القنب مفتاحا للغز الوفيات الغامضة لمدخني السجائر الإلكترونية

السلطات الصحية الأميركية تؤكد ان عبوات سجائر غير تقليدية تحوي القنب ترتبط بـ 77 بالمئة من إصابات رئوية حصدت الى الآن حياة 12 مدخنا.
ضحايا أغلبهم من الشباب ينقلون إلى الطوارئ مع ضيق في التنفس
رواسب زيوت مشبعة على الخلايا المناعية قد تكون وراء المرض الغامض
من بين النظريات المطروحة أن المواد الكيماوية في السجائر ربما تضعف المناعة
عدد من الولايات والمدن في الولايات المتحدة تنوي حظر السجائر الإلكترونية

واشنطن - أكدت السلطات الصحية الأميركية أن عبوات السجائر الإلكترونية التي تحوي القنب تلعب دورا في الأمراض الرئوية التي أصيب بها حتى الآن 805 أشخاص وتوفي 12 منهم، مع ذكر ماركة يشتبه في مسؤوليتها عن ذلك.

فقد قال 77 % من 514 مريضا ملأوا استمارة الأسئلة إنهم استخدموا منتجات تحوي "تي اتش سي" اي المادة المنشطة في القنب على ما قالت آن شوشات من مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي". وذكر 16 بالمئة أنهم اكتفوا بتدخين منتجات تحوي النيكوتين.

وهذه المرة الأولى التي توفر فيها مراكز "سي دي سي" هذه الأرقام مع أنها كشفت في السابق ان "تي اتش سي" استخدمت في حالات كثيرة. وأتى الإعلان في وقت يزداد فيه عدد الولايات والمدن في الولايات المتحدة التي تنوي حظر السجائر الإلكترونية. وستمنع السجائر الإلكترونية المنكّهة في الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة.

وفي ولايتي إيلينوي وويسكنسن من حيث انطلقت الأزمة في تموز/يوليو، قال 66 % من المرضى إن ماركة العبوات التي استخدموها هي "دانك فايبس". وسبق أن ورد ذكر الماركة نفسها في ولاية نيويورك مطلع أيلول/سبتمبر.

وذكر المرضى في غالبية الحالات أنهم اشتروا العبوات المعبأة والموضبة من أصدقاء أو تجار في الشارع.

السجائر الالكترونية
أكثر من 800 مصاب الى الآن بلا أجابات شافية

ويتم شراء هذه العبوات في غالب الحالات من الشارع أو عبر الانترنت إذ أن القنب غير مشروع في جزء من الولايات المتحدة.

وتخلط "تي اتش سي" مع مواد أخرى مثل المذيبات والنكهات للتمكن من تسخينها وتنشقها من خلال السيجارة الإلكترونية. ويحاول التحقيق معرفة أي من هذه المواد المضافة يسبب الأمراض الرئوية إلا أن التحاليل حتى الآن لم تتوصل إلى عامل مشترك.

وتطال الأمراض خصوصا الرجال والشباب الذين ينقلون إلى الطوارئ في كثير من الحالات مع ضيق في التنفس. وأوضحت آن شوتات أن نصفهم دون الثالثة والعشرين.

وأكدت "لا نعرف تحديدا ما الذي يصيب هؤلاء الأشخاص بالمرض".

ووجد الباحثون أن أحد الاحتمالات أن هذه رواسب زيوت مشبعة على الخلايا المناعية  نتاج استنشاق زيوت السجائر الإلكترونية مثل تلك التي تحتوي على مادة رباعي هيدروكانابينول "تي.إتش.سي"، وهو أحد مكونات الماريغوانا، أو خلات فيتامين ئي. ويُعتبر كلاهما من المواد المساهمة في الإصابة بالأمراض الراهنة.

ويعتقد بعض الباحثين أن الزيوت تتشكل داخل الرئتين كرد فعل طبيعي للجسم على الكيماويات الموجودة في الكثير من وسائل التدخين الإلكتروني.

ويقول الباحثون إن من بين النظريات المطروحة أن تدخين تلك المواد الكيماوية ربما يضعف الجهاز المناعي ويجعل مدخني السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.