القوات الإسرائيلية تقتل قياديا في الجهاد الإسلامي بالضفة
الضفة الغربية - قتلت القوات الإسرائيلية قياديا في حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران في الضفة الغربية المحتلة وأربعة مسلحين آخرين اليوم الخميس في معركة بالأسلحة النارية خلال واحد من أكبر الهجمات منذ أشهر في الضفة التي تحتلها إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل محمد جابر، المعروف باسم "أبو شجاع"، قائد شبكة مقاتلين في مخيم نور شمس المجاور للمدينة خلال "تبادل كبير لإطلاق النار" في محيط مسجد في مدينة طولكرم قُتل خلاله أيضا أربعة مسلحين فلسطينيين آخرين.
وأكد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في المدينة (سرايا القدس - كتيبة طولكرم) مقتل أبوشجاع، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للقتلى من الفلسطينيين خلال اليومين المنصرمين إلى 17 قتيلا. وذكرت الكتيبة أنها هاجمت قوات إسرائيلية بالقرب من مسجد أبو عبيدة.
وبدأت العملية في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء بمداهمات شارك فيها مئات الجنود الإسرائيليين وبدعم من طائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة وناقلات جند مدرعة لمدينتي طولكرم وجنين ومناطق في غور الأردن.
وأفاد شاهد بأن شبكة الاتصالات التابعة لشركة (جوال) انقطعت بالكامل، وهي واحدة من شركتي الاتصالات الرئيسيتين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي جنين، سارت الجرافات اليوم الخميس في الشوارع الخالية بينما دوت أصوات الطائرات المسيرة في السماء.
وواصلت القوات الإسرائيلية تفتيش سيارات الإسعاف في شوارع جنين التي خلت من المارة وأمام المستشفى الرئيسي في المدينة، وأغلق الجيش الإسرائيلي أمس الطرق المؤدية إلى المستشفى لمنع المقاتلين من الاحتماء به.
وقال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إن تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية كبيرة النطاق "مقلق بشدة" ودعا إلى وقفها على الفور.
وقال داني دانون السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة ردا على غوتيريش إن العمليات لها هدف واضح وهو "تجنب الإرهاب الإيراني بالوكالة الذي سيضر بالمدنيين الإسرائيليين".
وتصاعدت الاشتباكات في الضفة الغربية منذ بدأت حرب إسرائيل مع مقاتلي حركة حماس في قطاع غزة قبل نحو 11 شهرا.
وتشير إحصاءات فلسطينية إلى مقتل ما يزيد على 660 شخصا من المقاتلين والمدنيين، وقُتل بعضهم على يد مستوطنين يهود ينفذون هجمات متكررة على بلدات فلسطينية في الضفة الغربية.
وتتهم إسرائيل إيران بتقديم الأسلحة والدعم للجماعات المسلحة في الضفة الغربية وتكثف العمليات هناك.
وفي إشارة إلى أحدث هجوم في الضفة الغربية قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة إكس "هذه حرب بكل معنى الكلمة، ويتعين أن ننتصر فيها".
واتهم طهران بالعمل على زعزعة استقرار الأردن وإنشاء جبهة شرقية مناهضة لإسرائيل مثلما فعلت في غزة وفي لبنان حيث تتبادل إسرائيل إطلاق النار بشكل يومي تقريبا مع جماعة حزب الله المدعومة مع إيران.
وقال كاتس إن إسرائيل ستضطر، من أجل التصدي للتهديد المتمثل في جبهة شرقية، لاستخدام "كل الوسائل اللازمة بما فيها، في حالات القتال العنيف، السماح بإخلاء السكان مؤقتا من بلدة إلى أخرى لمنع تعرض المدنيين للضرر".
وفي قطاع غزة، أدت أوامر الإخلاء إلى نزوح ما يقرب من 2.3 مليون شخص من سكان القطاع عدة مرات، مما تسبب في انتشار الجوع والمرض على نحو مهلك.
وقالت منظمة العفو الدولية إن تكثيف العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية قد يسفر على الأرجح عن زيادة في النزوح القسري وتدمير البنية التحتية الحيوية وتدابير "العقاب الجماعي" التي كانت الركائز الأساسية لما أسمته "نظام الفصل العنصري" في إسرائيل.
وتنفي إسرائيل ممارسة أي نوع من العقاب الجماعي أو الفصل العنصري في الضفة الغربية، قائلة إنها لا تريد إلا إلحاق الهزيمة بالمسلحين الفلسطينيين الذين يهددون أمنها.
وبدأت الجولة الأحدث من العنف الإسرائيلي الفلسطيني في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بعد أن اقتحم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل من غزة في هجوم تذكر إحصاءات إسرائيلية أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن حملة إسرائيل على غزة منذ ذلك الحين أسفرت عن مقتل أكثر من 40500 شخص وتدمير مساحات واسعة من القطاع.