القهوة تثبط احتمالات الاصابة بباركينسون بما يصل للنصف!
واشنطن – دعمت دراسة جديدة الاعتقاد بان القهوة تحمي الدماغ من الإصابة بمرض الشلل الرعاش (مرض باركنسون، لاحتوائها مركبات تقوي الجهاز العصبي.
وجد الفريق الدولي من الباحثين في الدراسة التي نشرت على دورية "Neurology" ان أن مستهلكي القهوة لديهم خطر أقل للإصابة بمرض باركنسون مقارنة بأولئك الذين لم يشربوا القهوة على الإطلاق.
وباركنسون اضطراب تدريجي للنظام العصبي، يؤثر في المقام الأول على حركة المرضى، وغالبا ما يبدأ بارتجاف في اليد أو تصلب في العضلات ويزداد سوءا مع مرور الوقت، ويؤدي بشكل عام إلى إبطاء أو تجميد الحركة أيضا، وفق موقع "مايو كلينك".
ويصيب المرض بين سبعة وعشرة ملايين شخص عالميا وفقا لـ"مؤسسة مرض باركنسون"، والرجال هم أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالنساء، وغالبا ما يصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما.
ويتميز مرض باركنسون في الدماغ بانخفاض "الدوبامين"، بسبب فقدان الخلايا العصبية فيما يسمى المادة السوداء، وفق موقع "ساينس أليرت".
وينتج "الدوبامين" عن طريق الخلايا العصبية في الدماغ، التي تُتلف بسبب مرض باركنسون، ما يسبب مشاكل في الحركة.
وأحد أهم التغيرات التي تطرأ عند الإصابة بمرض باركنسون هو تراكم نوع معين من البروتين التالف في الدماغ، ومن المعروف أن ذلك يؤدي إلى موت الخلايا، مما يؤدي بدوره إلى بداية ظهور أعراض هذا المرض.
وهذا البروتين يطلق عليه اسم "ألفا-ساينوكلين" الذي يتجمع مع مركبات أخرى لإنشاء ما تسمى بأجسام ليوي. ويمكن أن يتنقل بروتين "ألفا-سينوكلين" من خلية عصبية إلى أخرى، مما يسمح بانتشار العدوى إلى مناطق مختلفة من الدماغ، وفقا لتقرير للكاتب تيم نيومان في موقع "ميديكال نيوز توداي".
علاقة عكسية
وأظهرت الدراسة وجود "علاقة عكسية" بين استهلاك القهوة التي تحتوي على الكافيين وخطر الإصابة بمرض باركنسون.
والقهوة هي أكثر المشروبات ذات "التأثير النفساني" استهلاكا على نطاق واسع في العالم.
وهذه ليست الدراسة الأولى التي تجد صلة بين القهوة ومرض باركنسون، لكنها تذهب أبعد من الأبحاث السابقة في الطريقة التي تنظر بها إلى المؤشرات الحيوية لتناول الكافيين قبل سنوات من تشخيص مرض باركنسون.
وتبين أن ما يزيد عن 25 بالمئة من شاربي القهوة أقل عرضة بنسبة 40 بالمئة للإصابة بمرض باركنسون، مقارنة بأولئك الذين لم يشربوا القهوة على الإطلاق.
وبناء على أبحاث سابقة، يُعتقد أن الطريقة التي يحافظ بها الكافيين على تدفق الدوبامين في الدماغ قد تكون السبب وراء هذه التأثيرات.
وكشفت الدراسة عن وجود "علاقة عكسية" بين "الكافيين والباراكسانثين والثيوفيلين" والإصابة بمرض باركنسون.
وبالنظر إلى الطريقة التي يضرب بها الكافيين الخلايا العصبية لدينا، ربما ليس من المستغرب أن يبدو أن هناك علاقة مع الأمراض التنكسية العصبية.
والكشف عن التأثير البيولوجي للكافيين على مرض باركنسون لا يحمل آثارا مهمة على الصحة العامة فحسب، بل يعزز أيضا فهم مسببات مرض باركنسون ويعزز استراتيجيات الوقاية المحتملة، وفق الدراسة.
وحاليا لا يوجد علاج لمرض باركنسون، في حين أن العلاجات الحديثة يمكن أن تساعد في الحد من الأعراض فقط. ولم يستطع الأطباء إلى الآن تحديد السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بهذا المرض دون غيرهم.
وكانت دراسة صدرت في العام 2023 وجدت أن بقايا القهوة (التفل)، يمكن استخدامها في علاج جديد لمرض ألزهايمر ومرض باركنسون.
وأظهر الباحثون أن النقاط الكربونية المستندة إلى حمض الكافيين (CACQDs)، والتي يمكن استخلاصها من القهوة المطحونة، تتمتع بالقدرة على حماية خلايا الدماغ من الضرر الناجم عن العديد من الأمراض التنكسية العصبية، إذا كانت الحالة ناجمة عن عوامل، مثل السمنة والعمر والتعرض للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية البيئية السامة الأخرى.