الكاظمي يعطي إشارة انطلاق بناء ميناء الفاو الكبير

 رئيس الوزراء العراقي يضع حجر أساس مشروع ميناء الفاو الكبير معلنا أن التمويل مخصص من ميزانية العام الحالي، مشيرا إلى فشل مراهنات البعض على تعطيل انجازه وأنه سيكون مشروعا واعدا لأهالي البصرة وللعراق ككل.
ميناء الفاو الكبير سيحدث نقلة نوعية في النقل والشحن البحري
ميناء الفاو الكبير مرشح ليكون أحد أكبر الموانئ الدولية في منطقة الخليج
التمويل والتدخلات الخارجية معضلتان أخرتا انجاز مشروع ميناء الفاو

البصرة (العراق) - أعلن رئيس الوزراء العراقي اليوم الأحد انطلاق مشروع ميناء الفاو الكبير بمحافظة البصرة وهو مشروع واسع لم تغادر خططه الرفوف منذ سنوات ولايزال يثير الكثير من الجدل وتدخلات خارجية عطلت انجازه بتواطؤ بعض الشخصيات السياسية في الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الغزو الأميركي للعراق.

وقال في حفل وضع حجر الأساس المشروع "نعلن اليوم البدء بمشروع استراتيجي مهم انتظره أبناء البلد سنوات طويلة"، مضيفا "لقد راهن الكثيرون على إفشال المشروع ونشروا إشاعات عدة لإحباط الشعب، لكن المشروع ينطلق اليوم رسميا بعد أن انتهينا من مراحل التخطيط والمفاوضات وموّلنا المشروع من موازنة هذا العام".

وأوضح أن"مشروع الفاو الكبير ليس فقط للبصرة، بل هو مشروع استراتيجي يسهم في تطوير وإعمار جميع محافظات العراق ويجعل من البلد جسرا اقتصاديا يربط مختلف بلدان المنطقة".

وقال الكاظمي" نحن أمام مرحلة جديدة من تاريخ العراق الحديث، حيث نتجاوز الأزمات، ونتجه نحو البناء والإعمار والإزدهار"، مذكّرا بأن العراق سينهض من جديد بسواعد شبابنا وشاباتنا وعلى بركة الله نفتتح المشروع وسنواصل الإشراف والمتابعة كي يكتمل بإذن الله بنجاح ودون تأخير" .

وأعلن أن "ميناء الفاو الكبير سيوفر فرصا كبيرة للعراق ويعزز مكانته الجيوسياسية في المنطقة والعالم وسيخلق فرص عمل كثيرة لأهل البصرة وباقي المحافظات ويساهم في تطوير محافظة البصرة (550/كلم جنوبي بغداد)" والتي تشهد بانتظام احتجاجات غضب واسعة على تردي الخدمات والعدد الكبير للعاطلين عن العمل.

وذكر بيان صحفي للدائرة الإعلامية في الحكومة العراقية أن المشروع يتضمن بناء الأرصفة الخمسة للحاويات وردم ساحة خزن ومناولة الحاويات وحفر القناة الملاحية الداخلية.

كما يتضمن حفر وتأسيس القناة الملاحية الخارجية ونفق قناة خور الزبير والطريق السريع الرابط بين ميناء الفاو وأم قصر.

وتبلغ كلفة انجاز المشروع حوالي 4.6 مليارات يورو وتقدر طاقة الميناء المخطط إنشاؤه 99 مليون طن سنويا ليكون واحدا من أكبر الموانئ المطلة على الخليج العربي والعاشر على مستوى العالم.

ووضع حجر الأساس لهذا المشروع يوم 5 أبريل/نيسان 2010، لكن ظل المشروع حبيس الرفوف إلى أن أعلن الكاظمي اليوم الأحد رسميا البدء في انجاز مراحله الأولى، بينما تبقى معضلة التمويل قائمة وسط مخاوف من تدخلات قد تعطل انجازه.

ويقع الميناء في منطقة رأس البيشة على نهاية الجرف القاري للعراق ويعد نقلة نوعية في أهميته الجيوسياسية لربط العراق بالعالم من خلال إعادته لأهمية الموقع الرابط بين الشرق والغرب.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يغير في حال انجازه، خارطة النقل البحرية العالمية، فيما برزت في الفترة الأخيرة دعوات إلى أن يكون ممرا مائيا بديلا لقناة السويس.

وعند اكتمال المشروع، قد يصبح أحد أكبر موانئ الخليج العربي حيث تتراوح طاقته الإنتاجية المبدئية بين 45 و20 مليون طن سنويا وصولا إلى 99 مليون طن سنويا ويعد مشروعا إستراتيجيا يربط الشرق بأوربا عبر العراق وتركيا وسوريا بما يسمى بالقناة الجافة.