القوات التركية تتعرض لثاني أعنف هجوم شمال العراق خلال أسبوعين

مقتل تسعة جنود أتراك وإصابة آخرين في هجوم لحزب العمال الكردستاني على قاعدة عسكرية تركية في شمال العراق بعد هجوم اودى بحياة 12 جندا تركيا نهاية شهر ديسمبر.
هجوم حزب العمال الكردستاني يثبت فشل الاستراتيجية العسكرية التركية في شمال العراق
تركيا تعلن تحييد 20 عضوا بحزب العمال الكردستاني شمال العراق

انقرة - أعلنت وزارة الدفاع التركية مساء الجمعة مقتل تسعة جنود أتراك وإصابة 4 آخرين في هجوم على قاعدة عسكرية تركية في شمال العراق في ثاني أعنف هجوم خلال أسبوعين.
وقالت الوزارة إن تسعة جنود قتلوا خلال اشتباك مع "إرهابيين" أعقب "محاولة تسلل" لمنطقة القاعدة العسكرية التركية.
وتقع القاعدة العسكرية التركية قرب متينا في أقصى شمال العراق، وتعرضت لهجوم من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"، وفق قناة "إن تي في" التركية الخاصة. وردا على الهجوم، أعلنت السلطات التركية عن عملية عسكرية لا تزال جارية في المنطقة.
يأتي ذلك بعد مقتل 12 جنديا تركيا في أواخر كانون الأول/ديسمبر في هجومين منفصلين على قاعدتين عسكريتين تركيتين في شمال العراق.

وبعد الهجوم قالت وزارة الدفاع التركية السبت إن أنقرة نفذت ضربات جوية في شمال العراق مما أدى إلى "تحييد" 20 عضوا في حزب العمال الكردستاني وتدمير 29 هدفا.
وأفادت الوزارة في بيان على منصة إكس بأن الغارات الجوية قصفت أهدافا في مناطق هاكورك ومتينا وغارا وقنديل شمال العراق. وأضافت أن الأهداف شملت كهوفا ومخابئ وملاجئ ومنشآت نفطية. وذكرت أيضا أن العمليات "حيدت" 20 مسلحا في المنطقة. وتستخدم أنقرة عادة كلمة "تحييد" للإشارة إلى القتل.

ويشن الجيش التركي بانتظام عمليات عسكرية برية وجوية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ومواقعهم في شمال العراق، في إقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي وفي منطقة سنجار الجبلية.
وأقامت تركيا على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية عشرات القواعد العسكرية في كردستان العراق لمحاربة التنظيم الذي لديه أيضا قواعد خلفية في الإقليم.
وأعلن حزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعا مسلحا ضد السلطات التركية منذ عام 1984، مسؤوليته عن هجوم استهدف في تشرين الأول/أكتوبر مقر وزارة الداخلية في أنقرة وأدى إلى إصابة شرطيين.
وتشكو بغداد من انتهاك تركا لسيادة العراق تطالب أنقرة الجانب العراقي بكبح متمردي حزب العمال الكردستاني وبايجاد حل لهذه المعضلة.
وتجادل تركيا في تبرير غاراتها وقصفها المدفعي لمناطق عراقية بأنها تدافع عن أمنها القومي. وسبق للرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن هدد مرارا بأن تتولى بلاده زمام الأمور ما لم تتحرك بغداد للجم المتمردين الأكراد مستحضرا عبارات يكررها في كل مرة وهي "قد نأتيهم ذات ليلة".
وتصعد القوات التركية من هجماتها في جبال كردستان رغم فشل عمليات سابقة متتالية في الحد من خطر المتمردين الأكراد رغم تأكيد الجيش التركي القضاء على العديد من قيادات حزب العمال الكردستاني.
وتستخدم القوات التركية الطائرات المسيرة لاستهداف قيادات كردية مناوئة لأنقرة لكن ذلك لم يؤثر على قوة المتمردين الأكراد، فيما يكشف حجم الخسائر في صفوف القوات التركية أن حزب العمال الكردستاني لا يزال يتمتع بقدرات عالية على إلحاق خسائر بأنقرة في شمال العراق وفي شمال سوريا.
وقد دعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مرارا لتعزيز التعاون الأمني مع تركيا من خلال تأمين الحدود عبر عقد اتفاقية أمنية شبيهة بالاتفاقية مع إيران لكن ذلك لا يزال بعيد المنال وفق مراقبين.
ونجحت إيران في عقد اتفاقية أمنية مع العراق لإبعاد المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة من الحدود وإنهاء المظاهر المسلحة في الشريط الحدودي بعد أن تعرضت تلك المناطق لهجمات صاروخية شنها الحرس الثوري الإيراني.