القمة الثقافية أبوظبي تنطلق تحت شعار 'مسألة وقت'

المغرب يشارك في القمة الثقافية السادسة المنتظمة في أبوظبي.

أبوظبي - انطلقت في الإمارات أعمال الدورة السادسة للقمة الثقافية تحت شعار "مسألة وقت"، بمشاركة أكثر من 180 متحدثا من قادة المؤسسات والشخصيات المؤثرة بمجالات الأدب والفن والإعلام والتكنولوجيا من نحو 90 دولة من بينها المغرب.

واستهل محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي كلمته في افتتاح القمة بإلقاء أبيات من قصيدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات ترجمها إلى الإنجليزية.

وتنعقد القمة تحت شعار "مسألة وقت"، حيث يناقش المجتمعون في الجلسات موضوعات تتناول كيفية تغير علاقة الإنسان بالوقت ومدى تأثير هذا التغير على طريقة إنتاج الثقافة وتلقيها.

ويتضمن برنامج القمة المنعقدة في منارة السعديات حتى الخامس من مارس/آذار سلسلة من اللقاءات والجلسات الحوارية والمحاضرات وورش العمل، إضافة إلى عدد من العروض الفنية والإبداعية.

ويمثل المغرب في هذه القمة التي تشمل سلسلة حوارية جديدة بعنوان "الحوار الوزاري" الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي واليونسكو، فضلا عن جلسات حول الذكاء الاصطناعي، والسرد السينمائي، وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد.

وتتيح القمة التي يحضرها أيضا سفير المغرب بدولة الإمارات العربية المتحدة، أحمد التازي، الفرصة لوزراء الثقافة لتبادل الأفكار مع قطاع الثقافة والإبداع العالمي حول نتائج مؤتمر اليونسكو "موندياكولت" لعام 2022.

وتناقش القمة عدة مواضيع من ضمنها دور الثقافة في خلق الذكريات الجماعية مع النظر في بدائل للمفهوم الخطي للوقت، فضلا عن أهمية عامل الوقت في صناعة الفنان، وأهمية رعاية المبدعين.

وقال محمد خليفة المبارك إن "هذه القمة لا تركز على الكلام فقط، فنحن نؤمن هنا أن الأفعال أكثر تأثيرا من الكلام"، مضيفا "هي مساحة لمناقشة قضايانا والبحث عن حلول ملموسة، ليس لمجتمعاتنا فحسب، إنما لمجتمعات العالم أجمع"، مشيرا إلى أن الثقافة تتيح فهم واحترام وقبول ثقافة الآخر والحفاظ عليها.

ولفت الشاعر السوري أدونيس في كلمته إلى أن القمة "تتيح إعادة النظر جذريا وعلى نحو شامل، في المفهومات السائدة عن الزمن إبداعا وحضارة"، متابعا أنه "مهما تغيرت الأزمة أو تعددت، يبقى زمنان رئيسان، زمن الذات، وزمن الآخر".

وأكد أدونيس أن قوة الإنسان تكمن في قدرته على طرح الأسئلة، أكثر ما تكمن في قدرته على تقديم الإجابات.

وشمل برنامج اليوم الأول حوارا مع المغني الإماراتي حسين الجسمي ضمن برنامج "حوارات إبداعية" أدارته الإعلامية المصرية منى الشاذلي.

وتطرق الحوار إلى عدد من المحاور شملت أهمية عامل الوقت في صناعة الفنان، وأهمية رعاية المبدعين ودور الإمارات بصفتها حاضنة للإبداع والتناغم الثقافي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الحركة الفنية والإبداعية.

وعن أهمية التنوع الثقافي في عمل المبدعين والمثقفين أوضح الجسمي أن التبادل الثقافي يأتي يدا بيد مع قدرة الحضارات والمبدعين على حد سواء على التعايش وخلق التناغم والانسجام ليقدموا حركة إبداعية فنية متكاملة الأركان.

ويرى الجسمي أن حد الذكاء الاصطناعي في الصناعات الثقافية والإبداعية الفصل هو التشريعات والقوانين الناظمة التي تضمن حقوق المبدعين، مؤكدا لوكالة أنباء الإمارات أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لا يشكل خطرا على المبدعين، لكن لا بد أن تواكب التشريعات احتياجات القطاع.

وشارك الكاتب والشاعر النيجيري وولي سوينكا الفائز بجائزة نوبل في الآداب لعام 1986، خلال فعاليات اليوم الأول، في ندوة حوارية إبداعية مع مانثيا دياوارا الأستاذة في قسم دراسات السينما في كلية تيش للفنون بجامعة نيويورك لمناقشة تعقيدات الثقافة الأفريقية والقضايا المتعلقة بالهوية وكذلك الاختلافات في الأيديولوجيات في جميع أنحاء القارة ونهب الأعمال الفنية والتحف.

كما شمل البرنامج ندوة بعنوان "دور الكاتب في مقاربة الوقت وقدرة التذكر" تحدث فيها الروائي البريطاني من أصل سوداني جمال محجوب والشاعرة الأميركية من أصل فلسطيني ناتالي حنظل والكاتب الكونجولي آلان مابانكو.

ومن بين المشاركين في الجلسات التالية وزراء ثقافة إسبانيا وكرواتيا وكوبا وباراجواي والمغرب والإمارات، وكريستين دانيلسن رئيسة مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمجالس الفنون ووكالات الثقافة، وناتالي بونديل مديرة المتاحف والمعارض في معهد العالم العربي بباريس.

وتنظم القمة بالتعاون مع عدد من الهيئات من ضمنها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، معهد العالم العربي، شركة غوغل، الاتحاد الدولي لمجالس الفنون، ووكالات الثقافة.