الكاظمي يصل إلى السعودية في أول زيارة رسمية

زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى المملكة تأتي تلبية لدعوة تلقاها من العاهل السعودي بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي وتوطيد العلاقات بين البلدين.
الكاظمي يسعى لإعادة العراق إلى الحاضنة الخليجية بعد عزلة دامت لسنوات
حكومة الكاظمي تعمل على تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع السعودية

بغداد - وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى السعودية اليوم الأربعاء على رأس وفد وزاري كبير في زيارة رسمية للمملكة لتعزيز التعاون وتوطيد العلاقات بين البلدين.

وقال الكاظمي في تصريح صحفي قبيل المغادرة، إن "الزيارة تهدف إلى إرساء آفاق التعاون وتوطيد العلاقات بين دول المنطقة".

وأفاد حسين علاوي مستشار رئيس الحكومة العراقية لصحيفة الصباح الصادرة اليوم إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة تلقاها الكاظمي من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وقال علاوي إن "هذه الزيارة مهمة وتأتي في ظرف استثنائي وتم وضع الترتيبات لها في الزيارات السابقة التي قام بها أعضاء الفريق الحكومي والمجلس التنسيقي العراقي - السعودي لبحث الملفات التي تحظى باهتمام البلدين."

وأوضح أن من بين أهم الموضوعات التي ستبحث خلال الزيارة سبل مواجهة الأزمات في المنطقة والتنسيق الاقتصادي ودعم خطط التنمية والاستثمار التي عرضتها هيئة الاستثمار العراقية على الشركات السعودية والتسهيلات التي ستقدمها إلى الشركات السعودية والتوجه نحو إنشاء مشاريع مشتركة.

وتسعى الحكومة العراقية تدريجيا إلى إحداث توازن إقليمي يجنبها تداعيات الهيمنة الإيرانية التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على مستقبل العراق واستقراره.

وتحاول بغداد العودة إلى الحاضنة العربية عبر تعزيز العلاقات مع الدول العربية والخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

وتعمل حكومة الكاظمي على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع السعودية في مواجهة إيران التي لا ترى العراق سوى ساحة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة وتنفيذ هجمات على المصالح الغربية والمنشآت الدبلوماسية ما يزيد تعكير وضع البلاد.

وتأتي زيارة الكاظمي إلى السعودية بعد أشهر من إعادة فتح منفذ عرعر الحدودي بشكل رسمي مع المملكة أمام التبادل التجاري بين البلدين، والذي أغلق منذ غزو الكويت قبل ثلاثين عاما، كدليل على تحسن العلاقات بين بغداد والرياض.

واستأنفت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق في ديسمبر/كانون الأول 2015، ويمكن لهذه التطورات أن تساهم في تنشيط الاقتصاد العراقي الذي يعاني منذ سنوات أزمة خانقة تفاقمت بعد ظهور فيروس كورونا الذي يواصل انتشاره حول العالم.

وبعد عقود من التوتر بدأت العلاقات السعودية العراقية تتحسن، عقب زيارة لبغداد في 25 فبراير/ شباط 2017 قام بها وزير الخارجية السعودي آنذاك، عادل الجبير.

وكانت تلك أول مرة يصل فيها مسؤول سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة العراقية منذ 1990، وهو ما مهد الطريق لمزيد من الزيارات المتبادلة.

ويرى مراقبون أن العراق يمثل إحدى ساحات التنافس على النفوذ الإقليمي بين السعودية وإيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع معظم القوى السياسية الشيعية في بغداد.