القصف التركي يتسبب في خسائر فادحة للمزارعين في كردستان

فرق الدفاع المدني تفشل في الوصول للنيران التي أتلفت مئات الدونمات من الأراضي الزراعية والغابات.
الهجمات التركية تثير غضب الحكومة المركزية في بغداد

أربيل - تتسبب الهجمات التي تشنها القوات التركية شمال العراق في خسائر فادحة خاصة في الأراضي الفلاحية وهو ما يثير غضب المزارعين في إقليم كردستان فيما تبرر أنقرة استمرار الهجمات بملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وشن الطيران التركي قصفا كبيرا في مناطق واسعة في قضاء العمادية شمال دهوك ما أدى لحرائق كبيرة وفق ما أكده موقع شفق نيوز الكردي العراقي من مصدر حكومي.
ووفق المعطيات التي تم تداولها فقد نشبت "الحرائق نتيجة قصف جوي من الطيران الحربي التركي على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في منطقة سور سكيري على سفح جبل متين".
وأضاف ان النيران 'أتلفت مئات الدونمات من الأراضي الزراعية والغابات وما تزال مشتعلة" مؤكدا "تعذر وصول فرق الدفاع المدني الى المنطقة بسبب الوضع الامني".
وكانت تقارير تحدثت عن نزوح عدد كبير من المزارعين من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية تركية بين الحين والأخر وخاصة من قضاء العمايدية.
وشن الجيش التركي العديد من العمليات العسكرية رغم انتقادات الحكومة المركزية وكذلك دول إقليمية. وعلى الرغم من أن بغداد استدعت السفير التركي أكثر من مرة للاحتجاج، لكن العمليات لم تتوقف وتسببت بحرق نحو 20 كيلومترا مربعاً من الغابات في دهوك، وفق بيان لمديرية الغابات والمراعي في المحافظة سنة 2021 ما يساوي نحو 2.5% من مساحة الغابات في العراق، في ما وصفتها الرئاسة العراقية حينها بـ"الممارسات غير الإنسانية والجريمة البيئية".
وتتهم تركيا حزب العمال أنقرة بالسعي إلى تكرار سيناريو سوريا في العراق. وشنت أنقرة في سوريا منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية وباتت تسيطر على 2000 كلم مربع في الشمال. وفي كردستان العراق، قد تقوم أنقرة بإنشاء حزام أمني لقطع الطريق أمام مشروع كردستان بين سوريا والعراق وإيران وتركيا.
والفترة الماضية عرضت أنقرة مباحثات مع العراق بخصوص توفير مساعدة تقنية لتعزيز أمن الحدود العراقية بهدف منع تحركات مقاتلي حزب العمال الكردستاني. والدعوة للمفاوضات جاءت بعد أيام من الزيارة التي أداها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد وأربيل في ابريل/نيسان الماضي.
وتبحث انقرة عقد اتفاق أمنى شبيه بالاتفاق الذي عقدته الحكومة العراقية مع إيران لإبعاد خطر المتمردين على الحدود الإيرانية.
ورفع حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، السلاح ضد الدولة التركية في عام 1984. وقد قُتل أكثر من 40 ألف شخص في هذا التمرد.
وكان الصراع يدور منذ فترة طويلة بشكل رئيسي في المناطق الريفية بجنوب شرق تركيا لكنه يركز الآن بشكل أكبر على المناطق الجبلية بمنطقة كردستان شبه المستقلة في شمال العراق.
وتنقذ القوات التركية منذ العام 2019 سلسلة عمليات عبر الحدود ضد المتمردين الأكراد في كردستان العراق، حيث تمتلك العديد من القواعد العسكرية أبرزها قاعدة بامرني شمال مدينة دهوك وهي تحتوي على مهبط للطائرات. 
ولطالما أكد العراق رفضه لانتهاك تركيا لسيادة أراضيه، فيما ضغطت أنقرة من أجل كبح متمردي حزب العمال الكردستاني وإيجاد حلّ لهذه المعضلة.
وتنفي تركيا استهداف المدنيين وتقول إنها تعمل على تجنب سقوط ضحايا في صفوفهم من خلال التنسيق مع السلطات العراقية.