القهوة تدعم المسنين في حربهم ضد الشلل الرعاش

مركبات طبيعية في المشروب العالمي تتحد مع الكافيين للحد من خطر الإصابة بالباركنسون أو إبطاء ووقف تطوره.

لندن - تكشف دراسة أميركية جديدة عن علاقة قوية بين تناول القهوة والحد من خطر الإصابة بمرض الباركنسون أو الشلل الرعاش.
قال علماء من الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، إن استهلاك المشروب الغني بمادة الكافيين يساعد في تجنب الإصابة بالمرض العصبي حتى عند الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة به.
وباركنسون، أحد الأمراض العصبية، التي تصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وتؤدي إلى مجموعة من الأعراض أبرزها الرعاش، وبطء في الحركة، بالإضافة إلى التصلب أو التخشب الذي ينتج عنه فقدان الاتزان والسقوط. 
شملت الدراسة 188 شخصا يعانون من مرض باركنسون و180 أصحاء. وكان في كل مجموعة أفراد لديهم طفرة في الجين الذي ترتبط التغيرات فيه بتطور المرض. وقد قارن الباحثون نسبة الكافيين في دم جميع المشتركين في الدراسة، وكذلك المواد التي ينتجها الجسم وكميتها نتيجة امتصاصه، وفقا لموقع "روسيا اليوم".
وخلصت النتيجة إلى أن مستوى الكافيين في دم الذين يعانون من مرض باركنسون، كان أقل بنسبة 76% مقارنة بالأصحاء. وأن المرضى الذين لديهم نسخة طبيعية من الجين المرتبط بتطور باركنسون كان هذا المستوى أقل بنسبة 31%. وأن الأشخاص الذين لديهم تغيرات في هذا الجين يتناولون أقل من نصف كمية القهوة التي يتناولها الأصحاء في اليوم.

حبوب البن تحتوي على أكثر من ألف مركب طبيعي غير الكافيين لا نعرف الكثير عن تأثيراتها العلاجية

وهذه الدراسة ليست الأولى في هذا المجال فقد سبقتها مراجعة علمية أميركية تفيد بأن القهوة تحتوي على مركب طبيعي قد يتحد مع الكافيين (الموجود أيضا في القهوة) لمحاربة داء باركنسون.
وأوضح الباحثون أن أبحاثا سابقة أظهرت أن شرب القهوة قد يقلل من خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش، وكان يُنسب للكافيين التأثير الأكبر في ذلك، إلا أن حبوب البن تحتوي على أكثر من ألف مركب طبيعي آخر لا نعرف الكثير عن تأثيراتها العلاجية.
وفي الدراسة الجديدة، ركز الباحثون على ما يسمى بمشتق الأحماض الدهنية للناقل العصبي "السيروتونين" الموجود في القهوة.
ووجد الباحثون أن المركبين كل على حدة كانا فعالين، لكن زادت فاعليتهما حينما أعطيا معًا، حيث تعزز نشاط المحفز الذي يساعد على منع تراكم البروتينات الضارة في الدماغ، وهذا يشير إلى أن الجمع بين مشتق الأحماض الدهنية للناقل العصبي "السيروتونين" والكافيين قد يكون قادرًا على إبطاء أو وقف تطور هذا المرض.
وفي بحث آخر اكتشف علماء أن هناك مركبات طبيعية تتواجد في القهوة نتيجة عملية تحميص حبوب البن تسمى "فينيليندانيس"  لتعطيها طعم المرارة الحاد، وهذه المركبات موجود في القهوة بجميع أنواعها بما فيها منزوعة الكافيين، تسهم في الحد من تراكم بروتينات 'أميلويد بيتا' و'تاو' في الدماغ تسبب فقدان الذاكرة ومشاكل في الإدراك.