزات التي قامت بها ميليشيات تأتمر له ضد الليبيين.

وكانت حكومة الوفاق نفسها قد اعترفت على لسان وزير الداخلية التابع لها فتحي باشاآغا في ديسمبر الماضي، بتورط "الوحشي" إلى جانب قادة ميليشيات أخرى وعدد آخر من مهربي الوقود، مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا.

مطارات تركيا سهلت تنقل المقاتلين وعناصر الميليشيات إلى طرابلس والمرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد وصول نحو 2600 مقاتل إلى الآن

لكن نظرا لسيطرة ميليشيا يقودها "الوحشي" على مدينة الزاوية لم تستطع حكومة فائز السراج محاسبتهم بل رضخت لنفوذهم بقوة السلاح في طرابلس.
ولم تعلق السلطات التونسية على الحادثة التي تم تداولها على مواقع ليبية بشكل مكثف منذ مساء الثلاثاء.

يذكر أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر سبق وأن حذر من خطورة الميليشيات التي تسيطر على العاصمة الليبية وتستخدمها حكومة السراج بدعم عسكري تركي لحماية نفوذها.

وتنفذ قوات الجيش الليبي عملية عسكرية في طرابلس منذ أبريل الماضي لتحريرها من تلك الميليشيات والإرهابيين لكن التدخل التركي في ليبيا عقد الأزمة أكثر، حيث عمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ارسال مقاتلين سوريين تدعمهم أنقرة إلى ليبيا ضمن رحلات سرية انطلقت من مطار إسطنبول تزامنا مع إعلانه إرسال قوات عسكرية لدعم حكومة فائز السراج.

والثلاثاء، دعا مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات عاجلة لمنع نقل المقاتلين الأجانب إلى ليبيا، ووضع آلية واضحة للمراقبة والعقوبات ضد الأطراف المُمولة للصراع في ليبيا بالسلاح.

وعبر المجلس عن رفضه قرار البرلمان التركي بشأن إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر توريد الأسلحة إلى البلد الذي أغرقته تركيا بالسلاح سرا منذ سنوات.

وقال المجلس في بيان صدر في ختام اجتماع حول نتائج قمة برلين التي عقدت الأحد في ألمانيا حول ليبيا، إن "هذا التدخل العسكري التركي يُزيد الأوضاع الليبية تعقيداً، ويذكي الفُرقة والخلاف بين الأطراف الليبية، ويُسهم في إطالة أمد الصراع ويقوض جهود السلام، ويُعرقل الحل السياسي في ليبيا، ويزعزع الاستقرار في المنطقة، ويُهدد أمن دول الجوار الليبي والأمن القومي العربي".

وبعد أقل من 48 ساعة على مؤتمر برلين، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تركيا تواصل إرسال مرتزقة إلى ليبيا، ليصل عدد من وصلوا إلى طرابلس حتى الآن إلى نحو 2600.

وتتخوف دول جوار ليبيا منها تونس والجزائر ودول أوروبية من مثل فرنسا وإيطاليا من دخول الإرهابيين والمقاتلين الذين ترسلهم تركيا إلى ليبيا لأراضيها، وهو ما هدد به فعلا أردوغان قبيل قمة برلين لتبرير تدخله العسكري.

وقال الرئيس التركي في مقال نشرته في مجلة "بوليتيكو" الأميركية عن الأزمة الليبية، إن "أوروبا ستواجه مجموعة جديدة من المشاكل والتهديدات إذا سقطت حكومة الوفاق...سوف تجد المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، التي عانت من هزيمة عسكرية في سوريا والعراق، أرضًا خصبة للوقوف على قدميها.. إذا استمر النزاع ، فإن العنف وعدم الاستقرار سيشعلان الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا".

 وحاول أردوغان ابتزاز الأوروبيين للحصول على الدعم اللازم لحكومة السراج التي يسيطر عليها إسلاميون متشددون من خلال تهديدهم بالإرهاب وداعش واللاجئين تماما مثلما قام بذلك في سوريا خلال الحرب التي أغرقت أوروبا باللاجئين وشهدت عواصمها هجمات إرهابية غير مسبوقة.