القوة المفرطة لن تسكت أفواه المحتجين في السودان

قوات الأمن السودانية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات المتظاهرين في مدينة أم درمان.
منظمة العفو الدولية تتهم قوات الأمن في المدينة بتعقب متظاهرين مصابين داخل مستشفى

الخرطوم - قال شاهد إن قوات الأمن السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات المتظاهرين في مدينة أم درمان الخميس في أحدث احتجاجات مناهضة للحكومة بدأت قبل أسابيع جراء مصاعب اقتصادية وأزمة سياسية.

في الوقت نفسه اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن في المدينة بتعقب متظاهرين مصابين داخل مستشفى بعد احتجاجات الأربعاء قتل فيها ثلاثة أشخاص. ونقل بعض الأشخاص الذين أصيبوا في الاحتجاجات إلى المستشفى للعلاج. وقالت السلطات إنها تحقق في الاحتجاجات التي جرت الأربعاء.

وتمثل المظاهرات أكبر تحد للرئيس عمر البشير، وهو قائد سابق في الجيش أطاح بالحكومة المنتخبة عام 1989، لكنه فاز منذ ذلك الحين في انتخابات متعاقبة وصفها معارضوه بأنها لم تكن حرة ولا نزيهة.

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد من قتلوا في السودان منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر كانون الأول ارتفع لما يقل عن 22 بينهم اثنان من أفراد الأمن. وأصيب مئات الأشخاص إضافة إلى اعتقال مئات آخرين.

وفي أم درمان سد متظاهرون الخميس شارع الأربعين قبل أن تهاجمهم قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع مما أجبر كثيرين على التفرق والهرب إلى الشوارع الجانبية. ولم ترد تقارير حتى الآن عن سقوط ضحايا.

وينظم المحتجون مظاهرات شبه يومية منذ أسابيع للتعبير عن غضبهم من نقص الخبز والعملة الأجنبية. وتأتي تلك الاضطرابات بينما يمضي الحزب الحاكم قدما في خطط لتعديل الدستور بما يسمح للبشير بالبقاء في السلطة لما بعد فترته الحالية التي تنتهي في 2020.

وقالت وكالة الأنباء السودانية (سونا) إن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاجات "غير مشروعة" في أم درمان.

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن في المدينة فتحت النار الأربعاء على المتظاهرين مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وأضافت المنظمة أن ثمانية أشخاص نقلوا إلى المستشفى مصابين بطلقات في الرأس والصدر والبطن والأرجل.

وقال بيان للمنظمة "فتح أفراد قوات الأمن النار في ساحة المستشفى ثم دخلوا أقسام الطوارئ والعلاج بمستشفى أم درمان وهاجموا المرضى والأطباء... لابد من إجراء تحقيق عاجل في الهجوم المروع ومحاسبة كل الضباط الضالعين فيه".

ولم يتسن حتى الآن الاتصال بمسؤولين سودانيين للتعليق على التقرير. لكن متحدثا من الحزب الحاكم الذي يتزعمه البشير قال إن حاكم الخرطوم شكل لجنة تقصي حقائق للتحقيق فيما حدث بمستشفى أم درمان مساء الأربعاء التاسع من يناير.

وانزلق السودان إلى أزمة اقتصادية منذ استقل الجنوب آخذا معه جزءا كبيرا من موارد البلاد النفطية. وتفاقمت الأزمة منذ العام الماضي عندما شهدت البلاد احتجاجات وجيزة على نقص الخبز.

ورفعت الولايات المتحدة عقوبات تجارية كانت مفروضة منذ 20 عاما على السودان في أكتوبر تشرين الأول 2017. لكن الكثير من المستثمرين يتجنبون البلد الذي لا يزال مدرجا على قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب.