'القطرية' تُسيّر أول رحلة عبر المجال الجوي السعودي

عودة العلاقات الدبلوماسية كاملة وإعادة فتح الأجواء بعد أكثر من ثلاث سنوات من القطيعة ينقذ شركة الخطوط الجوية القطرية من أسوأ وضع مالي واجهته الشركة منذ تأسيسها.  
الخطوط القطرية تتنفس الصعداء بعد إعادة فتح الأجواء الخليجية
الخطوط الجوية القطرية تكبدت خسائر فادحة خلال السنوات الثلاث الماضية
توقعات بتعافي شركة الخطوط القطرية بعد المصالحة الخليجية

الدوحة - أعلنت الخطوط الجوية القطرية الخميس تسيير رحلة في المجال الجوي السعودي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ قرار المقاطعة العربية والخليجية في 5 يونيو/حزيران 2017 والتي انتهت قبل أيام قليلة بموجب اتفاق التضامن الخليجي الصادر عن القمة الخليجية الأخيرة في دورتها الـ41 في مدينة العلا السعودية.

وقال الشركة في تغريدة على تويتر إنّ "الخطوط الجوية القطرية بدأت بإعادة تشغيل عدد من رحلاتها عبر الأجواء السعودية مع تشغيل أول رحلة مُجدولة QR1365 من الدوحة إلى جوهانسبورغ" مساء الخميس.

 

وكانت إجراءات المقاطعة السابقة التي اتخذتها الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قد شملت إغلاق المجالات الجوية أمام الطائرات القطرية ومنع التعاملات التجارية مع قطر ووقف دخول القطريين إلى أراضيها.

والثلاثاء اتفقت الدول الأربع على رفع القيود التي فرضتها على قطر وذلك خلال قمة نظّمت في مدينة العلا في غرب السعودية وتوّجت جهودا دبلوماسية بذلتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يسعى إلى تحقيق إنجازات دبلوماسية مع قرب انتهاء ولايته.

وكان وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر الصباح أعلن الاثنين أن السعودية ستعيد فتح أجوائها وحدودها البرية مع قطر بعد أكثر من ثلاث سنوات على الأزمة الخليجية.

واضطرت الخطوط القطرية لتسيير رحلات على مسارات بعيدة وفتح وجهات عالمية أخرى تجنبها المجالات الجوية لرباعي المقاطعة. وسلوك مسارات جوية بعيدة كلف الشركة خسائر كبيرة.

لكن عودة العلاقات الدبلوماسية كاملة وإعادة الدول الأربع فتح المجالات الجوية أمام الخطوط القطرية من شأنه أن يدعم جهود تقودها الشركة للتعافي من أزمة هي الأسوأ في تاريخها والتي ازدادت تفاقما بسبب تدابير الوقاية من فيروس كورونا ومن ضمنها إجراءات الغلق العام وتعليق الرحلات الجوية لأكثر من وجهة.

وكانت الخطوط الجوية القطرية قد أعلنت في سبتمبر/أيلول 2020 أنها تلقت ملياري دولار كمساعدات حكومية لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، بعدما تكبدت خسائر سنوية ضخمة.

وكان ذلك الإعلان تأكيدا لتقارير سابقة وبيانات رسمية أشارت إلى أن الخطوط القطرية تواجه أسوأ وضع مالي منذ تأسيسها.

وقالت الشركة إنّ مزيجا من تداعيات جائحة كوفيد-19 ومقاطعة دول الخليج وتصفية شركة "إير إيطاليا" المملوكة لها بنسبة 49 بالمئة والتي أعلنت إفلاسها في فبراير/شباط من العام الماضي، أدى إلى مضاعفة الخسائر تقريبا.

وبذلك يصل صافي خسارة الشركة للعام المنتهي بنهاية مارس/اذار 2020 إلى سبعة مليارات ريال (1.92 مليار دولار).

وأوضحت في بيان أنّ "الخطوط الجوية القطرية معتادة على مواجهة تحديات استثنائية ومع ذلك كانت سنة 2019-2020 واحدة من أصعب السنوات في تاريخ الشركة".

وأكّدت شركة الطيران العملاقة أن قطر انضمت إلى قائمة الحكومات التي تدخلت لدعم شركات النقل الوطنية الخاصة بها من خلال الإغلاق المرتبط بفيروس كورونا الذي أضر بشدة بحركة النقل الجوي والسفر العالمي وصناعة الطيران.

وتضررت الخطوط القطرية التي تسيّر رحلات إلى 170 وجهة على متن 234 طائرة منذ مارس/اذار الماضي مع إغلاق المطارات ومنع السفر في العديد من الدول لاحتواء وباء كوفيد-19.

وجاء في المذكّرة التي حملت تاريخ 4 يونيو/حزيران 2020 أنّ رواتب أقدم قادة الطائرات الأجانب ستخفّض بنسبة 25 بالمئة، بينما ستخفض رواتب آخرين بنسبة 15 بالمئة. وإضافة إلى ذلك سيتم الاستغناء عن عدد لم يحدّد من الطيارين.

وفي مايو/ايار من العام الماضي حذّرت الخطوط القطرية في مذكرة داخلية من أنّها ستضطر لصرف "عدد كبير" من موظفيها بسبب انهيار حركة النقل الجوي من جرّاء جائحة كوفيد-19.

وكانت قد علّقت رحلاتها وأبقت 35 وجهة فقط، قبل أن تعاود تسيير رحلات إلى وجهات اعتادت التوجه إليها مع إعادة السماح بنزول الطائرات في عدد من المطارات حول العالم.