
الكاظمي يسعى إلى نقطة توازن بين السعودية وايران
بغداد - يزور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السعودية وإيران على التوالي الأسبوع المقبل، في محاولة لتحقيق توازن في العلاقات مع الغريمين الإقليميين خلال أول رحلة خارجية له منذ استلام منصبه، بحسب ما أكد مسؤول حكومي.
وغالباً ما وجدت بغداد نفسها عالقة في شد حبال بين الرياض وطهران، وحتى واشنطن، التي من المقرر أن يزورها الكاظمي أيضاً في وقت لاحق من الشهر الحالي.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن رئيس الوزراء العراقي سيستقبل الأحد في بغداد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قبل أن يتوجه في اليوم التالي إلى السعودية على رأس وفد يضم وزراء النفط والكهرباء والتخطيط والمالية.
ومن المفترض أن يلتقي الكاظمي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تجمعه به علاقة وثيقة.
وكان العراق اقترح على السعودية مطلع الشهر الجاري حزمة من فرص التنمية التي تركز على الطاقة، لذا من المتوقع أن تركز المحادثات بين الطرفين على تمويل تلك المقترحات ومشاريع البنية التحتية الأخرى، إلى جانب إعادة فتح معبر عرعر الحدودي بين البلدين.

ويعاني العراق أزمة في الطاقة الكهربائية منذ عقود اذ ينتج البلد نحو 13 غيغاوات بينما يحتاج البلد إلى أكثر من 23 غيغاوات لتلبية احتياجات السكان والمؤسسات دون انقطاع.
ويستورد العراق جزءا كبيرا من احتياجاته الكهربائية من ايران التي تخضع لعقوبات اميركية. ومنحت واشنطن العراق استثناء من العقوبات ومددته اكثر من مرة.
ومن المقرر أن يسافر الوفد مباشرة إلى طهران مساء الثلاثاء، حيث سيلتقي الكاظمي المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي.
وتولى الكاظمي منصب رئيس الوزراء في أيار/مايو بعد أن شغل منصب رئيس جهاز المخابرات لنحو أربع سنوات، ما ساعده على تكوين علاقات متنوعة.
وإضافة إلى صداقته مع ولي العهد السعودي، للكاظمي علاقات جيدة أيضاً مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية ودوائر حكومية في الدولة، ما قد يجعل منه بحسب مراقبين، وسيطاً بين الخصمين الإقليميين.
والكاظمي محبوب في واشنطن أيضاً التي سيزورها قريباً لمتابعة الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة. وستكون هذه المرة الأولى التي يزور فيها رئيس وزراء عراقي البيت الأبيض منذ ثلاث سنوات.
ولم يوجه المسؤولون الأميركيون دعوة إلى رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، الذي اعتبروه مقرباً جداً من إيران.
ويقف العراق، ثاني أكبر الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك، على شفير كارثة مالية قد تدفعه إلى اتخاذ تدابير تقشفية، بين انخفاض أسعار الخام ووباء كوفيد-19، وخصوصاً أن اقتصاده يعتمد بأكثر من 90 في المئة على الإيرادات النفطية التي انخفضت بواقع خمسة أضعاف خلال عام واحد.
واستأنفت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق في ديسمبر/كانون الأول 2015 بعد 25 عاما من انقطاعها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990.