القمع نهج أردوغان الوحيد للتعامل مع الأكراد

السلطات التركية تعتقل رئيس بلدية ينتمي إلى أكبر الأحزاب المؤيدة للأكراد بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية في إشارة الى حزب العمال الكردستاني.
دعم الارهاب التهمة الجاهزة للنظام التركي للتخلص من منافسيه السياسيين
حملة اردوغان لاضعاف حزب الشعوب الديموقراطي لازالت مستمرة

أنقرة - تواصل السلطات التركية استهدافها للمكون الكردي وذلك عبر التضييق عليهم واعتقال عدد من قادتهم وسياسييهم تزامنا مع العملية العسكرية التي تشنها انقرة ضد اكراد سوريا.
وفي هذا الاطار اعتقلت السلطات التركية الجمعة رئيس بلدية ينتمي إلى أكبر الأحزاب المؤيدة للأكراد بتهمة الانتماء "لمنظمة إرهابية" وفقا لوكالة الاناضول الرسمية للأنباء.
واعتقل عظيم يجان رئيس بلدية إيبيكيولو بمحافظة فان جنوب شرق تركيا، مع نائبته شهزاده كورت ووجهت له تهمة "الدعاية الإرهابية" والانتماء لحزب العمال الكردستاني المحظور.
والدعاية لحزب العمال الكردستاني المصنف ارهابيا في تركيا تهم جاهزة لاردوغان لتصفية حساباته السياسية مع الاكراد.
ويجان عضو في حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد، ثالث أكبر الأحزاب في تركيا.
وتشن الحكومة حملة تستهدف حزب الشعوب الديموقراطي منذ الأشهر القليلة الماضية، بشبهة الارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا داميا ضد أنقرة منذ 1984.
ومنذ بدء العملية التركية ضد اكراد سوريا في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول ألقت السلطات القبض على العشرات وعزلت رؤساء بلديات في تحقيقات بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في حين منعت الشرطة مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي بمن فيهم فارس أوغلاري من الإدلاء بتصريحات علنية.

قمع اكراد تركيا
تركيا تتعامل مع الملف الكردي بالعصا الامنية الغليظة

وأقيل ثلاثة رؤساء بلديات منتخبين من مناصبهم في آب/اغسطس بشبهة الارتباط بحزب العمال الكردستاني. وتم اعتقال ثلاثة رؤساء بلديات آخرين في تشرين الأول/أكتوبر بتهم مشابهة.
وحزب العمال الكردستاني هو الوحيد الذي انتقد العملية التركية ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا الشهر الماضي ووصفها ب"الغزو".
وتورط أردوغان منذ توليه السلطة في حملة ممنهجة لتصفية خصومه السياسيين بدعوى دعم المنظمات الارهابية وهي التهمة التي يتذرع بها في إقالة المسؤولين المحليين من معارضيه.
كما وظّف في السابق محاولة الانقلاب الفاشل في صيف 2016 للقيام بحملة تطهير واسعة شملت اعتقال وتسريح آلاف الموظفين والعسكريين والأمنيين والإعلاميين.
ويوظف الرئيس التركي حاليا اتفاقه مع واشنطن وكذلك مع الجانب الروسي لتعليق العملية العسكرية ضد أكراد سوريا، ليصفي حساباته مع خصومه في الداخل وبصفة خاصة مع المسؤولين المحليين الموالين للأكراد.
وأنهكت السياسات القمعية التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية منذ توليه السلطة، شريحة عريضة من المجتمع التركي وخاصة منها المعارضة، حيث تضررت أكثر أحزاب المعارضة من هذه السياسات، ما دفع بها إلى حالة كبيرة من الشعور باليأس أمام حزب حاكم لا يقبل المنافسة السياسية بأي شكل من الأشكال.
وارتفعت في تركيا مؤخرا معدلات القمع واستفحل فيها الظلم، فاُلجم فيها الإعلام واُعتقل فيها الصحفيون، وتراجعت نسبة الإقبال على الانتخابات البلدية التي أجريت في مارس/آذار الماضي بحسب استطلاعات للرأي الذي أن معظمهم من أنصار حزب الشعب الجمهوري أبرز الأحزاب المعارضة، لأن حزب أردوغان انتهج سياسة قمعية أجبرتهم عن العزوف عن التصويت.
وعمق التوغل التركي الذي يستهدف الفصيل الكردي السوري وحدات حماية الشعب الإحساس بالاغتراب بين الناس في جنوب شرق تركيا الذي يغلب الأكراد على سكانه.