القدوة يطرح مبادرة لإنهاء تفرد حماس وعباس بالقرار

المبادرة التي يطرحها الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني تحدد إطارا زمنيا يُراوح بين ستة وسبعة أشهر يجري خلالها حل عدد من القضايا العالقة مثل الانقسام السياسي والانتخابات وتشكيل حكومة فلسطينية وملف الموظفين المجمدة رواتبهم.
مبادرة ناصر القدوة تتمسك بسلاح المقاومة
ناصر القدوة يدعو إلى كيان فلسطيني موحد لمنع التهام إسرائيل للضفة

رام الله/القاهرة - دعا الملتقى الوطني الديمقراطي الفلسطيني الذي يقوده السياسي المفصول من حركة فتح ناصر القدوة الثلاثاء إلى تشكيل جسم قيادي فلسطيني مؤقت، لإنهاء ما وصفه بأنه "حالة متردية" يعيشها الشعب الفلسطيني.

وتأتي مبادرة القدوة التي قال إنه عرضها على الفصائل الفلسطينية وسط توترات مع الرئيس محمود عباس الذي أجل إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في 22 مايو/ايار بدعوى رفض إسرائيل السماح للفلسطينيين في القدس الشرقية بالمشاركة فيها.

ويعتقد أن الهدف من تشكيل هيئة مؤقتة أو جسم فلسطيني مؤقت حسب التسمية التي وردت  في المبادرة، هو إنهاء تفرد عباس بالقرار وهي تهمة يواجهها منذ سنوات حتى من قبل قيادات في فتح جرى استبعادهم.

وعمليا وقانونيا تعتبر سلطة عباس منتهية كما سلطة حماس في قطاع غزة والانتخابات التي تم تأجيلها كانت لتكون الأولى بعد نحو 15 عاما من آخر انتخابات تشريعية.

وجاءت الدعوة التي أعلنت في مؤتمر صحافي عقد في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، في سياق مبادرة طرحها الملتقى لإنهاء حالة الانقسام السياسي الفلسطيني وتجديد النظام السياسي.

وحددت المبادرة إطارا زمنيا يُراوح بين ستة وسبعة أشهر يجري خلالها حل عدد من القضايا العالقة مثل إشكاليات الانقسام والانتخابات وتشكيل حكومة فلسطينية وملف الموظفين المتوقفة رواتبهم.

وبحسب بيان للملتقى فإن الجسم القيادي المؤقت المطالب به "يتكون من حوالي سبعين كادرا قياديا يتم انتقاؤهم، بينهم أعضاء من اللجنتين التنفيذية والمركزية لحركة فتح والمكاتب السياسية للفصائل والقوائم الانتخابية ومستقلون" .

وحذر القدوة من "حالة فلسطينية متردية من دون أن يبدو في الأفق تطور ايجابي". وقال "إذا بقيت الأمور على حالها سيصبح لدينا كيان مستقل في غزة ما يفتح الباب لإسرائيل لالتهام الضفة الغربية"، مؤكدا أن "هذا ليس انقلابا ولا قفزات. نحن لا نستطيع الانقلاب على الأجسام القائمة".

كما أشار إلى أنه عرض المبادرة على الفصائل الفلسطينية وعلى جهات عربية وأجنبية، وأنه تلقى "ردودا إيجابية" من البعض عليها.

ويأتي إعلان المبادرة قبل أيام من اجتماع الفصائل الفلسطينية السبت في القاهرة بدعوة من مصر لبحث قضايا الانقسام وملف التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل بعد التصعيد الأخير.

وتمنى القدوة "التوفيق للفصائل في اجتماع القاهرة"، لكنه أبدى خشيته من "عدم حصول التوفيق لأنه استمرار لكل الوصفات القديمة".

وتضمنت المبادرة التي عرضها القدوة حلولا لسلاح فصائل "المقاومة" الفلسطينية في غزة، إذ نصت على "المحافظة على سلاح المقاومة وعدم التفاوض عليه إلا في إطار الاستقلال الوطني لدولة فلسطين".

وكانت فتح التي تسيطر على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية فصلت القدوة من عضوية لجنتها المركزية بعدما أعلن تشكيل قائمة لخوض الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 22 مايو/أيار الماضي.

وحظيت القائمة الانتخابية بدعم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي الذي يقبع في المعتقلات الإسرائيلية ويقضى حكما بالسجن لمدى الحياة.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأجيل الانتخابات التشريعية بحجة رفض إسرائيل إجراءها في القدس الشرقية المحتلة.

ولم تجر الانتخابات في الأراضي الفلسطينية منذ نحو 15 عاما، وأدى الانقسام بين فتح وحماس إلى حكومتين، الأولى في الضفة بقيادة فتح والثانية في قطاع غزة تديرها حماس.

وخاضت الحركتان جولات تفاوض عديدة لإنهاء الانقسام بوساطات مختلفة، لكن بدون جدوى.

وفي تطور آخر، قالت مصادر فلسطينية ومصرية إن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وصل إلى القاهرة اليوم الثلاثاء لإجراء أول محادثات ضمن سلسلة من المناقشات هذا الأسبوع بين السلطات المصرية والفصائل الفلسطينية بهدف تعزيز وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقال حازم قاسم المتحدث باسم حماس إن زيارة هنية جاءت تلبية لدعوة خاصة من القاهرة، تمهيدا لاجتماع أوسع للفصائل الفلسطينية قد يبدأ الأسبوع المقبل في أقرب تقدير.

ولعبت مصر دورا رئيسيا كوسيط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد قتال اندلع في العاشر من مايو/أيار واستمر 11 يوما.

وقُتل أكثر من 250 فلسطينيا في مئات الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة خلال القتال بينما أدت الصواريخ التي أطلقتها فصائل فلسطينية من غزة إلى مقتل 13 شخصا في إسرائيل.

وذكر قاسم أن هنية سيناقش مع مسؤولين مصريين تعزيز الهدنة مع إسرائيل وكذلك خطط إعادة إعمار غزة، فيما كانت القاهرة قد أعلنت تخصيص 500 مليون دولار لجهود إعادة إعمار القطاع.

وذكرت المصادر المصرية أن السلطات في مصر تأمل في الاجتماع مع أعضاء من حركة فتح ومنهم الرئيس محمود عباس.

وحاولت مصر من قبل دعم التعاون بين الفصائل الفلسطينية، الأمر الذي يعتبر شديد الأهمية لأي جهود أوسع نطاقا لتعزيز السلام في المنطقة.

وصرح مسؤول فلسطيني بأنه من المتوقع أن يصل وفد من حركة فتح برئاسة جبريل الرجوب إلى القاهرة في الأيام المقبلة.