القوة في شعب حر ومرفه

هل ثار الإيرانيون على الشاه لكي يصرفون الاموال على تطوير الصواريخ والتدخل في بلدان أخرى؟

عندما يٶكد القادة والمسٶولون الايرانيون بأنهم متمسكون وماضون قدما بمواقفهم ضد الضغوطات والمواقف الاميركية والاوروبية، وإنهم لن يتخلوا عن تطوير الصواريخ الباليستية ولا عن برنامجهم النووي ولا عن تدخلاتهم في بلدان المنطقة وهم يريدون من خلال ذلك الإيحاء بمدى قوتهم وقدرتهم أمام خصومهم، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، فهكذا مواقف معلنة تعني وبمنتهى الوضوح من إن الممارسات القمعية ومظاهر الفقر والحرمان والجوع ليس ستستمر بل وستتفاقم أكثر.

قوة أي نظام سياسي في العالم لا تكمن في أسلحته ولا في صواريخه ولا حتى في سجونه المكتظة بالمعتقلين بل إنها تكمن في حرية الشعب وسعادته ورفاهيته، وهو ما لا يمكن أن يحدث إلا في نظام يعتمد على إقتصاد سليم وعلى نظام ديمقراطي يٶمن بالحرية والتعددية. ولكن الذي يبدو واضحا للعيان هو إن الحالة الايرانية على العكس من ذلك تماما، فهناك قمع مستمر دونما إنقطاع وهناك إرتفاع مضطرد في نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر بل وإنه كل ما مر عام أضيفت ملايين جديدة حتى إن الاوساط السياسية الرسمية في إيران تتحدث عن إختفاء الطبقة الوسطى من جراء الاوضاع الاقتصادية السيئة جدا في إيران.

في الذكرى الاربعين للثورة الايرانية، لا ترى أبناء الشعب الايراني يقفون مبتسمين أمام الكاميرات وهم يسعون للإدلاء بتصريحات تعبر عن فرحتهم وسعادتهم، بل ترى وجوها مكفهرة وساخطة على كل شئ وترى في أفضل الاحوال طوابيرا واقفة في صفوف طويلة منذ الساعات الاولى للصباح لكي تحصل على شيء من السلع المدعومة ويعود الكثير منهم بخفي حنين. الكثير من أبناء الشعب الايراني حتى وإن لم ينطق ببنت شفة ولكن لسان حاله يقول: هل قمنا بالثورة من أجل هذه الاوضاع البائسة؟ بل وإن هناك العديد من الايرانيين الذين يعبرون عن مواقفهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي قائلين بتهكم: هل ثرنا لكي نصرف الاموال على تطوير الصواريخ والتدخل في بلدان أخرى؟

إنه سجن كبير معظم السجناء يعانون من الجوع والحرمان! هذا هو أفضل وصف يمكن إطلاقه على إيران في ظل الحكم الديني السائد منذ 4 عقود. معظم الذين خرجوا من إيران هربا من جور هذا النظام، فإنهم يتحدثون وكأنهم خرجوا من الجحيم وصاروا يتنفسون الحرية ويرون حياة طبيعية.

هل سيستمر الحال بإيران أعواما أخرى على هذا المنوال؟ هل سيبقى رجال الدين المتشددون متحكمين في رقاب الشعب الايراني ويحددون مصيره ومستقبل أجياله؟ هذا ما سيتم توضيحه قبل أن ينتهي العام 2019، والذي يراه معظم القادة الايرانيون على إنه عام شٶم!