القيروان تنهض من كبوة كورونا على وقع المولد النبوي

رغم المخاوف من تأثير التداعيات النفسية والاجتماعية والاقتصادية للجائحة على عدد المشاركين في المهرجان، توافد آلاف الزوار إلى المدينة المحتضنة لاقدم جوامع منطقة شمال إفريقيا ينهي كل الهواجس.

القيروان (تونس) -  تجمع آلاف التونسيين تجمعوا في محيط جامع "عقبة بن نافع" بمدينة القيروان وسط البلاد، مساء الأحد، لإحياء احتفالية ذكرى المولد النبوي، التي غابت العام الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا.
وأقرت اللجنة العلمية التابعة لوزارة الصحة التونسية إقامة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في القيروان بناء على تحسن المؤشرات الوبائية، وذلك بعد منعه العام 2020 جراء الانتشار الكبير للفيروس في المدينة.
وشهدت المدينة في منصف العام موجة وبائية غير مسبوقة افضت الى تحولها الى بؤرة وغلق حدودها مع تصاعد قياسي لعدد الوفيات دفع بالمسؤولين المحليين الى اطلاق نداء استغاثة.

وفي أجواء احتفالية مبهجة تجمهر المشاركون في الاحتفالية الدينية حول عرض للأضواء تم بثه على مئذنة جامع "عقبة بن نافع" التاريخية التي تعد من أقدم المآذن في البلاد.
وعبر حزمة الإضاءة تم عرض لوحات تدعو للفرح والسلام والمحبة، خطفت أنظار وقلوب المشاهدين.
فرحة وتعاف
ورغم المخاوف من تأثير التداعيات النفسية والاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا على عدد المشاركين في المهرجان، إلا أن توافد آلاف الزوار إلى القيروان منذ الجمعة لحضور الاحتفال أنهى كل هذه المخاوف.
أجواء الفرحة باحتفالات المولد التي شهدتها القيروان بمعالمها ومنتجاتها التقليدية وأزقتها ورائحتها العتيقة وروحها الصوفية، كانت مزيجا من الفرحة بالتعافي من كورونا والاحتفال بذكرى الرسول الأكرم محمد.
وتنوعت عروض مهرجان المولد بين الثقافية والأناشيد الصوفية والمديح النبوي، في عدد من المعالم التاريخية مثل مقام أبي زمعة البلوي، أحد صحابة الرسول محمد، وبطحاء الجرابة بالمدينة العتيقة، إضافة إلى الساحات المحاذية لجامع عقبة، وفي ساحة الشهداء المعروفة بساحة "باب الجلادين".
 

كما تضمن برنامج الاحتفالية مسابقات تراثية لصنع الحلويات والعصائد والخبز المنزلي، وأيضا مسابقات معلوماتية حول السيرة النبوية، وأخرى في تجويد القرآن الكريم.
وحضرت عديد الفرق الصوفية والجمعيات الدينية إلى القيروان كذلك ونظمت تظاهرات ثقافية وأبرزها "الخرجة الصفاقسية"، وهي فرقة إنشاد صوفي يشارك فيها حوالي 150 منشدا قامت بجولة وسط المدينة العتيقة بحضور عدد كبير من الجمهور المحتفل.
انتعاش اقتصادي
توافد الزوار على القيروان من جميع أنحاء البلاد، حمل معه الأمل وأيضا بعض الخير المادي لفائدة تجار المنتجات التقليدية، حسب تأكيد حرفيين للأناضول.
وقال محمد الشابي، وهو أحد تجار المشغولات النحاسية في القيروان إن "احتفال المولد أنعش الإقبال على منتجاتنا في هذه الأيام بعد انقطاع لفترة طويلة بسبب تداعيات كورونا".
وأضاف الشابي "هذه الحرفة متواصلة بفضل حرص الأبناء وأيضا بفضل انتعاشها خلال المواسم الدينية".
كما يجد آلاف التجار والباعة بالمدينة في هذه الأيام، مورد رزق موسمي فتنتشر نقاط بيع لسلع متعددة منها الملابس القديمة والتحف والمصنوعات التقليدية والملابس، وتنشط محلات المرطبات والأكلات التقليدية.
"احتفالية المولد" رافقتها بعض الإجراءات الصحية وخيمات التقصي ضد فيروس كورونا والتلقيح والتوعية، وتم توزيع 7 آلاف كمامة وعلبة معقم، كما تم تلقيح مئات المواطنين وكشف بعض الإصابات.
ووفق بيانات وزارة الصحة التونسية، فقد بلغ إجمالي المصابين بالفيروس في البلاد، حتى 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري،710 آلاف و906، منها 25 ألفا و98 وفاة، و684 ألفا و403 حالات شفاء.