القمة الخليجية تسعى لتصفير الأزمات في المنطقة

المشاركون في القمة يسعون الى توحيد الصفوف والعمل على تخفيف التوتر مع ايران وانهاء حالة الفوضى في عدد من الساحات وفي مقدمتها الساحة اليمنية.
جولة ولي العهد السعودي الخليجية تاتي في اطار التهدئة
القمة الخليجية تطالب ايران بعدم التصعيد والجنوح الى السلم
الامارات فتحت الباب لتصفير المشاكل في المنطقة

الرياض - جنح المجتمعون في القمة الخليجية الثانية والأربعين التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض مساء الثلاثاء إلى تهدئة الأجواء وذلك تطبيقا لخيار بات القادة الخليجيون يفضلونه وهو تصفير الأزمات والمشاكل في المنطقة.
وتطلع المشاركون في القمة الى تخفيف التوتر مع ايران وانهاء حالة الفوضى في عدد من الساحات وفي مقدمتها الساحة اليمنية.
ولعل الجولة الخليجية التي قام بها ولي العد السعودي الامير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي كان لها وقع على القمة التي مرت بهدوء لكنها تناولت في المقابل العديد من الملفات الحارقة.
وسعى ولي العد السعودي الذي زار كل من قطر والامارات والبحرين وسلطة عمان والكويت الى تنسيق المواقف بشان العديد من الملفات في المنطقة وذلك لوضع رؤى مشتركة وتجاوز فترة من الانقسام.
وعملت الإمارات الحليف الاساسي للسعودية على  اتخاذ خطوة تهدف الى تصفير المشاكل مع قوى اقليمية في مقدمتها ايران وتركيا واعادة اللحمة الى الصف العربي والخليجي حيث فسرت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى العاصمة السورية دمشق ولقائه بالرئيس بشار الأسد في هذا الإطار.
ويبدو ان ابوظبي فتحت الباب امام الرياض لتحذو حذوها سواء في تخفيف حدة التوتر مع ايران واعادة تطبيع العلاقات مع انقرة بهدف انهاء الفوضى في منطقة الخليج والتي انعكست سلبا على شعوبها.
ويرى مراقبون ان الدول الخليجية لم تعد تثق بالشكل المطلوب في الحليف الاميركي وان هنالك توجها لدعم الشراكة الخليجية وتطبيع العلاقات مع قوى اقليمية.
وشدد البيان الختامي للقمة الخليجية على "حرص المجلس الأعلى (القادة) على قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف ووقوف دوله صفا واحدا في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس".
وجدد البيان التأكيد على المبادرة التي طرحها العاهل السعودي الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، في ديسمبر من العام 2011 والتي تقوم على الانتقال بدول الخليج من مرحلة التعاون إلى الاتحاد.
وافادت القمة إن المجلس الأعلى وجه "بالاستمرار في مواصلة الجهود للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد”، حيث تم تكليف "المجلس الوزاري ورئيس الهيئة المتخصصة باستكمال اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، ورفع ما يتم التوصل إليه إلى المجلس الأعلى في دورته القادمة" المقرر عقدها في سلطنة عمان.
ورغم التوجه الذي اتخذته القمة من حيث تعميم التهدئة في المنطقة لكن البيان الختامي اكد في المقابل رفضه للتدخلات الأجنبية في الدول العربية من أي جهة كانت، ورفضه لأي تهديد تتعرض له أي دولة عضو، مذكرا بأن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ وفقا لمبدأ الدفاع المشترك ومفهوم الأمن الجماعي، والنظام الأساسي لمجلس التعاون واتفاقية الدفاع المشترك.
وعبر البيان الختامي عن امل القادة الخليجيين بان يكون للإدارة الإيرانية الجديدة دور إيجابي في العمل على ما من شأنه تخفيف حدة التوتر وبناء الثقة بين مجلس التعاون وطهران، وفقاً لأسس سبق أن أقرها المجلس وتم إبلاغ الجانب الإيراني بها".
وأكد البيان "استعداد المجلس للتعاون والتعامل بشكل جدي وفعال مع الملف النووي الإيراني بما يسهم في تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة في إطار احترام السيادة وسياسات حسن الجوار".
وقال ان هجمات المتمردين الحوثيين المدعومة من إيران تجاه السعودية " تعتبر تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي والدولي".