'القلب مسكون' تعطي شارة انطلاق دقة الدولي

فعاليات دورة هذا العام تقدم بالمسرح الأثري بدقة عروضا تونسية وعربية وعالمية بينها عروض فنية وموسيقية متنوعة.

باجة (تونس) - أعطت مسرحية "القلب مسكون" لوليد العيادي، السبت، شارة انطلاق الدورة الثامنة والأربعين لمهرجان دقة الدولي، وذلك على المسرح الأثري بدقة التابعة لمعتمدية تبرسق بمحافظة باجة التونسية.

وتضم الدورة التي تستمر حتى العاشر من يوليو/تموز الجاري عدة عروض تونسية وعربية ودولية بينها ثلاثة عروض حصرية، بالإضافة إلى عروض في أنماط فنية وموسيقية متنوعة.

وقال العيادي مخرج "القلب مسكون" لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إنه يهدف من خلال عرض المسرحية بدقة إلى اكتشاف جمهور آخر، معبرا عن فخره بافتتاحها للمهرجان العريق.

واعتبر أن هذا الافتتاح يمثل لقاء مع التاريخ في فضاء أثري مناسب وملائم تقنيا لعرض المسرحية، مبينا أن المسرحية تم إنتاجها في إطار ورشة وهي تتناول الواقع دون الانصهار فيه وتمزجه بالخيال.

وتمثل مسرحية "القلب مسكون" المنتجة في فضاء التياترو، كوميديا النقد والسخرية من الواقع، كما تعالج في إطارها عدة قضايا اجتماعية وسياسية، وفق العيادي.

وكشف مدير المهرجان، مختار بالعاتق، في تصريح مماثل، أن الدورة 48 للمهرجان اختارت الانطلاق بالمسرح اعتبارا لتاريخ وعادة المهرجان العريقة في العروض المسرحية منذ بداية القرن العشرين.

وأبرز بالعاتق أن هيئة المهرجان حاولت الاستجابة لكل الأذواق وقد تم اقتناء عروض حصرية وهي كاريوكي التي نفدت تذاكرها ومي فاروق وأنور ابراهم الفنان التونسي العالمي وعروض أخرى تستجيب لأذواق جمهور مدينة تبرسق وخارجها مثل الزيارة ومرتضي الفتيتي وعروض شبابية.

وأكد أن الدورة الحالية دعمت توجه ومسار المهرجان نحو العالمية بوجود فنانين من سويسرا والمغرب وفلسطين بعرض "رولا ازار"، مبرزا أيضا أن مهرجان دقة فضاء لاكتشاف عدد من الفنانين وتحقيق انطلاقتهم، وأنه لا يقتصر على عروض معروفة فقط.

وأفاد عدد من رواد المهرجان لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أنهم حضروا العرض لاكتشاف المسرحية الجديدة "القلب مسكون"، مؤكدين أن المهرجان يضم عدة عروض جيدة.

ويرى البعض منهم أن المهرجان لا يتضمن عروضا تستجيب لأذواق فئة من فئات الشباب مثل الفن الشعبي، لافتين أيضا إلى أنه لم يقع العمل على المستوى المحلي لجلب أهالي المنطقة للمهرجان وفق تقدير البعض منهم، لكنهم في الآن ذاته أشادوا بجهود هيئة المهرجان في جلب عروض عالمية وحصرية ونوعية.

ويتضمن برنامج دورة هذا العام من المهرجان عروضا من تونس والجزائر والمغرب ومصر وفلسطين وفرنسا والمملكة المتحدة وسويسرا.

وقدم سهرة 30 يونيو/حزيران الماضي ياسر جرادي من تونس، ورلي عازر من فلسطين، أما سهرة الفاتح من يوليو/تموز الجاري فستتضمن يوما من تونس، وعيطة مون امور من المغرب، وعرض اليوم الثاني من يوليو/تموز سيكون لمرتضي الفتيتي من تونس، ليكون الموعد يوم 3 يوليو/تموز مع فرقة كايرولي المصرية في عرض حصري.

وتخصص سهرة 4 يوليو/تموز لمي فاروق من مصر وسهرة 6 يوليو/تموز للفنان أنور ابراهم في عرض حصري. ويؤثث سهرة 7 يوليو/تموز علاء من تونس، وسهرة 8 يوليو/تموز منير طرودي من تونس وايريك تروفار من سويسرا وكمال وسبسلنز من إنكلترا، وسهرة 9 يوليو/تموز توفيق تيف من الجزائر وفرنسا، ليكون اختتام المهرجان في سهرة 10 يوليو/تموز بالعرض التونسي الزيارة لسامي اللجمي.

ومهرجان دقة الدولي يعتبر من أقدم المهرجانات وأعرقها انطلقت أول دوراته سنة 1920، وهو مهرجان سنوي للموسيقى ينتظم بالمسرح الروماني بمدينة دقة الأثرية الذي يتسع لأكثر من 3000 متفرج.

عرف المهرجان نجاحا هاما بين السبعينات والثمانينات تحت إشراف المنصف الشنوفي، حيث استقبل ثلة من أهم الفنانين العرب مثل ماجدة الرومي ودريد لحام وعبدالله غيث وأمينة رزق وصباح الجزائري وغيرهم من أقطاب المسرح الفرنسي الكلاسيكي.