القوات السورية تفشل في اقتحام درعا

مدير المرصد السوري يعتبر أن النظام السوري انكسر بشكل كبير في محافظة درعا، مشيرا إلى أن المسلحين المحليين تمكنوا من طرد القوات السورية من عدة قرى وبلدات.
مسلحي المعارضة يأسرون 40 من عناصر الجيش السوري
دمشق تطلق عملية عسكرية للسيطرة على مهد انتفاضة 2011
الاشتباكات بين القوات السورية والمعارضة تأتي رغم اتفاق مصالحة برعاية روسية

بيروت - أخفقت عملية عسكرية لقوات النظام السوري اليوم الخميس في اقتحام درعا، فيما قُتل 25 شخصا على الأقل بينهم مدنيون ومسلحون من فصائل معارضة وعناصر من الجيش السوري خلال اشتباكات عنيفة اندلعت الخميس في المحافظة الواقعة بجنوب سوريا التي كانت مهد الاحتجاجات المناهضة للنظام.

واندلعت مواجهات مسلحة بين قوات الجيش السوري ومسلحين محليين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس، فيما تعتبر هذه المواجهات "الأعنف" منذ ثلاث سنوات. كما ذكر المرصد أنه تم أسر 40 من القوات السورية.

وتعتبر درعا مهد الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت قبل عشرة أعوام ضد النظام. ورغم توقيع الفصائل المعارضة فيها اتفاق تسوية مع دمشق، برعاية روسية، إثر عملية عسكرية في العام 2018، إلا أنها تشهد بين الحين والآخر فوضى واغتيالات وهجمات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "النظام السوري انكسر بشكل كبير في محافظة درعا"، مضيفا "المسلحون المحليون تمكنوا من طرد قوات النظام من عدة قرى وبلدات.. استشهد ما لا يقل عن6 مدنيين بينهم أطفال في قصف قوات النظام على اليادودة ودرعا البلد.. كما قتل 5 مقاتلين محليين على يد قوات النظام".

وتابع "جرى طرد النظام من 11 بلدة ومنطقة بمحافظة درعا والسيطرة على نحو 20 حاجز وأسر أكثر 40 عنصرا من قوات النظام وقتل 8 من عناصر النظام"، مضيفا أن "النظام كان يعيش وهم السيطرة على محافظة درعا وما جرى ويجري اليوم ردا على حصار درعا البلد من قبل قوات النظام في محاولة لاقتحامها".

وأفاد المرصد بأن معارك عنيفة اندلعت بين قوات النظام والمجموعات الموالية لها من جهة ومقاتلين محليين من جهة ثانية منذ ساعات الصباح الباكر في مناطق متفرقة في المحافظة، بينها مدينة درعا.

وتسبّبت الاشتباكات التي وصفها المرصد بـ"حرب حقيقية"، بمقتل ثمانية عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مقابل خمسة من مقاتلي الفصائل المسلحة. كما قتل ثلاثة مدنيين بنيران قوات النظام، بينهم امرأة مع طفلها، وفق المرصد.

وبدأ التصعيد مع قصف قوات النظام درعا البلد، معقل فصائل المعارضة سابقا بالصواريخ وقذائف الهاون تمهيدا لاقتحامها بريا. ورد مقاتلو الفصائل باستهداف حواجز ونقاط تابعة للقوات السورية في ريفي درعا الشرقي والغربي. وتمكنوا من أسر أكثر من "40 عنصرا من قوات النظام".

ودرعا المحافظة الوحيدة التي لم يخرج منها كل مقاتلي المعارضة بعد استعادة النظام السيطرة عليها عام 2018.

ووضع اتفاق تسوية رعته موسكو حدا للعمليات العسكرية بين قوات النظام والفصائل المعارضة. ونصّ على أن تسلم الفصائل سلاحها الثقيل، لكن عددا كبيرا من عناصرها بقوا في مناطقهم على عكس ما حصل في مناطق أخرى استعادها النظام واحتفظوا بأسلحة خفيفة، فيما لم تنتشر قوات النظام في كافة أنحاء المحافظة.

وتشهد المنطقة بين الحين والآخر توترات واشتباكات. وكان المرصد أحصى في مارس/اذار مقتل 21 عنصرا على الأقل، من عناصر الفرقة الرابعة والمخابرات، في كمين نصبه مقاتلون مسلحون في ريف درعا الغربي.

وخلال الأسابيع الماضية، أفادت وسائل إعلام سورية محلية عن حشد عسكري لقوات النظام عند أطراف المدينة، تزامن مع عقد عدة اجتماعات بين ممثلين عن المجموعات المقاتلة والحكومة السورية.

وأوردت صحيفة الوطن المقربة من دمشق على موقعها الالكتروني الخميس أن الجيش بدأ "عملية عسكرية ضد البؤر التي يتحصن فيها إرهابيون أفشلوا اتفاق المصالحة في منطقة درعا البلد".

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية 'سانا' من جهتها أن "مجموعات إرهابية استهدفت أحياء مدينة درعا بقذائف الهاون وسقوط إحداها على المشفى الوطني" ما تسبب بأضرار مادية.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.